صحيفة أميركية: الصراع السياسي يوسّع الاعتصامات في بغداد
ترجمة: حامد أحمد
علقت صحيفة أميركية على ظاهرة الاعتصامات في بغداد، مؤكدة أن سببها الصراع السياسي وهدفها الحصول على المزيد من الغنائم، مؤكدة أنها تأتي بالتزامن مع تردي أوضاع العراقيين على مستوى الخدمات ومستشفيات معطلة ونظام تعليمي من بين الاسوأ في المنطقة.
وذكر تقرير لصحيفة (واشنطن بوست)، ترجمته (المدى)، أن «محتجين متنافسين نزلوا إلى شوارع العراق الجمعة الماضية، في وقت كشف الكثير عما يسعى فيه قادتهم لبسط هيمنتهم السياسية».
وتابع التقرير، أن «ذلك حصل بعد عشرة أشهر فقط على انتخابات دعمتها الولايات المتحدة من أجل لملمة أوضاع متعثرة في البلد».
وأشار، إلى أن «ما حصل بعد تلك الانتخابات من تبعات قد اجبر توترات دامت لسنوات بينهم ان تظهر للسطح».
ولفت التقرير، إلى ان «كتلا متنافسة شيعية وكردية وسنية لم تتمكن لغاية الوقت الحاضر من الاتفاق على مناصب رئيسة في الحكومة، في بلد حيث النخب السياسية تحكم بالتوافق».
ونوه، إلى ان «الفائز الأكبر بالانتخابات، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، سحب أعضاء تياره من البرلمانيين من عملية تشكيل الحكومة، مرسلاً بدلاً من ذلك أنصاره من المحتجين للهيمنة على المجلس التشريعي وما يحيط به من مساحة خضراء».
وأوضح التقرير، أن «الصدر يدعو في الوقت الحاضر إلى إجراء انتخابات مبكرة والتي قد تكون الثانية في اقل من سنة».
وبيّن، ان «مؤيدي الصدر، وبحلول غسق يوم الجمعة، تجمعوا في عدة محافظات عبر البلاد وخارج مبنى البرلمان لترديد ما يريده من مطالب».
وشدد التقرير، على ان «متظاهري الصدر لم يكونوا لوحدهم، بل على بعد عدة كيلومترات من المنطقة الخضراء المحصنة تجمع بالمقابل آلاف من أنصار منافسي الصدر من الإطار التنسيقي، رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وقادة فصائل مسلحة، معارضين لما وصفوه انقلابا سياسيا من قبل الصدر».
وأكد، أن «مجموعة من مئات المحتجين وعند حلول المساء، كانت تقوم بنصب خيم في العاصمة، وقال قسم منهم بأنهم يستعدون لاعتصام طويل».
ويقول علي حسن 30 عاماً، موظف حكومي من بغداد، «سنبقى مهما طال الوقت لتحقيق ما نطالب به، الناس يعرفون مطالبنا، ويعرفون بانها مطالب شرعية».
ويسترسل التقرير، أن «محللين يقولون انه في الوقت الذي تبدو فيه الأمور السياسية معقدة، فان السبب الرئيسي للمشكلة بسيط».
ويواصل «فبعد مرور عشرين عاما على الاجتياح الأميركي للعراق، فان الفائزين من النظام السياسي المنفعي الذي تم اتباعه في البلد بعد ذلك، هم الذين يتنافسون الان بشأن من يجني مزيدا من الغنائم».
واستطرد التقرير، أن «ملايين من أبناء العامة العراقيين الذين ليست لهم حصة في هذا النظام السياسي لم يجنوا أية منفعة من ثروة البلد النفطية الهائلة».
وتحدث التقرير، عن «مستشفيات معطلة ونظام تعليمي من بين الاسوأ في المنطقة»، متابعاً أن «ثلاث محافظات جنوبية وبينما تجاوزت درجات الحرارة 50 درجة مئوية، وعلى مدى ثلاثة أيام من الأسبوع الماضي لم تتمكن حتى من إبقاء الإنارة مفتوحة، حيث أدت درجات الحرارة العالية لوصول محطات التوليد المتهالكة لمرحلة الانهيار والعطل».
وأفاد، بأن «الانتخابات الأخيرة قد تم إجراؤها قبل عدة أشهر من موعدها الأصلي نزولا عند مطالب احتجاجات شعبية واسعة بإسقاط النظام السياسي».
وأشار التقرير، إلى أن «المحتجين كانوا من الشباب وجوبهوا بحملة قمع عنيفة اضطر في حينها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على التنحي بعد مقتل أكثر من 600 شخص».
ولفت، إلى ان «كثيرا من العراقيين اعتبروا الانتخابات الأخيرة بانها ممارسة لمجرد تعديل وتغيير مقاعد الكراسي السياسية، وان ليس من أحد من بين الكتل الكبيرة ممن يمثلهم».
ونوه التقرير، إلى أن «الأجواء الجمعة كانت حافلة بالنشاط خارج مبنى البرلمان، حيث المحتجين يرفعون صور مقتدى الصدر للمطالبة بانتخابات أخرى لعزل جميع الوجوه القديمة».
ومن بين أنصار الصدر، قال حسن العراقي، 30 عاماً، وهو طالب دراسات دينية، جاء من مدينة الموصل حيث قطع خمس ساعات سفر، «نحن هنا من اجل حل البرلمان وتلبية مطالب الصدر».
وأوضح التقرير، أن «الصدر كان على مدى أسابيع يستخدم موقعه على تويتر في بعث رسائل ثناء لجهود مناصريه في الشوارع مشبها ما يقومون به بثورة».
ونبه، إلى أن «سياسيين من الجهة المعارضة كانوا عند مساء يوم الجمعة، يرسلون تعليقات على تويتر يثنون فيها أيضا على مواقف مناصريهم».
وزاد التقرير، أن «المالكي وصف احتجاجات اتباعه على انها احتجاجات ضخمة وسلمية، في حين قال الشيخ قيس الخزعلي لمتظاهري الإطار التنسيقي: اليوم ادخلتم الفرح بقلوب العراقيين وأثبتم انكم الجمهور الواعي».
وأضاف، أن «مجموعة أخرى من المحتجين تجمعت الجمعة في مركز مدينة بغداد، غالبيتها من النشطاء العلمانيين عند ساحة الفردوس للقيام باحتجاجهم الخاص بهم هناك».
ومضى التقرير، إلى أن «نجاد العراقي، ناشط من الذين لم يصوتوا في أية انتخابات جرت في البلد منذ 2003، يقول: النظام السياسي بأكمله بني على خطأ، لم تعمل أي من تلك الأحزاب من اجلنا ابداً، كلهم وجميعهم فاسدون».
عن: واشنطن بوست