اخبار سياسية

وفاة أميني قد تكون مكلفة على النظام الإيراني

أفادت مراسلة “فايننشال تايمز” في طهران نجمه بوزرجومهر أن إيران التي عانت من قتل محتجين شبان يطالبون بالمزيد من الحريات غرقت في حزن لا يحتمل بسبب خسارة مهسا أميني وهي الآن في حداد وطني. الصورة الأخيرة لها وهي في غيبوبة على سرير مستشفى قبل أيام من وفاتها تذكير رنان بالمخاطر التي تواجه النساء الإيرانيات.

أوضحت بوزرجومهر أن أميني لم تكن ناشطة سياسية ولم يكن لديها تاريخ في انتقاد القيود الاجتماعية والسياسية كما يفعل العديد من الإيرانيين العاديين على وسائل التواصل الاجتماعي. في آخر صورة لها قبل فترة قصيرة على اعتقالها، بدت أميني التي نشأت في أسرة تقليدية متدينة في بلدة سقز الكردية الواقعة شمال غربي البلاد وكأنها فتاة نموذجية سعيدة تزور طهران مع عائلتها. كانت تستعد لبدء دراستها الجامعية هذا الشهر. معطفها الأسود الطويل وحجابها الأسود الذي كشف فقط جزءاً صغيراً من شعرها لم ينتهكا حتى قواعد النظام.

غياب الثقة عميق الجذور
قد تبرهن مأساة وفاتها أنها مكلفة بالنسبة إلى النظام الذي أفرط في تنفيذ قواعد اللباس الإسلامي في محاولة لكبح تيار الحداثة العلمانية. تقول عائلة أميني إنها تعرضت للضرب بين لحظة إجبارها على ركوب سيارة شرطة الأخلاق ونقلها إلى صف دراسي علاجي بشأن أهمية اللباس الإسلامي. عرضت الشرطة مقاطع فيديو متلفزة لإثبات أنها خرجت من السيارة وتوجهت إلى الصف من دون أذى. مع ذلك، إن غياب الثقة عميق الجذور وتصورات الناس هي التي سادت. سألت بوزرجومهر نساء قليلات تم اقتيادهن إلى مركز فوزارا السيئ السمعة للشرطة وسط طهران عما إذا كن قد شهدن عنفاً مادياً ولفظياً ضد النساء. أجبن بنعم قائلات إن اللواتي يقاومن أو يصرخن على عناصر الشرطة يعرضن أنفسهن لخطر العقاب.

أكثر جرأة
بما أن متشددي إيران عززوا قبضتهم على السلطة وكثفوا قمعهم للنساء بسبب طريقة ارتدائهن ملابسهن، تختبر المزيد من النساء الاقتياد إلى فوزارا. وهذا يغذي كراهية إضافية بين النساء وعائلاتهن. تعهدت صديقة للكاتبة أرسلت مرات عدة هذه السنة إلى فوزارا الانضمام إلى المتظاهرين للمرة الأولى وبصرف النظر عن الكلفة. يدرك الجميع أن تظاهرات هذا الأسبوع لن تنجح في قلب إلزامية الحجاب، لكن أصبح الناس أكثر تجرؤاً للحديث ضد التطبيق القاسي.

فخاخ الموت
حالياً تلتزم السلطات الحذر. لم يدافع أي مسؤول بارز عن اعتقال أميني. وعد الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي بإجراء تحقيقات وقال إنه شعر كأن “ابنته الخاصة” تعرضت للمصاب. بشكل واضح فشلت شخصيات كبيرة على امتداد الطيف السياسي في دعم دوريات الإرشاد وهي فرق رقابة شرطة الأخلاق التي بات يطلق عليها الآن لقب “فخاخ الموت”. حسب بوزرجومهر، يعتقد حتى بعض أعضاء البرلمان المتشددين والمحافظين أن اعتقال النساء في الشوارع يجب أن ينتهي إلى الأبد.

دعم من الرجال
على نحو متزايد، تستقطب النساء الدعم من رجال وفصائل دينية متعاطفين الآن مع حملتهن. قالت إحدى الأمهات البالغة من العمر 46 عاماً والتي اعتقلت في الشارع واقتيدت إلى فوزارا الشهر الماضي إنها ارتعبت لدى سماعها ابنها ذا الأعوام الستة والعشرين وهو يناقش خطة مع أصدقائه لإحراق سيارات الشرطة احتجاجاً على وفاة أميني. وقال نجم كرة القدم علي كريمي على حسابه عبر إنستغرام إن الرئيس المقبل للمعارضة يجب أن يكون امرأة.

رمز
منذ وفاتها، أصبحت أميني وجهاً بارزاً للعصيان المدني. من بين الوجوه الأخرى ندى آغا-سلطان (26 عاماً) قتلت وسط طهران خلال انتفاضة 2009 وسحر خدياري (29 عاماً) أحرقت نفسها سنة 2019 بعد الحكم عليها بالسجن بسبب التنكر كرجل كي يتم السماح لها بالدخول إلى ملعب كرة قدم. كانت الرسالة بسيطة على ضريح أميني: “لن تموتي. اسمك سيصبح اسماً رمزياً”.