مقالات

{يوم الغدير}

حسن فليح /محلل سياسي

حقيقة الامر ان التصويت لعيد الغدير لن يبغض السنة ولن يفرح الشيعة لدرجة الخلاص من مشاكلنا وهي مشاكل جميع البلاد المضطربة، ولكن اجواء وطريقة وتعامل البعض من السياسيين ورجال الدين جعل الامر محل نقاش وخلاف مجتمعي ، بالوقت نحن بأمس الحاجة لوحدة الصف وتعزيز الوحدة الوطنية التي تلاشت بحكم تلك الدعوات والخطابات التي لاتحسن التوقيت ولا تفرز من هو الاهم من المهم ، علما انها جائت بطريقة تعصبية وطائفية متشددة بفرضها كأمر واقع على جميع العراقيين للقبول به ، الامر الذي اجبر الطرف الاخر الى الانجرار لنفس التخندق خلف تقافتهم التاريخية المختلفة عن ثقافتنا التاريخية بخصوص ذلك الحدث مع الاسف ، وهنا تحقق هدف اعداء العراق والعراقيين ، المطلوب من شيعة العراق في ضل سيطرتهم على مقاليد الحكم والتشريع علينا كشيعة ان نسجل منجزا وطنيا رصينا نتباها به تاريخيا ، وحتى لايقال عنا نحن ابطال لطم فقط ، علينا ان نحث الجهود لمكافحة الفساد الذي تفشى بالبلد وفي مؤسسات الدولة علينا مواجهة تفشي الامية ومكافحة الجهل وكذلك مكافحة المخدرات وتشريع قانون العفو العام الذي طال انتظارة ومواجهة الاكتضاض الحاصل الان بالسجون وحالات الفساد الكبيرة التي تمارسها بعض الشخصيات المسؤولة عن تلك السجون بحيث اصبحت سوق واعدة لتجارة المخدرات وغيرها من المسائل التي يندى لها الجبين ، وعلينا ان نعالج ظاهرة السلاح المنفلت وتعزيز السلم المجتمعي ، ورفع قدرات التنمية البشرية ومعالجة الضعف الحاصل فيها ، وتعزيز السيادة الوطنية وعدم السماح بالتدخل الدولي والاقليمى وصيانة القرار السياسي الوطني للبلاد ، ومعالجة ظروف اللاجئين المأساوية ، حيث ان كل ذلك حصل ويحصل في ضل سيطرتنا على مقاليد السلطة في العراق تحت عنوان “الشيعة يحكمون” وفي حقيقة الامر انهم لايحكمون الذي يحكم ويتحكم هي ايران وموالها من شيعة السلطة وسنتها ، من الذين انحرفوا عن خطهم الوطني ، فهل نتنبه لذلك ، ام اننا سنبقى سائرون للهاوية السحيقة ، ان مثل هكذا نبش للموروثات التاريخية في ظروفنا الحالية لاتنفعنا بشيء ، ويجب ان يناقش الامر في ضل توافق وطني مدروس بعيدا عن الشحن الطائفي والعمل على خلق مناخ وأجواء وطنية مختلفة وعابرة كليا عن اجوائنا الحالية المشحونة بالتوتر الطائفي المقيت ،
لا يمكن لنا ان ننكر وجود الطوائف في العراق، فهو بلد متعدد الطوائف عبر تاريخه، وهنا الكلام عن العراق ما بعد الفتح الإسلامي، لكن لم يتبنى أحد الطائفية كنظام حكم فيه إلا في الفترات التي سيطرت فيها إيران على العراق، فهي الورقة التي تستخدمها إيران في تعاملها مع الشعب العراقي للسيطرة عليه، بمعنى نقل الطائفية من الحالة الإجتماعية والمذهبية إلى الطائفية السياسية لتمزيق المجتمع وتفتيت لحمته الوطنية والاجتماعية ، كما تجدر الاشارة ان بوادر الطائفية بالمنطقة بدأت منذ سيطرة النظام الايراني الحالي على مقاليد الحكم في طهران عام 1979 ، ولله لوكان الامام علي عليه السلام علىٰ قيد الحياة لكنتم من الد اعدائه ولن يتشرف بكم مطلقا ، انكم بهذه الخطوة من اجل اثارة الطائفية من جديد ليس ألا .