1

ختام قمة جدة وهذه هي أبرز نتائجها

غادر الرئيس الأمريكي جو بايدن المملكة العربية السعودية اليوم بعد انتهاء قمة جدة للأمن والتمنية، والتي جمعت بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب الأردن ومصر والعراق، وسلطت الضوء على التحديات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الملف النووي الإيراني، كما بحث الأطراف المجتمعون في جدة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والبيئية والمناخية والصحية.

وشدد المجتمعون في القمة على ضرورة مواصلة التقدم والتعاون، وتعزيز مسيرة العمل المشترك مع الولايات المتحدة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. 

وفي بيان صدر عقب القمة، أكد قادة الدول المجتمعون في جدة على دعمهم لضمان خلو منطقة الخليج من أسلحة الدمار الشامل ومركزية الجهود الدبلوماسية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي. ودعم الجهود الدبلوماسية الهادفة لتهدئة التوترات الإقليمية، وتعميق تعاونهم الإقليمي الدفاعي والأمني والاستخباري، وضمان حرية وأمن ممرات الملاحة البحرية.

ورحب القادة خلال القمة أيضاً، بقرار أعضاء “أوبك+” الأخير بزيادة الإنتاج لشهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) الساعي لتحقيق استقرار أسواق النفط العالمية، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين، ويدعم النمو الاقتصادي. 

كما عبر الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تقديره لتبرع دول مجلس التعاون بـ100 مليون دولار لدعم شبكة مستشفيات القدس الشرقية.

وأكد الرئيس الأمريكي خلال القمة اليوم، أن واشنطن “لن تسمح لإيران بنشر التوترات وسنوفر الدعم لحلفائنا في المنطقة”، مشيراً إلى  أن “أنشطة إيران تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط”.

مواجهة الإرهاب
وتوجه الرئيس الأمريكي خلال كلمته في القمة بالشكر للسعودية لدعوته إلى لهذه المنطقة المهمة. وأضاف: “لدينا العزيمة لمواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة، وسنوفر الدعم لحلفائنا في المنطقة لمواجهة الإرهاب”. كما أعربت الولايات المتحدة عن رغبتها في البقاء مشاركة في الشرق الأوسط ومقاومة نفوذ الصين وروسيا وإيران في المنطقة. وقال الرئيس الأمريكي أمام قمة جدة، “اسمحوا لي أن أقول بوضوح أن الولايات المتحدة ستظل شريكاً نشطاً وملتزماً في الشرق الأوسط”.

علاقات متينة
بدورها أشادت المملكة العربية السعودية بعمق العلاقات المتينة التي تربط الدول بعضها ببعض، وبالولايات المتحدة الأمريكية، والتي تأتي امتداداً واستمراراً لعقود من الروابط الاستراتيجية الوثيقة. وشدد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال القمة، على ضرورة مواجهة التحديات الكبرى التي تعرض لها العالم مؤخراً بسبب جائحة كورونا، مشيراً إلى أن الأوضاع الجيوسياسية، تستدعي مزيداً من تضافر الجهود الدولية لتعافي الاقتصاد العالمي وتحقيق الأمن الغذائي والصحي، كما يشهد العالم تحديات بيئية وعلى رأسها التغير المناخي، التي تقتضي التعامل معها بواقعية ومسؤولية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تبني نهج متوازن وذلك بالانتقال المتدرج والمسؤول نحو مصادر طاقة أكثر ديمومة.

وبين ولي العهد أن مستقبل المنطقة يتطلب تبني رؤية تضع في أولوياتها تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار وتركز على الاحترام المتبادل بين دولها. ودعا الأمير محمد بن سلمان إيران باعتبارها دولة جارة إلى التعاون مع دول المنطقة لتكون جزءاً من هذه الرؤية من خلال الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

تعزيز الإنتاج النفطي
وأعلنت السعودية خلال القمة عن زيادة مستوى طاقتها الإنتاجية من النفط إلى 13 مليون برميل يومياً، مؤكدة أنه بعد ذلك لن يكون لدى المملكة أي قدرة إضافية لزيادة الإنتاج. وأسفرت القمة عن توقيع 18 اتفاقية ومذكرات للتعاون المشترك في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة، مع الولايات المتحدة الأمريكية.

تعزيز السلام
بدوره، شدد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال مشاركته في القمة، على حرص الإمارات على تعزيز التعاون بين دول المنطقة والتنسيق مع الشركاء بما يخدم السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي ومواجهة التحديات المشتركة، موضحاً أن “سياسة الدولة في علاقاتها الدولية قائمة على التوازن وتوسيع قاعدة المصالح مع دول العالم لخدمة أهداف التنمية الوطنية والسلام والاستقرار في العالم”.

وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إنه “لا يخفى على أحد حجم التحديات التي نواجهها على مستوى منطقتنا والعالم أجمع.. وهذا يفرض علينا توحيد الجهود الدولية وتعزيزها بما يلبي طموحات شعوبنا إلى التقدم والازدهار”.

وأعرب الرئيس بايدن خلال لقائه بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان على هامش قمة جدة، عن تقديره للقيادة الشخصية لرئيس الدولة في إلغاء الحواجز وإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وتعميق التعاون مع الدول الأخرى في المنطقة.

وفي مجال الدفاع أكد الجانبان التزامهما بتعميق التعاون الأمني المكثف والذي جعل كلا البلدين أكثر أماناً وإسهاماً في السلام والاستقرار الإقليميين. وأشار الرئيس بايدن إلى أن دولة الإمارات هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي نشرت قواتها العسكرية إلى جانب الجيش الأمريكي في كل تحالف أمني دولي شاركت فيه الولايات المتحدة منذ درع الصحراء (عاصفة الصحراء في 1990-1991)، كما نوّه الجانبان بالتعاون الوثيق المستمر منذ عقود في مهمة بلديهما المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

وجدّد الرئيس بايدن التزامه بدعم الدفاع عن دولة الإمارات العربية المتحدة ضد الأعمال الإرهابية وغيرها من الأعمال العدائية، مثل الهجمات التي استهدفت مواقع مدنية في دولة الإمارات في يناير (كانون الثاني) 2022.

من جانبه أكد رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن الولايات المتحدة هي الشريك الأمني الأساسي لدولة الإمارات، مشيراً إلى حرص الجانبين على تسريع وتكثيف المناقشات لتعزيز هذه العلاقات التاريخية.

حماية “حل الدولتين”
وأكد الجانبان التزامهما بمواصلة التعاون الوثيق الذي أفضى إلى الهدنة في اليمن، وأهمية حماية آفاق “حل الدولتين” وضمان أن يعود “الاتفاق الإبراهيمي” بالفائدة على الفلسطينيين أيضاً.

وخلال مشاركته في قمة جدة، جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عزم بلاده على تطوير الشراكة بين الدول العربية والولايات المتحدة، قائلاً، إن الأزمات العالمية ازدادت وتهدد بمخاطر انتشار الإرهاب، ويجب أن تكون لدولنا إسهامات حقيقية في مواجهة الأزمات.

وأضاف الرئيس المصري، أنه يجب وضع حد للصراعات والحروب الأهلية في المنطقة، مشيراً إلى أن “مصر منفتحة على انتهاج سياسات السلام لحل كل الصراعات”، ودعا السيسي إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، مشيراً إلى أن إحياء عملية السلام لا يكفي بل يجب التوصل لحل نهائي لا رجعة فيه.

دعم للأردن
وأكدت الولايات المتحدة خلال القمة، عزمها توقيع مذكرة تفاهم جديدة مع الأردن توفر عبرها مساعدات سنوية للأردن لا تقل عن 1.45 مليار دولار خلال الفترة الممتدة بين 2023 و2029.

وأشار بيان مشترك عقب لقاء جمع الرئيس الأمريكي جو بايدن والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أن المذكرة تعكس التزام الولايات المتحدة السياسي بدعم الأردن واستقراره ومتانة الشراكة بين البلدين، وتستهدف تلبية احتياجات الأردن ودعم برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أعلنه الملك عبدالله الثاني.

“بنك الشرق الأوسط”
ودعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال مشاركته في قمة جدة، إلى إنشاء بنك الشرق الأوسط للتنمية والتكامل بالشراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن يهتم بالتنمية الإقليمية المستدامة عبر تمويل المشاريع في البنى التحتية التي من شأنها أن تساعد في ربط اقتصادات المنطقة.

وقال الكاظمي في كلمة خلال قمة جدة للأمن والتنمية، إن “البنك يضع في أولوياته تطوير شبكات الكهرباء الإقليمية، وخطوط أنابيب النفط والغاز، وشبكات الطرق السـريعة، والموانئ والمطارات والصناعات الثقيلة ذات السوق الإقليمية الواسعة”. وأضاف، “كما يمول هذا البنك تنفيذ مشاريع في مجال إدارة الموارد المائية والتصحّر والتخفيف من آثار تغير المناخي”.

التعليقات معطلة.