《يا أبناء غزة ،،، كلكم صلاح الدين》

1

حجي مراد

ربما لم تتفق الأنسانية ومنذ نشأتها الأوالى وحتى يومنا الحاضر على مبداء أنساني واحد مثل أتفاقها على مبداء الحق للأنسان بضمان العيش وسلامة الجسد ، وكل المبادى الأنسانية الأخرى تتراجح فيما بينها وتتطارح ، ولكن حتى هذا المبدأ ورغم أنه المبدأ الأنساني الأول لم تصونه أسرائيل للفسلطينين في بلادهم ، ومع ذلك نجد اليوم أن أصحاب الديمقراطيات الكاذبة في الولايات المتحدة ودول أوربا يؤكدون دعمهم لأسرائيل ويدعون زوراً بأن أسرائيل عنوان الديمقراطية وحقوق الأنسان في المنطقة ، وطبعاً ذلك يتضح لهم بالنظر لأسرائيل من منظار معايرهم المزدوجة التي أعتادوا على أستعمالها وأعتدنا على سماعها وواجب علينا قبولها .

بالأمس وزيرة الداخلية البريطانية تأمر العاملين تحت أمرتها بالعمل على أزالة كل مظاهر الدعم والتأييد الموجهة لمجاهدي غزة والمنتشرة في شوارع لندن ، واليوم فرنسا تفعل نفس الشيء في باريس وباقي مدنها الأخرى ، فأين حق التعبير عن الرأي المكفول والمقدس لدى الغرب ، أين أوربا الحرة ، أين مبادئ الثورة الفرنسية ، أين مارتن لوثر ، أين رموز الصمود والتحرر الأنساني .

بالامس جائت تظاهرات ساحة التحرير في بغداد لتظهر وتبين للعالم أجمع مدى حب الناس والمسلمين للقدس ومدى تمسكهم بها ، ولتبين كذلك للناس كافة مدى أستعداد الشعوب للتضحية من أجل تحرير القدس وباقي الأراضي فلسطينية من دنس الأحتلال الصهيوني الغاشم ، وعلى الرغم من أن متظاهري ساحة التحرير هم ليسوا من سكان فلسطين .

وهكذا هو الحال مع باقي شعوب المنطقة فقط لو سمحت لهم حكوماتهم بأبداء رأيهم وبيان مدى أستعدادهم للتضحية من أجل تحرير فلسطين ، ولكن وللأسف أغلب العناوين والقيادات والزعامات العربية في المنطقة لاتريد ذلك ، بل ولاتريد لشعوبها أصلاً أن تحرر من قيود الذل والأحتلال ، ذلك لأن تلك الحكومات تابعة ومفروضة على شعوبها من قبل الصهيونية العالمية ، بل هي الأحتلال بعينه ، فالأحتلال مثله مثل باقي المفاهيم الأخرى في الحياة له أوجه متعددة ، فمنها ما هو مباشر ومنها ما هو دون ذلك ، فالأمران سيان .

للأسف ،،، نجد أن أغلب شعوب المنطقة تقبع تحت ذل الأحتلال الصهيوني ولكن بصور متنوعة وبأساليب مختلفة ، فمنها الظاهر مثل فلسطين ومنها الخفي مثل باقي دول المنطقة ، وهذا ما يجعل من تحرير فلسطين أمر شاق وصعب ، لأن السير نحو ذلك الهدف يتطلب من شعوب المنطقة البدأ بتحرير نفسها من محتلها الخفي .

الأهداف الكبيرة في الحياة ربما تتطلب تضحيات كثيرة ، ولكن الأهم من ذلك كله نحتاج في سبيل تحقيق تلك الأهداف الى أن توفر في نفوسنا الهمة العالية والأرادؤ الحقيقية والصامدة بوجه التحديات ، فعندما حرر صلاح الدين الأيوبي فلسطين وفتح القدس لم تكن الضروف أمامه سهلة في ذلك الحين ، ولم تكن الأمة في أوج عظمتها وقدرتها ، ولكن الأرادة الحرة والنبيلة هي التي كانت متوفرة في الأمة في ذلك الحين والتي عمل صلاح الدين على أغتنامها وتوجيهها صوب العدو ، فجاء على يده النصر المبارك من عند الله .

والأن كم نحتاج الى من هو مثل صلاح الدين في أغتنام هذه الفرصة ، نعم اليوم نجد أن الأرادة متوفرة لدى هذا الجيل الواعد ، ونجد أن المستقبل مفتوح أمامه ، وثقته بالله كبيرة ، فنسأل الله النصر ، فكل مقاتل اليوم من فلسطين وأن لم يحقق النصر بالمعنى الحربي إلا أنه من المؤكد أن يكون قد حقق الهزيمة في صدور اليهود ، فكل مقاتل من فلسطين هو صلاح الدين ، فهذه هي حقيقة ما حققه صلاح الدين على مر العصور ، وهذا هو نصره الحقيقي ، فالشعوب الحرة تصنع المعجزات .

التعليقات معطلة.