العراق: مواجهات دامية في بغداد لليوم الثاني والصدر يضرب عن الطعام احتجاجا على العنف
نشرت في: 30/08/2022 – 09:49
تشهد المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة العراقية بغداد الثلاثاء مواجهات مسلحة عنيفة لليوم الثاني على التوالي، أدت منذ الإثنين إلى مقتل ما لا يقل عن 23 شخصا حسب مصدر طبي. وذكرت وكالة الأنباء العراقية بأن رجل الدين الشيعي النافذ مقتدى الصدر قد بدأ إضرابا عن الطعام احتجاجا على أعمال العنف التي تلت إعلانه اعتزاله السياسة “نهائيا”، قرار أدى إلى اقتحام الآلاف من أنصاره القصر الجمهوري واشتباكهم مع قوى الجيش وعناصر من الحشد الشعبي الموالي لإيران. إعلان
تجددت المواجهات الثلاثاء في بغداد فيما ارتفعت حصيلة القتلى من أنصار الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر إلى 23 منذ الإثنين وفق ما أفاد مصدر طبي.
وأصيب ما لا يقل عن 380 شخصا في المواجهات العنيفة بالمنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة العراقية على ما أوضح المصدر نفسه.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية مساء الإثنين أن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بدأ إضرابا عن الطعام “حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح”. كما قال رئيس الكتلة الصدرية حسن العذاري في قناته على تلغرام: “سماحته يعلن إضراباً عن الطعام.. حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح.. فإزالة الفاسدين لا تعطي أحداً مهما كان مسوغاً لاستعمال العنف من جميع الأطراف”.
وبعد ليلة هادئة، تجددت صباح الثلاثاء المواجهات العنيفة بين أنصار رجل الدين الشيعي النافذ والجيش وعناصر من الحشد الشعبي الموالي لإيران. ويسمع إطلاق نار من أسلحة آلية وقاذفات صاروخية في أرجاء العاصمة مصدرها المنطقة الخضراء على ما أفاد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية.
كما قالت خلية الإعلام الأمني في العراق الثلاثاء إن المنطقة الخضراء في بغداد تعرضت لقصف بأربعة صواريخ سقطت في المجمع السكني وأسفرت عن أضرار. وقال الجيش العراقي بدوره إن مسلحين أطلقوا عدة صواريخ على المنطقة الخضراء في بغداد، فيما استمرت اشتباكات متفرقة لليوم الثاني بين فصائل شيعية متنافسة.
وفرضت الحكومة العراقية حظر التجول منذ مساء الإثنين في كل أنحاء البلاد ولا يزال الحظرساريا الثلاثاء. وبقيت المدارس والإدارات العامة والمتاجر مغلقة. وخلت الشوارع إلى حد كبير من المارة بينما جاب الشوارع مسلحون على متن شاحنات وهم يحملون أسلحة آلية ويلوحون بقاذفات قنابل. وخلال الليل استمر إطلاق النار والصواريخ في أنحاء العاصمة العراقية.
وشهدت المنطقة الخضراء حيث السفارات والمؤسسات الحكومية فوضى عارمة الإثنين بعدما أعلن مقتدى الصدر اعتزاله السياسة “نهائيا”. واقتحم آلاف من أنصار الصدر القصر الحكومي المعروف لدى العراقيين بـ”القصر الجمهوري”.
وتسببت أزمة سياسية مطولة أعقبت انتخابات أجريت في أكتوبر/تشرين الأول، تنافس خلالها الجانبان على السلطة، في بقاء البلاد بدون حكومة لأطول فترة متصلة على الإطلاق، كما أدت إلى اضطرابات جديدة بينما تكافح البلاد للتعافي من عقود من الصراع.
وهذه المرة نشبت الاشتباكات بين فصائل الأغلبية الشيعية التي تحكم العراق منذ الغزو الأمريكي. ويسيطر الصدر ومنافسوه منذ أمد طويل على مؤسسات الدولة ويديرون أنحاء كبيرة من العراق.
ومنذ 2003، انخرطت الجماعات العراقية في صراع طائفي، قبل أن تدخل في الآونة الأخيرة في تنافس سياسي داخلي على مستوى الطائفة والعرق. وتدور أحدث جولة من أعمال العنف بين أنصار الصدر، الذين يضمون مجموعات مسلحة بأسلحة ثقيلة، في مواجهة فصائل شبه عسكرية متحالفة مع إيران وقوات الأمن.
وتصاعد التوتر، الذي تجسد في نهاية المطاف في العنف الذي اندلع الإثنين، على خلفية فوز الصدر في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول ومحاولاته تشكيل حكومة خالية من الجماعات المدعومة من إيران وانسحابه في نهاية المطاف من البرلمان لينظم أنصاره احتجاجات في الشوارع ويحتلوا المباني الحكومية بهدف عرقلة النشاط السياسي.
وقال مسؤولون أمنيون إن بعض الاشتباكات كانت بين مقاتلي سرايا السلام التابعة للصدر وأفراد من قوات الأمن العراقية المكلفة بحماية المنطقة الخضراء، لكن من المحتمل أيضا أن تكون الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران متورطة فيها أيضا.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز