الشرق الاوسط

غارات روسية على معسكر للمعارضة السورية قرب الحدود التركية

«تحرير الشام» تفرج عن قيادي متشددالأربعاء – 3 شهر ربيع الأول 1444 هـ – 28 سبتمبر 2022 مـ رقم العدد [ 16010]

موقع تعرض لقصف جوي روسي شمال إدلب قرب الحدود السورية – التركية (أ.ف.ب)إدلب: فراس كرم

قصفت مقاتلات روسية بصواريخ شديدة الانفجار مناطق قريبة من مخيمات للنازحين السوريين في منطقة باب الهوى الحدودية مع تركيا شمال محافظة إدلب، ما أسفر عن إصابة مدنيين بينهم امرأة بجروح خطيرة. وطال القصف معسكراً لفصائل المعارضة في المنطقة، وسط حالة من الهلع والخوف في أوساط النازحين ولجوء أعداد منهم إلى العراء خشية تصاعد الغارات الروسية.

وأفاد مصدر طبي في مستشفى باب الهوى شمال إدلب بأن 8 مدنيين بينهم امرأة من النازحين تعرضوا لإصابات بليغة بينها حالات بتر في الأطراف، جراء غارات شنتها مقاتلات روسية على مخيمات منطقة كلبيت وسر جبلة في منطقة باب الهوى قرب الحدود السورية – التركية. وفيما تولت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) نقل الجرحى للعلاج، حذرت مراصد تابعة للمعارضة من تحليق أكثر من مقاتلة روسية في أجواء المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا، ما أثار مخاوف من غارات جديدة.


          دخان يتصاعد من موقع تعرض لقصف جوي روسي على الحدود السورية – التركية في محافظة إدلب (أ.ف.ب)

من جهته، قال محمد الحسون، وهو مدير «مخيم الأمل» في منطقة كلبيت الحدودية، إن «المقاتلات الروسية بدأت في شكل مفاجئ شن غارات بصواريخ فراغية شديدة الانفجار على محيط مخيمات النازحين في منطقة كلبيت، التي لا تبعد سوى كيلومتر واحد عن الحدود التركية. وتعرض عدد من النازحين لإصابات بليغة، فيما أصيب نازحون بحالة ذعر وخوف شديدين، وجرى إخلاء المدارس من الأطفال، وسط تحذيرات أطلقتها فرق مراصد الطيران بفض التجمعات وإخلاء الشوارع والطرقات العامة، ما دفع بأعداد كبيرة من النازحين إلى اللجوء للعراء في محيط المخيمات، خشية تزايد حدة الغارات.

ولفت إلى أن «هذا التصعيد في الغارات على المخيمات القريبة جداً من الحدود السورية التركية، هو الأول من نوعه»، مشيراً إلى أن النازحين يعدون قربهم من الحدود التركية «مصدر أمان»، ويعتقدون أنه «لا يُسمح للمقاتلات الروسية بالاقتراب من تلك الحدود». واستغرب «الصمت التركي» أمام الغارات الروسية، مشيراً إلى أن مناطق المخيمات الحدودية تضم أكثر من 1430 مخيماً تؤوي أكثر من مليونين ونصف المليون من النازحين من مناطق مختلفة من سوريا.

وأوضح العقيد مصطفى بكور، وهو قائد عمليات «جيش العزة»، أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة، أن «قصفاً جوياً روسياً عنيفاً طال أحد معسكرات (الجيش) للمرة الأولى، في منطقة باب الهوى القريبة من تركيا، ما أدى إلى إصابة عدد من العناصر بجروح خطيرة». وقال إن «العدو الروسي والأسدي» (في إشارة إلى قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد) يواصل «التصعيد العسكري من خلال قصف مواقع الفصائل الثورية والمدنيين على حد سواء، في تحدٍ واضح للجهود الدولية الرامية لإيجاد حل سلمي للوضع السوري».

في سياق آخر، ذكر موقع «عنب بلدي» السوري أن فصيل «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) أفرج عن قيادي «متشدد» يدعى «أبو موسى الشيشاني»، الذي كان يقود فصيل «أنصار الشام» قبل حله عقب معارك واشتباكات عنيفة بين الطرفين قبل عام تقريباً.

وأفاد ناشطون بأن «هيئة تحرير الشام» أفرجت قبل أيام عن الشيشاني بعد اعتقال دام لأكثر من 11 شهراً، عقب هجوم واسع نفذته «تحرير الشام»، في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، ضد فصيله وفصيل «جند الله» الذي كان يتزعمه قيادي متشدد آخر يدعى «أبو فاطمة التركي»، وفصيل «جنود الشام» الذي كان يقوده أبو مسلم الشيشاني (شقيق أبو موسى الشيشاني). وقُتل عشرات خلال معارك بين تلك الجماعات. واعتقلت «تحرير الشام» في النهاية معظم قادة الفصائل المتشددة غير السورية التي تضم عناصر من التركستان والأذربيجان ودول إسلامية من شرق آسيا. وحلت «تحرير الشام» تلك الفصائل، وأنهت وجودها العسكري في مناطق جسر الشغور غرب إدلب ومناطق جبل الأكراد والتركمان شرق محافظة اللاذقية.