1

الأزمة العراقية تؤجل جولة الحوار السادسة بين طهران والرياض

تقارير عربيةبغداد

عادل النواب

29 اغسطس 2022

دفعت الأزمة السياسية في العراق، والتي تشهد منذ أسابيع تصعيداً خطيراً على مستوى الشارع، إلى تأجيل جولة الحوار السادسة بين طهران والرياض، المؤمل عقدها في العاصمة بغداد، بعد عقد خمس جولات خلال الفترات الماضية.

وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل/نيسان 2021، في بغداد، بعدما تكللت جهود الحكومة العراقية بالنجاح لجمع الطرفين على طاولة واحدة. وعقد الطرفان إلى الآن خمس جولات، آخرها كانت في شهر إبريل الماضي.

تأثير الأزمة العراقية على حوار طهران والرياض

وقال مصدر مسؤول في الخارجية العراقية، لـ”العربي الجديد”، إنه “كان من المفترض أن تكون الجولة السادسة من الحوار الإيراني – السعودي نهاية يوليو/تموز الماضي، وقد أكملت بغداد الاستعدادات كافة لعقد هذه الجولة، التي كان من المقرر أن تكون بمشاركة مسؤولين كبار من الدولتين”.

وتابع “لكن التطورات السياسية في العراق وما تلاها من اقتحام المنطقة الخضراء من قبل أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، دفعت إلى تأجيل انطلاق هذه الجولة”.

كان من المفترض أن تكون الجولة السادسة من الحوار الإيراني – السعودي نهاية يوليو/تموز الماضي

وأوضح المصدر، أن “تأجيل عقد الجولة السادسة جاء بطلب من طهران والرياض، وليس من قبل بغداد، فالطرفان أكدا أن الوضع السياسي في العراق غير جاهز لهكذا جولة حوار على مستوى وزاري، مع تصاعد حدة الخلاف والصراع بين الأطراف السياسية العراقية، واعتصام أنصار التيار الصدري داخل المنطقة الخضراء، بالقرب من الأماكن التي دائماً ما تستخدم لجولات الحوار ما بين إيران والسعودية”.

وأضاف المصدر أن “الحكومة العراقية أكدت لطهران والرياض أن المنطقة الخضراء مؤمّنة ومجهزة لكل ترتيبات الجولة، واعتصام الصدريين والأزمة السياسية لن يؤثرا عليها، لكن كان هناك تفضيل من قبل الطرفين لتأجيلها”. وأكد أن “حكومة مصطفى الكاظمي ما زالت تعمل من أجل عقد الجولة الجديدة، خصوصاً أن الأزمة السياسية ربما تطول كثيراً، ولهذا لا يجب ربط الحوار بهذه الأزمة”.تقارير عربية

العراق: ما مدى جدية دعوة الصدر لانسحاب الكتل والأحزاب من المشهد؟

انتظار توفر الأرضية المناسبة للحوار السعودي الإيراني

وكان السفير الإيراني لدى الكويت، محمد إيراني، قد كشف في تصريح نقلته صحيفة “الراي” الكويتية، أخيراً، أنه “كان من المقرر عقد جولة جديدة من المحادثات بين طهران والرياض الشهر الماضي، والتي بطبيعة الحال ستوفر ظروف اللقاء بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، وذلك بدعوة من البلد المستضيف العراق”.

وأضاف “لكن بعد التطورات الأخيرة في العراق، يجب علينا الانتظار حتى إعلان الأخير استعداده لاستضافة وإدارة هذه المفاوضات”. وقال إن “هناك اتفاقاً على استئناف المباحثات بجولة سادسة، لكن علينا التريث حتى تتوفر الأرضية المناسبة لاستئناف المفاوضات في العراق”.

من جهته، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، مثنى أمين، في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد”، إن “الأزمة السياسية كان لها تأثير كبير ومباشر على تعثّر عقد جولة الحوار الجديدة ما بين إيران والسعودية، فهذا الحوار يحتاج إلى وضع سياسي مستقر، وعامل الاستقرار هو سر نجاح بغداد في استضافة أكثر من جولة حوار خلال الفترات الماضية”.

تأجيل الجولة السادسة جاء بطلب من طهران والرياض، وليس من قبل بغداد

وأوضح أمين أن “العراق حقق نجاحاً كبيراً في تقريب وجهات النظر ما بين طهران والرياض، خصوصاً أن الحراك العراقي كان مدعوماً من قبل جميع الكتل والأحزاب السياسية العراقية، فالكل يدرك جيداً أن التهدئة ما بين إيران والسعودية تخدم العراق وعموم المنطقة، ولهذا فإن العراق كان فاعلا مهما في التهدئة، ومازال يعمل على ذلك”.

وأضاف المتحدث نفسه أن “الحكومة العراقية تدرك خطورة الأزمة السياسية على مجمل الوضع العراقي، ولهذا هي تتحرك منذ فترة لحل هذه الأزمة، من خلال رعاية حوارات واجتماعات للقوى السياسية. فهي تريد أن تكون جزءاً من حل الأزمة، حتى لا تكون هذه الأخيرة معرقلاً لأي حراك لها على المستوى الخارجي، في إطار ترتيب العلاقات والتوازنات الإقليمية والدولية أو تقريب وجهات النظر ما بين طهران والرياض، من خلال رعاية جلسات حوار مباشرة تجمع الطرفين”.

صعوبة احتضان بغداد لأي حوار إقليمي

في المقابل، قال المحلل السياسي أحمد الشريفي، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “الأزمة السياسية في العراق بكل تأكيد لها تبعات على المستوى الإقليمي والدولي، خصوصاً أن بعض أطراف هذه الأزمة والصراع السياسي مدعومة إقليمياً (في إشارة إلى قوى الإطار التنسيقي)، ولهذا فإن تأجيل جولة الحوار الجديدة ما بين إيران والسعودية أمر طبيعي نتيجة وصول الصراع السياسي في العراق إلى مرحلة خطيرة تنذر بالصدام”.

وأكد الشريفي أن “استضافة أي مؤتمر أو حوار إقليمي ودولي على الأراضي العراقية يتطلب أرضية سياسية مستقرة، وهذا غير متوفر حالياً في العاصمة بغداد، خصوصاً أن المنطقة الدولية والحكومية (المنطقة الخضراء) مطوقة من قبل أنصار التيار الصدري وأنصار الإطار التنسيقي. فأنصار التيار يعتصمون داخل هذه المنطقة وأنصار الإطار يعتصمون على أسوارها وقرب أحد بواباتها الرئيسية، وهذا ما يؤكد صعوبة احتضان العاصمة لأي حوار إقليمي أو دولي”.

وعبّر الشريفي عن اعتقاده بأن “جولة الحوار الجديدة ما بين إيران والسعودية ستبقى مؤجلة خلال الفترة المقبلة، بسبب الأزمة السياسية في العراق، وعقد هذه الجولة سيكون مرتبطاً بشكل مباشر بحل الأزمة السياسية. ولهذا يعمل الكاظمي جاهداً لحل الأزمة العراقية، لكن في الواقع لا بوادر لأي حلول قريبة، والتصعيد هو سيد الموقف خلال الأيام المقبلة”.

التعليقات معطلة.