الكاظمي يوجه بإزالة بوابة يتهم «الحشد» بإنشائها وسط بغداد
الخميس – 19 صفر 1444 هـ – 15 سبتمبر 2022 مـ رقم العدد [ 15997]
مصطفى الكاظمي (تويتر)بغداد: فاضل النشمي
وجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بإزالة بوابة حديدية عملاقة في طور الإنجاز وضعت على جسر الجمهورية الرابط بين ساحة التحرير وسط بغداد والمنطقة الرئاسية (الخضراء) حيث مقر رئاستي الجمهورية والوزراء ومبنى البرلمان. وأشارت مصادر إلى أن أمن «الحشد الشعبي» هو من أشرف على بناء البوابة للحيلولة دون عبور المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء في حال اندلاع موجة جديدة من الاحتجاجات بعد انتهاء زيارة الأربعين في كربلاء السبت المقبل. وتشير بعض المصادر إلى اشراف الفرقة الخاصة المكلفة حماية المنطقة الخضراء على بناء البوابة. وأيا كانت الجهة التي أشرفت على البناء، فإن مصادر أخرى تشير إلى عدم معرفة رئيس الوزراء بالقضية إلا عبر ما تناقلته مواقع التواصل والمنصات الخبرية عن قصة البناء، ما دفعه إلى إصدار أوامر مباشرة إلى القوات الأمنية بإزالتها، مساء الثلاثاء، قبل أن يكتمل بناؤها. وبحسب المصادر فإن بوابة مماثلة كانت ستنصب على جسر السنك القريب من جسر الجمهورية.
وأطلق بعض الكتاب والمحللين توصيف «القاصة الخضراء» على المنطقة الخضراء بعد القيام بإنشاء البوابة الحديدية، في إشارة إلى أن السلطات تنوى جعل المنطقة الخضراء أشبه بقاصات النقود العملاقة لتوفير الحماية لسكانها الخائفين.
ويرى مراقبون أن الجهات التي فكرت ببناء البوابة تخشى بصورة جدية من عبور المحتجين وخاصة الصدريين إلى المنطقة الخضراء في حال تفجر الأوضاع السياسية مرة أخرى كما حدث في شهر أغسطس (آب) الماضي، حين قام الصدريون باقتحام المنطقة الخضراء واحتلال مبنى البرلمان وتعطيل جلساته، وهو أمر مرجح حدوثه مجددا في حال أصرّت قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية على تشكيل الحكومة وتجاهل مطلب الصدريين بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.
وواجهت فكرة بناء البوابة على جسر الجمهورية عملية استهجان شعبي واسع، بالنظر لما تنطوي عليه من عزلة السلطات وخشيتها من أي تحرك شعبي، إلى جانب التشوهات التي تحدثها البوابة على الجسر الذي يتمتع بمشهد جميل على شارع أبو نواس بجانب الرصافة من نهر دجلة. ونظر كثيرون إليها بوصفها طريقة غير مجدية لمنع عبور المتظاهرين، ذلك أن الصدريين مثلا، يقومون عادة بجلب المعدات الثقيلة لإزالة الحواجز التي تقف في طريق عبورهم، إلى جانب سماح القوات لهم بذلك، ما يعني أنهم قادرون على إزالة البوابات في حال قرروا عبور الجسر مرة أخرى إلى المنطقة الخضراء، إضافة إلى أن المتظاهرين يمكنهم العبور إلى الخضراء من طرق أخرى بجانب الكرخ في حال أرادوا ذلك.
وكان الجسر منطقة مواجهات حامية بين قوات الأمن والمتظاهرين في احتجاجات أكتوبر (تشرين الأول) 2019، حيث استمر كل طرف منهما بالسيطرة على جزء من الجسر لا يفصل بينهما سوى الحواجز الإسمنتية.