《الفيروس الأردني – مرض العراق الدائم》

1

حجي مراد


منذ سنين والاردن يعتاش على حساب العراق وشعبه ، وربما على حساب أجياله القادمة ، فحاله بذلك حال الفيروس الذي يستمد الحياة من حياة غيره من الكائنات الحية الأخرى .

فالحكومات تلو الحكومات في العراق وربما الأنظمة تلو الأنظمة والحال مع الأردن لا يزال كذلك .

لا أعلم ما الحكمة اليوم من قيام البنك المركزي العراقي وحرصه على توفير فرص أثراء لرجال أعمال أردنين ومصارف أردنية على حساب العراق وشعبه وعلى حساب أجيال العراق القادمة ، ولا أعلم ما المصلحة من ذلك ، فاليوم أغلب ارباح نافذة بيع الدولار الامريكي في البنك المركزي العراقي وفرص العمل المتوفرة من خلالها تذهب الى مصارف وأشخاص أردنين ، دون الأخذ بنظر الأعتبار ما يترتب على أثر ذلك من ضرر للأقتصاد العراقي برمته جراء خروج تلك الارباح المتحققة للأشخاص والمصارف الغير العراقية الى الخارج وعدم أستفادة العراق منها .

لا أعلم هل نسيَ العراق مواقف الاردن السابقة وسوء تعاملهم مع الشعب العراقي ، فهل نسينا كيف كان تعاملهم مع المسافرين العراقين ، أو كيف هو تعاملهم مع العراقين المقيمين هناك ، وهل نسينا جرائم الأرهابي الأردني ابو مصعب الزرقاوي الذي لا يزال العراق يعاني من ويلات فكره المتطرف الذي جاء به من الاردن الى العراق ، وهل نسينا كيف أنه وحين تم قتله وهو متلبس بالأرهاب ضد العراق وشعبه كيف أن الحكومة الأردنية أقامت له في الأردن مجلس عزاء حضره الملك الأردني شخصيا ، هل هذه المواقف الأردنية تتطلب من العراق السماح لبنكه المركزي بدعم التعامل مع الاردن والأردنين أم العكس .؟

في الحقيقة نحتاج الى مراجعة حقيقية وشاملة لضبط أيقاع العمل في البنك المركزي العراقي في هذا الخصوص وبما يخدم وضع العراق سياسيا وأقتصاديا ، فالحكمة تقتضي منا ولكي نشفى من هذا الفيروس فأنه يجب علينا أن نقاطعه وإلا نخالطه لا أن ندعمه ونساعده .

التعليقات معطلة.