1

الأمم المتحدة تطالب بإعلاء المصلحة الوطنية في العراق

أنصار التيار الصدري أثناء خطبة الجمعة في محيط البرلمان العراقي (أ ف ب)

20 أغسطس 2022 01:30

هدى جاسم (بغداد)أخبار ذات صلةمسؤولون بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية: الإمارات نموذج ملهم في دعم القضايا الإنسانية العالمية«الحوثي» يصعّد «حرب التجويع» ويستولي على المساعدات

أدّى الآلاف من مناصري «التيار الصدري» صلاة الجمعة في محيط البرلمان العراقي داخل المنطقة الخضراء في بغداد، فيما يواصلون اعتصامهم منذ ثلاثة أسابيع للضغط على خصومهم السياسيين، على وقع أزمة سياسية خانقة، فيما دعت البعثة الأممية لمساعدة العراق «يونامي»، إلى حشد كل الجهود من أجل الحوار والحلول لخدمة الشعب. 
وبحسب بيان للبعثة، في ذكرى استهداف تفجير مقرِّ بعثة الأمم المتحدة ببغداد عام 2003، والذي أودى بحياة العشرات، إن «التضحيات العديدة التي بُذلت لاستعادة مكانة العراق يجب ألا تذهب سُدىً، إنما يتعين حشدُ كل الجهود من أجل الحوار والحلول خدمةً للصالح العام للشعب».
وأضافت: «ليس من بين الخلافات الراهنة ما هو عصيٌّ على الحل، ولا يمكن اعتبارها أكثرَ أهميةً من المصلحة الوطنية»، مجددة التأكيد بالدعم لشعب العراق».
ومن جانبه، اعتبر المحلل السياسي ونائب رئيس «مركز القرار السياسي»، حيدر الموسوي، لـ«الاتحاد»، أنه من الواضح أن ورقة التصعيد لم تعد مجدية الآن، وتوقع أن يتعامل «التيار الصدري» مع «الإطار التنسيقي» بطريقة جديدة، وهو ما يصب في إطار تشكيل حكومة جديدة.
لكن عبد الكريم الوزان عميد كلية الإعلام في «الجامعة الإسلامية الأميركية»، بولاية منيسوتا، أكد في تصريح لـ«الاتحاد»، أن «الوضع يتجه إلى التصعيد مع إصرار كل طرف على مطالبه، ما لم تتدخل القوى الإقليمية لتقريب وجهات النظر».
وبعد عشرة أشهر على الانتخابات التشريعية، لا تزال القوى السياسية عاجزة عن الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
وارتفع مستوى التصعيد بين «التيار الصدري» و«الإطار التنسيقي» منذ أواخر يوليو، مع تبادل الطرفين الضغط في الشارع وفي التصريحات، من دون أن تتطوّر الأمور إلى عنف.
ويطالب «التيار الصدري» بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، فيما يريد «الإطار التنسيقي» إجراء هذه الانتخابات لكن بشروط، مطالباً بتشكيل حكومة قبل إجراء انتخابات مبكرة. ومنذ 12 أغسطس، يقيم مناصرو «الإطار التنسيقي» كذلك اعتصاماً على طريق يؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد.
وتحت شمس حارقة، تجمّع الآلاف الجمعة في ساحة محاذية للبرلمان العراقي، لأداء الصلاة كما يفعلون منذ بدء اعتصام التيار الصدري، منهم من اتكّأ على سجادة الصلاة، واحتمى آخرون تحت المظلّات.
وحتى الآن، لم تفضِ محاولات الوساطة ودعوات الحوار بين الطرفين إلى نتيجة.
وعقد قادة الكتل السياسية العراقية، يوم الأربعاء الماضي، في قصر الحكومة اجتماعاً دعوا فيه «التيار الصدري»، الذي غاب عن الجلسة، إلى «الانخراط في الحوار الوطني». وأشار المجتمعون كذلك إلى الانتخابات المبكرة، معتبرين أنها «ليست حدثاً استثنائياً في تاريخ التجارب الديمقراطية عندما تصل الأزمات السياسية إلى طرق مسدودة»، من غير أن يتطرقوا إلى تفاصيل إضافية.
وفي خطبة الجمعة، أعرب الخطيب مهند الموسوي المقرب من الصدر عن رفض الحوار. وقال إن «الحوارات السياسية التي تعقدونها من أجل مصالحكم السياسية والحزبية ليست في مصلحة البلد والشعب».
وأضاف: «هذه الحوارات لا قيمة لها عندنا، ولا نقيم لها وزناً أبداً».
وكان الصدر أكّد رفضه لمخرجات الحوار، وفق بيان صدر عن مقرّب منه أمس الأول، اعتبر فيه أن «جلسة الحوار لم تسفر إلا عن بعض النقاط التي لا تسمن ولا تغني من جوع»، متعهداً مواصلة «الثورة».
وشارك قياديون في «الإطار التنسيقي»، لا سيما رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، ورئيس كتلة الفتح هادي العامري، في هذا الحوار الذي حضره رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان، ومبعوثة الأمم المتحدة جنين بلاسخارت.
كان الصدر الذي يعتصم مناصروه منذ أكثر من أسبوعين في محيط البرلمان العراقي، دعا إلى تظاهرة «مليونية» السبت المقبل، لكنه أعلن الثلاثاء تأجيلها «إلى إشعار آخر».

التعليقات معطلة.