عبدالكريم لطيف العراقي
النـص : وطني…. يحتاج الشريف !! تختلف مقاييس الشرف من مجتمع لآخر حسب ديانة وتقاليد كل مجتمع ، والبعض يرى أن الشرف غير قابل للقسمة فأما أن يكون الإنسان ذو شرف أو ينعدم عنده الشرف نهائيا …ولو تأملنا الموضوع بعمق نجد الذين تنطبق عليهم حالة اعتبار الشرف وحدة متكاملة غير قابله للتجزئة هم المؤهلون لأداء أي عمل بكل نزاهة.. وهناك من يرى الشرف ممكن أن بتحدد بأداء العمل بصدق أو بالامانه أو بحفظ الأسرار وغيرها ، أي يرى انه ممكن أن تنطبق عليه حاله دون اكتمال كل الحالات..فالموضوع متشعب ولا مجال للخوض بتفاصيله.. الذي يهمنا ما يمر به الوطن من أزمات تعددت واختلفت بتأثيرها على المجتمع من جوع وفقر وحرمان وبطالة وقلة خدمات وغيرها الكثير ، وهناك القاسم المشترك بين المهجرين والنازحين الذين يعانون في الشتاء زمهريره وفي الصيف هجيره …حيث يتصاغر الوصف أمام هول مأساتهم.. وبرغم كل الألم الذي تعاني منه قطاعات كبيرة من الشعب تظل عيونهم ترنوا إلى الوطن والحكومة والمسؤول ..فالمهجرين يسمعون بأرقام خياليه من الأموال رُصدت لهم إلا أن ما استلموه لا يعادل إلا نسبة ضئيله جدا ويسمعون عن أرقام خياليه للمساعدات الإنسانية لكن ما يصلهم يكاد لا يذكر أمام احتياجهم .. كل ذلك يعني أن تلك الأرقام إما أنها غير حقيقية وهذا يوجب على المسؤولين التصدي لما يعلن عنها بحزم لتوضيح الحقيقة كي لا يعيش الناس بأحلام اقرب للخيال منها للحقيقة ..وان كانت حقيقية فالتساؤل المطروح هو أين ذهبت تلك الأموال؟؟ ..وهذا بحد ذاته يعطي انطباعا لدى الناس أن القائمين على الأمر قد استحوذوا عليها بطرق ملتوية لينعموا هم وعوائلهم بالخيرات ويتركوا الفقراء يجابهون مصيرهم الأسود .. لهذا يجب على المسؤول التحدث بصراحة عن تفاصيل تلك الأموال ، على الأقل لينفي التهمة عن نفسه إن كان فعلا بريء.. هذا جانب من جوانب كثيرة يعاني منها الشعب .. والسبب الحقيقي الذي ترتكز عليه هذه المعاناة هو الموظف والمسؤول مهما كانت وظيفته في السلم الوظيفي من اصغر موظف لأكبر موظف ..فالشعب إذا ابتلى بالحارس السارق فتلك من المصائب والمصيبة الأكبر أن يضع السارق سرقته في خانة الحلال ….لذا يفترض برجال الدين وكل الخيرين أن يؤشروا بوضوح حالة الخلل وفضح خطورة السرقة التي غُلفت بغلاف الحلال في كثير من الأحيان …لان الحديث عن الحلال والحرام يصبح هواء في شبك إذا لم يؤثر في تقليل أو منع سرقة أموال الشعب ..سمعنا كثيرا عن الشكوى من المحاصصه وسمعنا كثيرا عن احتياج البلد (للتكنوقراط) وحاولوا حصر مشاكلنا بهاتين الزاويتين وتناسوا أن الأهم من المحاصصة و(التكنوقراط) هو حاجه البلد للشرفاء … فالوطن الذي استٌنزفت أمواله وجاع سكانه يحتاج إلى النزيه الشريف بكل مفاصل الحياة ..فوجود الشرفاء سيقضي على كثير من المعاناة بكل تفاصيلها لأن الشريف هو الرقيب على نفسه وما أروع أن تجد الذين يشغلون الوظائف من رئيس الوزراء إلى اقل درجة وظيفية هم يراقبون أنفسهم وهم من يحافظ على المال العام ..وهم من يهتم بأمور الفقراء … فما أحوج الشعب لهكذا ناس وما أحوج الوطن لقيادات تخاف الله قبل كل شيء…وباختصار.. وطني يحتاج الشريف .