عباس عراقجيصدر
نبدأ جولتنا الصحفية لهذا اليوم من صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، ومقال رأي كتبه وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بعنوان “حرب إسرائيل خربت الدبلوماسية لكنْ بإمكان الولايات المتحدة إحياؤها”.
يستهل الكاتب بالحديث عن “التقدم” في المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، التي جرت بينه وبين المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، على مدار خمسة اجتماعات في غضون تسعة أسابيع، قبيل اندلاع المواجهة العسكرية الأخيرة بين بلده وإسرائيل، والتي انضمت إليها واشنطن بضربات مُركزة.
وقال عراقجي إنه حقق مع ويتكوف “أكثر مما تحقق خلال أربع سنوات من المفاوضات النووية مع إدارة بايدن الفاشلة”.
مخاطرة ترامب التي وضعت أمريكا في قلب المواجهة بين إيران وإسرائيل
ويشير عراقجي في مقاله إلى أن المفاوضات ركزت أيضاً على إنهاء العقوبات المفروضة على بلاده، وانخراط الولايات المتحدة في تعاون اقتصادي أوسع نطاقاً. وكانت إيران منفتحة على تعاون ذي منفعة متبادلة، “من شأنه أن يُنعش الاقتصاد الإيراني ويعالج أولوية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإحياء الصناعات الأمريكية المتدهورة”، مثل قطاع الطاقة النووية، حسب عراقجي.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
رسوم جمركية أمريكية جديدة على ثلاث دول عربية، وترامب يتوعّد ما لم تُفتح الأسواق أمام السلع القادمة من بلاده
صورة لمسلحين من مقطع مصور منسوب لحركة حسم في مصر
مقطع منسوب لحركة “حسم” في مصر يثير الجدل حول هدفه وتوقيت تصويره
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلقي كلمة أمام القوات الأمريكية خلال زيارة لقاعدة العديد الجوية في الدوحة قطر
قاعدة العديد في قطر: أكبر قاعدة جوية أمريكية في الخارج
رجل فلسطيني في مكب نفايات القمامة في مخيم البريج وسط قطاع غزة في 7 يوليو/تموز 2025
حماس توافق على الإفراج عن 10 رهائن ضمن محادثات وقف النار، ونتنياهو يدعم إبرام الصفقة “لكن ليس بأي ثمن”
الأكثر قراءة نهاية
ويضيف الوزير الإيراني “كان هذا خيانةً فادحة للدبلوماسية. وبينما كان الحوار الإيراني الأمريكي يكتسب زخماً أخيراً، أرسل القصف المتهور رسالةً لا لبس فيها: إسرائيل تُفضّل الصراع على الحل”.
وينتقد عراقجي مزاعم إسرائيل، بأن ضرباتها الجوية كانت تهدف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية، معتبراً أن بلده فعلت “كما تفعل أي دولة نزيهة تتعرض لهجوم، قاومت إيران العدوان بشراسة حتى اضطرت إسرائيل إلى الاعتماد على الرئيس ترامب لإنهاء الحرب التي بدأتها”.
ما نعرف عن النتائج الأولية للمواجهة بين إيران وإسرائيل؟
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
بي بي سي نيوز عربي على تطبيقWhatsApp
قناتنا الرسمية على واتسا
تابعوا التغطية الشاملة من بي بي سي نيوز عربي
اضغط هنا
يستحق الانتباه نهاية
يرى الكاتب أن التقدم المحرز في المحادثات بين إيران والولايات المتحدة قد تم تخريبه، ليس من قِبل إيران، بل من قِبل حليف لأمريكا، حسب وصفه، منتقداً “القرار المشؤوم” الذي اتخذته الولايات المتحدة، بتنفيذ ضربات ضد منشآت نووية إيرانية.
يقول عراقجي إن بلاده تلقت في الأيام الأخيرة رسائل، تشير إلى أن واشنطن قد تكون مستعدة للعودة إلى المفاوضات، لكنه يتساءل: “كيف يمكننا أن نثق بمزيد من المشاركة؟”.
ويبرر انعدام الثقة بالقول إنه “وبعد موافقتنا على مفاوضات جديدة بحسن نية، رأينا حسن النية يُقابَل بهجوم شنّه جيشان نوويان”.
يؤكد الكاتب أن بلاده لا تزال مهتمة بالدبلوماسية، لكن لديها أسباب وجيهة للشك في جدوى مواصلة الحوار.
وكتب: “لتنجح الدبلوماسية، يجب أن تُبنى على الاحترام المتبادل. كما أنها لا تستطيع الصمود في وجه التخريب المُستمر من قِبل أطراف أخرى، تخشى التوصل إلى حل”.
ويرى الكاتب أن وعد ترامب لناخبيه بـ”أمريكا أولاً” يُحرّف الآن عملياً ليُصبح “إسرائيل أولاً”، في إشارة إلى أن ترامب خاض تلك الحرب لصالح إسرائيل.
واختتم: “الخيار متروك لأمريكا. فهل ستختار الولايات المتحدة الدبلوماسية في نهاية المطاف؟ أم ستبقى عالقة في حرب الآخرين؟”.
“عجز أمريكي في مخزون صواريخ باتريوت”
صاروخ باتريوتصدر الصورة،Getty Images
ننتقل إلى صحيفة الغارديان، وتقرير حصري بعنوان “الولايات المتحدة تمتلك 25 في المئة فقط من صواريخ باتريوت الاعتراضية، اللازمة لخطط البنتاغون العسكرية”، بقلم هوغو لويل.
ويفيد التقرير بانخفاض المخزون الأمريكي من تلك الصواريخ إلى ما يصل إلى نحو رُبع ما يحتاجه البنتاغون لخططه العسكرية، وذلك بعد استنفاد مخزوناتها في الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة، “وهو ما أدى إلى تجميد إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لأحدث عملية نقل للذخيرة إلى أوكرانيا”، وفق التقرير.
ويستعرض التقرير “مدى القلق داخل البنتاغون من تعرّض العمليات العسكرية الأمريكية المحتملة للخطر”، و”إذن نائب وزير الدفاع الأمريكي، ستيفن فينبرغ، بوقف التسليم أثناء مراجعة وجهات إرسال الأسلحة”.
لقد بدأت إدارة ترامب مراجعة المستوى المنخفض من صواريخ باتريوت والذخائر الأخرى، في فبراير/شباط الماضي تقريباً، وفقاً لما قاله أشخاص مطلعون للصحيفة. وتسارعت المداولات بعد أن نشرت الولايات المتحدة المزيد من الصواريخ الاعتراضية في الشرق الأوسط، لدعم الحملة على الحوثيين ودعم إسرائيل، وفق التقرير.
ويستكمل التقرير بأن “المصادر قالت إن الوضع أصبح أكثر حدة، بعد قرار ترامب قصف المنشآت النووية الإيرانية الشهر الماضي، عندما أطلقت الولايات المتحدة ما يقرب من 30 صاروخاً من طراز باتريوت لاعتراض الصواريخ الباليستية الإيرانية، التي استهدفت قاعدة العُديد في قطر”.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى استنفاد واشنطن لذخائر أخرى، ومع ذلك “يبدو أن الشاغل الرئيسي يدور حول صواريخ باتريوت، التي تنتجها الولايات المتحدة بمعدل 600 صاروخ سنوياً، لكن إيران وحدها يتبقى لديها أكثر من 1000 صاروخ باليستي، يمكنها نظرياً استخدامها ضد القواعد الأمريكية في المنطقة، إذا انهار وقف إطلاق النار مع إسرائيل”.