في سابقة علمية رائدة في المملكة المتحدة، وُلد أول طفل باستخدام الحمض النووي لثلاثة أشخاص.
ويهدف الإجراء، الذي شهد استخدام 99.8% من الحمض النووي من الوالدين، والباقي من متبرع، إلى منع ولادة الأطفال المصابين بأمراض الميتوكوندريا المستعصية. وتُعرف هذه التقنية باسم علاج التبرع بالميتوكوندريا (MDT)، وهي تستخدم أنسجة من بويضات متبرعات يتمتعن بصحة جيدة لإنتاج أجنة أطفال أنابيب خالية من الطفرات الضارة.
أمراض الميتوكوندريا غير قابلة للشفاء ويمكن أن تكون قاتلة خلال أيام أو حتى ساعات من الولادة، والميتوكوندريا هي الأجزاء الدقيقة داخل كل خلية من خلايا الجسم تقريباً والتي تحول الطعام إلى طاقة قابلة للاستخدام. وإذا كانت هذه الأجزاء معيبة، فإنها تفشل في تغذية الجسم، ويمكن أن تؤدي إلى تلف الدماغ والعمى وحتى قصور القلب. ويتأثر حوالي واحد من كل 6000 طفل باضطرابات الميتوكوندريا.
وكان الأطباء في مركز الخصوبة في نيوكاسل رائدين في علاج MDT وتم تقديم قوانين للسماح بإنجاب مثل هؤلاء الأطفال في المملكة المتحدة في 2015. بعد ذلك بعامين، أصبحت العيادة المركز الوطني الأول والوحيد المرخص له بإجراء ذلك، مع الموافقة على الحالات الأولى في 2018.
وأكدت هيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة (HFEA) أن عدداً صغيراً من الأطفال ولدوا الآن في المملكة المتحدة بعلاج MDT، على الرغم من أنها لم تكشف عن الرقم الذي قالت إنه ” أقل من خمسة “حتى 20 أبريل (نيسان) 2023، بحسب صحيفة ميرور البريطانية.
وتتضمن هذه التقنية زرع الحمض النووي من البويضة المخصبة في بويضة متبرع بها تحتوي على ميتوكوندريا صحية، أو بدلاً من ذلك إزالة الحمض النووي التالف من البويضة واستبدالها بالميتوكوندريا السليمة. الإجراء يأتي مع بعض المخاطر المرتبطة به. وتوصلت الأبحاث إلى أنه في بعض الحالات، يمكن أن يتكاثر عدد ضئيل من الميتوكوندريا غير الطبيعية التي تنتقل حتماً من بويضة الأم إلى بويضة المتبرعة عندما يكون الطفل في الرحم. ويمكن أن يؤدي الارتداد أو الانعكاس إلى إصابة الطفل بمرض.
وقال داغان ويلز، أستاذ علم الوراثة الإنجابية في جامعة أكسفورد “حتى الآن، كانت التجربة السريرية مع التصوير بالرنين المغناطيسي مشجعة، لكن عدد الحالات المبلغ عنها صغير جداً بحيث لا يمكن استخلاص أي استنتاجات نهائية حول السلامة أو الفعالية”.