مقالات

《عقدة الدونية لدى السلطة في بغداد أتجاه الأردن 》


حجي مراد

أن عقدة الدونية لدى السلطة في بغداد أتجاه الاردن والسلطة الحاكمة في عمان واضحة للعيان ومنذ عقود عدة ، فكل من يتسلم السلطة في بغداد يعتليه ذات المرض نحو الأردن ، مرض الدونية الذي يمارس من خلاله صاحب السلطة في بغداد سياسة أنبطاحية أتجاه الأردن وحكومته ، ويتنازل لها عن كل غال ونفيس دون سبب يذكر أو مبرر غير الشعور بتلك الدونية .

لم أتفاجئ اليوم بدعم الحكومة العراقية الواضح والصريح وغير المحدود للمصارف الأردنية على حساب مصلحة الشعب العراقي ومقدراته ، فهذا ديدن كل من أعتلى سلطة الحكم في بغداد ، فالنظام السابق ونتيجة لقيام الملك الأردني الراحل بسحب حبل المدفع العراقي وأطلاق القذيفة منه صوب أيران وأمام أنظار الكاميرات كرمزية منه بمشاركة العراق في حربه ضد أيران في موقف يكاد يكون يشبه موقف زوجة ابي لهب حمالة الحطب حيث أثرى من خلال ذلك الموقف الأردن على حساب العراق ، حيث تنازلت الحكومة العراقية أنذاك للأردن عن أراضي حدودية عراقية غنية بالثروات والمعادن وقامت الحكومة العراقية كذلك بأيداع أغلب أموال العراق وأرصدته في المصارف الاردنية وتم كذلك فتح باب التجارة مع الأردن على مصراعيه وحتى انه تم تشيد شبكة الطرق التي تربط ميناء العقبة الأردني بالحدود العراقية وعلى نفقة العراق بشكل كامل .

واليوم التاريخ يعيد نفسه ، شبكة ربط كهربائي تُنشأ داخل الاراضي الأردنية يتحمل العراق كلفة أنشائها بالكامل بموجب عقد مهين بكل فقراته وتفاصيله موقع بين الحكومة العراقية والاردن ، فلماذا ذلك ونحن بلد الطاقة وبلد النقل وبلد المال والتجارة ونرى الحال نقسه يتكرر كذلك مع المصارف الأردنية التي تستحوذ يوميا وبمباركة الحكومة العراقية على كافة مبالغ منصة بيع العملة الاجنبية في بغداد ، أين مصلحة العراق وشعبه في هذه المعادلة الغير متوازنة .

يا حكومات العراق المتعاقبة ، ملفات النقل والتجارة وملفات الودائع والأرصدة وملفات الطاقة والبترول وملفات العملة الأجنبية والمصارف كلها ملفات أمن قومي للدولة وللأجيال اللاحقة ، ويجب علينا الحفاظ عليها ولا يجب الأستهانة بها والتفريط بسلامة أدارتها على أساس الشعور بالدونية مع الأردن أو مع أي دولة أخرى .

كيف تدعون الوطنية وبأيديكم تفرشون السجاد الأحمر أمام كل طامع بالعراق وباغ عليه ، أين المصلحة في التفريط في كل هذه الحقوق ، هل وجدنا في يوم ما موقف أردني حقيقي داعم لمصلحة العراق وشعبه ، هل نشعر في يوم ما أننا نملك شراكة ستراتيجية مع الأردن أو أخوة ،،، ؟ الجواب لا ، أذاً ستكشف لنا الايام خبايا هذه الملفات ، ولكن ربما بعد فوات الأوان ، وسيذكر حتماً لنا الأجيال القادمة تهاوننا وربما تخاذلنا في الدفاع عن هذه الحقوق .