في خطوة كان البعض يتوقعها منذ أشهر طويلة، أعلنت شركة “يونيليفر” البريطانية العملاقة، التي تتعدد أنشطتها الاستهلاكية بين المنظفات والمأكولات في عشرات العلامات التجارية، أنها ستقوم بفصل أعمالها في مجال صناعة الأيس كريم عبر شركة “بن آند جيري” وإلغاء 7500 وظيفة، وذلك بدعوى تقليل التكاليف وزيادة الأرباح.
وأفادت يونيليفر الثلثاء أن أعمالها في مجال الآيس كريم ستستفيد من الملكية المنفصلة لزيادة النمو، وقالت إنه من المتوقع أن يتم الانتهاء من التقسيم بحلول نهاية العام المقبل.
ويرى بعض المراقبين أن الانفصال ربما يرفع عن “يونيليفر” مسؤولياتها تجاه “بن آند جيري”، خاصة أن الأخيرة مشهورة بآرائها ومواقفها السياسية والاجتماعية. وبالفعل فقد أعقب الإعلان مباشرة ارتفاع أسعار اسهم “يونيليفر” في بورصة لندن بنحو 3 بالمئة.
وأشار هاين شوماخر، الرئيس التنفيذي لـ”يونيليفر”، والذي تولى منصبه منذ الصيف الماضي، إلى أن “تبسيط محفظتنا وزيادة الإنتاجية سيسمح لنا بإطلاق العنان لإمكاناتنا، ودعم طموحنا لوضع “يونيليفر” كشركة رائدة عالميًا في مجال السلع الاستهلاكية تحقق نموًا قويًا ومستدامًا وربحية معززة”.
وقال روس مولد، مدير الاستثمار في شركة “إيه جيه بل” للخدمات المالية إن “إحدى المزايا الجانبية لخروج العلامة التجارية “بن آند جيري” من محفظة يونيليفر هي أنها قد تهدئ الضجيج الذي تثيره الأولى. ولكن على نطاق أوسع، يبدو أن أسباب القرار سليمة إلى حد كبير”، بحسب “أسوشيتد برس”.
واستحوذت “يونيليفر” على “بن آند جيري” في صفقة عام 2000، وتضمن العقد موافقة الأولى على السماح لمجلس إدارة صانع الأيس كريم “المستقل” باتخاذ قرارته الخاصة فيما يخص القضايا الاجتماعية.
لكن يبدو أن مواقف “بن آند جيري” المعارضة للسياسات الإسرائيلية كانت أكثر من قدرة “يونيليفر” على الاحتمال. فخلال الأعوام الماضية، دعمت “بن آند جيري” كثيرا من القضايا، التي تراوحت بين حملة “بلاك لايفز ماترز” (حياة السود مهمة)، إلى حملات دعم النساء وجهود حماية المناخ، وحتى دعم حقوق المثليين، وصولا إلى التنديد بمواقف إسرائيل في فلسطين. ومؤخراً، منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، دعت مجلس إدارة “بن آند جيري” إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وأعلنت “بن آند جيري” عام 2021 أنها ستتوقف عن بيع الآيس كريم الخاص بها في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل والقدس الشرقية المتنازع عليها، وهي الأراضي التي يسعى إليها الفلسطينيون.
وفي تموز (يوليو) 2022، رفعت شركة “بن آند جيري” دعوى قضائية على شركتها الأم، لمنعها من إعادة السماح لوكيلها الإسرائيلي ببيع منتجاتها في المستوطنات.
وقد حذر نفتالي بينيت، رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، “بن آند جيري”، من “عواقب وخيمة”، فيما انتقد بعض السياسيين الأميركيين هذه الخطوة. وأقدمت بعض صناديق الاستثمار الحكومية الأميركية أو هددت ببيع أسهمها في شركة “يونيليفر”.
وأعلنت يونيليفر في وقت لاحق أنها كانت تبيع حصتها التجارية في منتجات “بن آند جيري” في إسرائيل إلى وكيلها الإسرائيلي. ورفض قاض أميركي دعوى قضائية في عام 2022 من “بن آند جيري” لمنع تلك المبيعات.