1

المرجع الخالصي يدعو إلى فتح تحقيق جدّي حول القصف الصاروخي الاجرامي في شمال العراق، معتبراً تركيا هي المسؤولة الاولى عن هذا القصف.

مرجع ديني يدين القصف الأميركي على البغدادي ويدعو الحكومة لاتخاذ موقف "حازم"

قال المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 23 ذو القعدة 1443هـ الموافق لـ 22 تموز 2022م: لطالما كرر الرئيس الأمريكي مقولته: “بأن أمريكا لا يعجزها شيء”!، حتى أصابه الله تعالى بسقم خطير بعثر حياته، وهي رسالة من الخالق عزوجل إلى بايدن بأنه أعجز من أن يفعل شيئاً حين تأتي إرادة الله سبحانه وتعالى، فعلى الذين تولوا أمريكا وبايدن وقبله ترامب وآخرين وساروا على نهجهم بأن يتعظوا ويعتبروا ويفهموا هذه المعادلة الخطيرة وعلى المسلمين والمؤمنين ان يستفيدوا من الوحي والايمان والقرآن والحق ويلتحموا حول ولاية الله تعالى وولاية رسوله والمؤمنين، كما قال الله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ*وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) المائدة: 55-56.

وأضاف متسائلاً: ماذا استفاد الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية من زيارة بايدن الأخيرة إلى الأراضي المحتلة، سوى التكبيل والتشديد عليهم أكثر، والميل والانحياز إلى الظلم والتعسف الذي تمارسه الحركة الصهيونية والكيان الاجرامي الذي أقيم على ارض فلسطين؟!، مؤكداً ان بايدن قدّم كل التنازلات للصهاينة، كما اعترف بأنه اشد صهيونية من الصهاينة أنفسهم.

وفي الجانب السياسي العراقي المحلي طرح المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) تساؤلاً حول الدور التركي والإيراني في هذه المنطقة؟، كما تساءل عن دور العراق بين قمتين؛ قمة جدّة التي أُحظر العراق فيها قسراً بأمر بايدن، وقمة طهران التي مُنع العراق من حضورها قسراً أيضاً بأمر الاحتلال؟!

وقال: ان حضور العراق في مؤتمر جدة كان ضعيفاً وهزيلاً ولا يحمل أي قوة، وأُريد له ان يرتبط بشبكة الكهرباء لدول الخليج، ولكن لا ينبغي ان يجري هذا بأمر الولايات المتحدة المحتلة وبأمر الغرب، انما يجب ان يكون القرار في العراق مستقلاً عن سلطة الأجنبي المحتل ويجب ان يكون ثابتاً، لافتاً إلى اننا نعترض اكيداً على موضوع الربط السككي الذي يتم من خلاله تفويت مشروع ميناء الفاو الكبير ومشروع طريق الحرير الذي يكون العراق هو المرتكز فيه.

وتابع قائلاً: كما اجبر العراق على حضور مؤتمر جدة قسراً، منع العراق أيضاً من المشاركة او حتى المتابعة في مؤتمر طهران، فلماذا جرى ذلك؟، فإذا كانت الكهرباء مهمة للعراق، فالماء بالنسبة للعراق أهم، وفي مؤتمر طهران دولتان جارتان تنبع منهما مياه الأنهار خصوصاً تركيا ثم إيران، فلماذا لم يتم الحديث عن التواصل مع هذا المؤتمر والحديث عن حاجة العراق إلى المياه؟!.

وفيما يخص الجريمة المروعة الأخيرة التي حصلت في منتجع سياحي في منطقة زاخو، قال سماحته (دام ظله): ان الدلائل الميدانية والعسكرية أكدت ان المدفعية التي ضربت هذا المنتجع هي مدفعية للجيش التركي، ولا يملك لا (PKK) ولا الجهات الأخرى القدرة على فعل هذه الجريمة.

وأكد سماحته بأن الحكومة التركية هي المسؤولة الاولى عن مسألة القصف الأخير لمناطق شمال العراق، وعلى القادة الترك ان يبادروا إلى إجراء تحقيق جدي، وعلى العراق ان يتولى هذا الامر، وليس شخصيات الإقليم الهزيلة التي تقدّم العزاء ولا تجرأ على ان تنطق بكلمة في توجيه اللوم إلى تركيا، لافتاً إلى أنه من الممكن ان يكون الفاعل مجرم في داخل الجيش يريد الإساءة إلى تركيا، او قد يكون عملاً منظماً من قبل قوات الاحتلال الأمريكي لمنع إمكانيات التعاون المشترك التي تجلت في مؤتمر طهران الأخير.

وعلى صعيد متصل تساءل سماحته: ما هي مصلحة تركيا في هذه الجريمة؟؛ نعم، تركيا متورطة حتماً وستتحمل وزر هذا العمل الفظيع، ولكن ما الذي يجري؟!، إذن هنالك شيء آخر؛ وهو توريط تركيا في مشاريع التدمير، وهذا ما لا ينتبه إليه المسؤولون الأتراك لحد الآن، بل يأخذهم العناد والاستعلاء والتكبر، فبينما الرئيس التركي في مؤتمر طهران يجري الحديث عن منع وقوع حرب جديدة في شمال سوريا، اذ بنا ننتقل لنرى الفجيعة الكبرى التي حصلت في شمال العراق والتي كان ضحيتها شباب وعوائل مسكينة هي هاربة من حرارة الجو والفساد والدمار في بغداد وباقي مناطق العراق واذا بهم يذهبون إلى هناك ليلاقوا هذا اللقاء المفجع المدمر الذي يمزق قلب كل انسان عنده ذرة من العقل والإيمان.

وأضاف: نحن لسنا مع أي حركة انفصالية، ونحن ايضاً لسنا مع حزب العمال الكردستاني إذا كان يريد ان يُهاجم تركيا أو ان يقسّم تركيا، علماً ان تركيا وقفت موقفاً جيداً ضد مشاريع الانفصال في شمال العراق.

ودعا سماحته تركيا إلى ان تكّف من التورط في شمال سوريا، وفي شمال العراق، وعليها ان تسحب جيوشها من العراق ومن المنطقة، مع حقها في ملاحظة كل المخاوف الأمنية التي يمكن ان تصيبها من الإرهابيين من الانفصاليين من العملاء الذين تدعمهم أمريكا، مؤكداً بأن هذا الانسحاب يكون بالتنسيق مع العراق وسوريا وإيران سيجعل المنطقة أكثر اماناً، وسيؤدي حتماً إلى خروج القوات الأمريكية في المنطقة وهذا هو المطلب الشعبي والمطلب العام لكل المخلصين في هذا البلد. وأضاف، أن “هذا التلازم بيّن الأساليب العدوانية العلنية والجرائم والمخططات الخفية يؤكد استمرار مخطط الاحتلال في نشر الفوضى التدميرية التي جاءوا بها إلى العراق، والتي بقيت مخططاتها وافرازاتها حتى بعد الانسحاب الظاهري لقواتهم المسلحة”.

وتابع، “اننا اذ ندين هذه الجريمة ندعو لاستنكار كل الممارسات الوحشية والتدخلات العلنية والسرية في شؤون العراق السياسية والامنية والاقتصادية والعسكرية، كما ندعو الحكومة العراقية إلى استنكار قاطع واتخاذ موقف حازم أمام هذه الغطرسة الإرهابية الحمقاء”.

ودعا الخالصي المنظمات الدولية، إلى “تحمل مسؤوليتها أمام تصاعد موجة الهمجية الأميركية في أنحاء مختلفة من العالم الذي لا يمكن أن يعيش بهدوء وسلام في ظل التصعيد الوحشي في استلاب الحقوق وظلم الشعوب كما يجري في العراق وفلسطين وغيرهما من البلدان”.

جدير بالذكر أن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 11 آخرون بينهم مدير ناحية البغدادي شرحبيل العبيدي ومدير شرطة الناحية العقيد سلام العبيدي، صباح اليوم السبت (27 كانون الثاني 2018)، بقصف لطائرة أميركية في ناحية البغدادي غربي محافظة الأنبار.

التعليقات معطلة.