مقالات

يا ظالمون ..لا..تدعو أطفالنا يحلمون

إتصلت بي إمرأة ترعى ٣ بنات و طفلًا، زوجها إنتقل إلى جِوارِ ربِّهِ، تُهنِّئني بالعيد، و تُعاتبني لأني أرسلتُ لابنتها الكبيرة، و هي في الرابع الإبتدائي قصة (علاء الدين و المصباح السحري) قالت: إنها في الأشهر الثلاثة الماضية تعسَّرت حالتهم المادية كثيرًا، وقطع صاحب المولدة الكهرباء على خِربتهم في العشوائيات (الحواسم)، و أنهم يقضون ليلهم على ضوء الفوانيس العتيقة.. و تستطرد قائلةً: إبنتي (أمل) تمسح الفوانيس كل ساعة، و تطلب أن يخرج العفريت، لتذهب مع علاء الدين و تأتي بالكهرباء و تشتري لنا مروحة و مبردة و ثلاجة و ملابس، إلَّا أنَّ ما آلمني هو أنها جرَحت نفسَها بزجاج الفانوس الرقيق المُوشَّح بالسَّواد…يا دكتور أبريني الذِّمَّةَ، لأني تكلَّمتُ عليكَ .. و بعد أن أكملت عَبرتها الحزينة، قالت: كان عليكَ يا دكتور أن تُهديها كتابَ (الصبر مفتاح الفرج) أو كتاب (أدعية الزيارة)، فحرامٌ عليكَ أن تدَع أطفالَنا يحلمون .. قلتُ لها: لقد نسيتكم، و ربَّما رافقني إبليس فأنساني، و جعلني من الظالمين، فأستغفِرُ الله بكم .. يا (أم أمل)، قولي ل (أمل): إنَّ العفاريتَ لا يسكنون الخرائب و الصرائف و الچماليات و الچينكوات و العشوائيات، العفاريتُ في القصور مع الأسياد، يهبون لهم المناقصات و المزايدات، و البساتين و العقارات، السيارات و الطائرات، و الذهب و الدولارات، و الحشيش و الكوكائين و المخدَّرات، و العواهر و الراقصات، ووو.و ربَّما تَجديهم على جبل عرفة أو في الزيارات، و سيقولون لكم: مأجورين، اللهُمَّ تقبَّل الطاعات …بَكَتَ أمُّ أملٍ و حتى الملائكة كأنَّها بكت لأجلها.يا ظالمون ..إلى أين بنا ذاهبون؟؟؟؟!!!اللهُمَّ ارحمنا برحمتك، و مُدَّنا بقوة من عظمتك و اغفِر لنا من مغفرتك..أ.د.ضياء واجد المهندسمجلس الخبراء العراقي

admin