لماذا كان العالم كله واثقا من انتصار العراق في الحرب ضد إيران؟
نشر القسم السياسي بوكالة أنباء فارس تقريرا عن الاسباب التي جعلت العالم كله واثقا من أن النظام العراقي هو المنتصر في الحرب التي فرضها ضد ايران، وأكد أن المعطيات العسكرية لدى الاستراتيجيين الغرب أقنعت هذا النظام بأنه سيكون قادرا على احتلال خوزستان في غضون أيام قليلة وانهاء الحرب لصالحه.
وجاء في هذا التقرير إن الوضع السياسي الدولي، كان ضد الجمهورية الإسلامية بالكامل حيث أن مواجهة الثورة للعالم الغربي والغطرسة العالمية والضربة الشديدة لهيبة اميركا من خلال الاستيلاء على وكر التجسس الاميركي (السفارة سابقا) و … أدت كلها إلى ممارسة الضغوط وفرض العزلة السياسية على ايران.
ومن القضايا المهمة في التحقيق بخصوص الحرب العراقية – الايرانية هي الظروف الاقتصادية والسياسية والعسكرية لكلا البلدين عند نشوب الحرب، الأمر الذي أدى الى مهاجمة النظام البعثي لإيران الاسلامية.
وكان العراق ونظرا للتخطيط المطول والواسع النطاق الذي قام به كان على استعداد عسكري مناسب حيث قامت الوحدات والقوات العسكرية العاملة بتدريبات مهمة واستعدت لشن حرب واسعة النطاق على ايران التي شهدت انتصار الثورة الاسلامية وعدم تجربة ادارة شؤون الدولة.
في الحقيقة أن العراق كان قد حصل على دعم الكثير من دول العالم وخاصة اميركا واوروبا للقيام بهجوم عسكري شامل ضد الثورة الاسلامية جعلته يشن هذه الحرب في اطار مؤامرة شاملة تحظى بدعم الاستكبار العالمي بشكل تام.
وفي الطرف المقابل فإن ايران التي لم تكن مستعدة لمواجهة هذه الحرب بسبب المشاكل التي افتعلها لها المستكبرون في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، بعكس العراق الذي خطط للحرب وسط دعم اميركي غربي كبير للغاية.
وعلاوة على ذلك فإن الاستكبار الذي شعر بالاهانة من الضربات التي تلقاها من ايران الفتية بادر الى تدبير المؤامرات الواحدة تلو الاخرى، واثارة النزاعات في مناطق مثل كردستان وكنبد كاووس وخوزستان وغيرها مستغلا اختلاف اللغات والقوميات من اجل اضعاف النظام الاسلامي.
وحرس الثورة الاسلامية الذي انشغل بمواجهة اعداء الثورة في المناطق المذكورة لم تكن لديه الفرصة الكافية للاستعداد لخوض حرب نظامية شنها صدام الذي زودته القوى الاستكبارية واذنابها بالسلاح والاموال الطائلة لتأمين نفقات حربه المسعورة ضد ايران.
وأخيرا فإن كل التقديرات العسكرية التي توصل اليها الاستراتيجيون العسكريون الغربيون والعراقيون انذاك هي أن ايران باتت ضعيفة ولن تستطيع مقاومة هذه القوة الكبيرة من الاسلحة وبالتالي فإن صدام سوف يحتل خوزستان في عدة ايام وينهي قضية الحرب لصالحه ويخرج منها منتصرا.ايرانالعراقالحرب