حركة الجهاد تعلن التوصل إلى اتفاق هدنة مع إسرائيل بوساطة مصرية
الاثنين ٠٨ ٢٠٢٢
غزة – (الوكالات): أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الأحد أنه شنّ ضربات على مواقع للجهاد الإسلامي في غزة بعيد سريان هدنة دخلت حيّز التنفيذ الساعة 20:30 بتوقيت جرينتش. وجاء في بيان أصدره الجيش الإسرائيلي عند الساعة 20:33 بتوقيت جرينتش: «ردا على صواريخ أطلقت على الأراضي الإسرائيلية، يشن الجيش حاليا ضربات على عدد كبير من الأهداف التابعة لحركة الجهاد الإسلامي الإرهابية في قطاع غزة». وقال الجيش إن صفارات الإنذار تدوي في جنوب إسرائيل على الرغم من بدء سريان الهدنة.
وكانت حركة الجهاد الإسلامي أعلنت موافقتها على اتفاق هدنة مع إسرائيل عبر وساطة السلطات المصرية، بعد ثلاثة أيام من جولة «العنف» الدموية التي أسفرت عن استشهاد 41 فلسطينيا. وقال رئيس الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي في بيان: «قبل قليل تم التوصل إلى صيغة الإعلان المصري لاتفاق التهدئة بما يتضمن التزام مصر بالعمل على الإفراج عن الأسيرين (باسم) السعدي و(خليل) عواودة». وقبيل ذلك قالت مصادر العربية إن توقيت الهدنة بين إسرائيل والجهاد تأجل إلى أجل غير مسمى، وأكدت حركة الجهاد أنه لا حديث عن تهدئة والقتال مستمر، فيما ذكر إعلام إسرائيلي أن تل أبيب غير مستعدة لأي مطلب آخر من الجهاد. وأفاد مراسل العربية بإغلاق مطار بن جوريون مؤقتا بعد استهدافه بصواريخ من غزة، قبل أن تعود حركة الطيران، بينما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، مساء أمس الأحد، استشهاد خمسة فلسطينيين في ضربات إسرائيلية جديدة على القطاع رغم التقارير عن موافقة إسرائيل على هدنة اقترحتها مصر في اليوم الثالث من موجة العنف بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي.
وبدأت اسرائيل عدوانها على غزة يوم الجمعة فيما زعمت أنه استباق لهجوم من حركة الجهاد الاسلامي ردا على اعتقال القيادي البارز في الحركة الشيخ بسام السعدي في الضفة الغربية المحتلة. وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن 41 شخصاً استشهدوا، من بينهم 15 طفلا، كما أصيب 265 على مدار يومين في القطاع الخاضع للحصار الإسرائيلي. وقصفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية منازل سكنية بينها اثنان غربي غزة وآخر في مدينة خان يونس جنوبي القطاع. وأكد المكتب الإعلامي في القطاع أن 600 وحدة سكنية تضررت جراء الغارات، بينها 45 غير صالحة للسكن. وصباح أمس وسعت حركة الجهاد الاسلامي نطاق إطلاق النار باتجاه القدس المحتلة فيما وصفته بأنه انتقام لمقتل خالد منصور قائد المنطقة الجنوبية في جناحها العسكري سرايا القدس في جنوب غزة خلال الليل وهو ثاني قائد كبير تفقده الحركة في القتال. كما أعلن جيش الاحتلال أمس اعتقال نحو عشرين من ناشطي حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وأرسلت مستشفيات القطاع إنذارًا نهائيا، مؤكدة وجود نقص حاد بالأدوية وحالة طوارئ للتعامل مع الجرحى والشهداء. وأغلقت إسرائيل المعابر الحدودية في الأيام الأخيرة وأوقفت فعليا شحنات الديزل. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الساعات القليلة المقبلة ستكون «حاسمة وصعبة»، محذرة من خطر توقف الخدمات الحيوية خلال 72 ساعة بسبب نقص الكهرباء. وفي بؤرة ساخنة أخرى محتملة قام مستوطنون باقتحام الحرم القدسي تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية أمس، في خرقٍ خطير للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها. وحمّلت منظمة التعاون الإسلامي، التي تتخذ من جدة غرب السعودية مقرا لها، في بيان صحفي أمس «إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التداعيات المحتملة لهذه الانتهاكات الخطيرة الرامية إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك». وحذرت «من أن هذه الاعتداءات المتواصلة على الشعب الفلسطيني ومقدساته تمثل تصعيدا خطيرا من شأنه أن يفاقم التوتر ويدفع باتجاه استمرار العنف وعدم الاستقرار».