حماسة «الإطاريين» للائتلاف الجديد تتراجع مع تصعيد صدري بمنع جلسة البرلمان اليوم
بغداد/ تميم الحسن
تدريجيا تراجع الإطار التنسيقي عن حماسه في تشكيل ما بات يعرف بـ «ائتلاف ادارة الدولة» بعد ردود فعل غاضبة تهدد بإشعال الشارع واقتحام الخضراء.
وجاء بيان «الإطار» عقب اعلان محمد الحلبوسي رئيس البرلمان استقالته من منصبه، خاليا من اي تصريح او تلميح عن التحالف الجديد.
وتوعد أنصار زعيم التيار الصدري بافشال جلسة البرلمان المفترض انعقادها اليوم الاربعاء لبحث استقالة الحلبوسي.
بالمقابل فضح عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة، مواقف أطراف في الإطار التنسيقي التي قال بانها ترفض الانتخابات، مبدياً في الوقت نفسه استعداده لزيارة الصدر في النجف.h
وعن الساعات الاخيرة التي لحقت التسريبات بخصوص الائتلاف الجديد، قال نائب شيعي سابق لـ(المدى) ان: «تشكيل هذا التحالف يعتبر تحديا للصدريين ولمطالب الشارع، لذلك الهجوم عليه كان متوقعاَ».
ويهدف التحالف الجديد الى صياغة تفاهم سياسي وحكومة شبيهة بالحكومات السابقة وآخرها حكومة عادل عبد المهدي التي اسقطت في احتجاجات تشرين 2019.
ويضيف النائب الذي طلب عدم نشر اسمه: «لا يمكن اعتبار ما جرى يوم الاحد هو الاتفاق على ائتلاف وانما الاتفاق على صيغة لائتلاف جديد يمكن تعديله باي وقت».
ومن ضمن التعديلات التي يمكن التراجع عنها بحسب النائب: «هو ترشيح محمد السوداني، لكن بعد ان يحصل على موافقة من طهران».
ويزعم النائب ان بعض أطراف «الإطار» – لم يحددها بالضبط- متمسكة بالسوداني بسبب عدم وجود «فيتو» من إيران على اسمه.
لكنه يقول ايضاً: «طهران إذا وجدت ان السوداني ليس بصالح المتغيرات في العراق وخاصة لو توصلت الى اتفاق مع الغرب بشأن البرنامج النووي قد تتساهل في استبداله».
وبدأت اوساط التيار الصدري، عقب التسريبات عن تشكيل الائتلاف الجديد، تتوعد بمنع اي تقدم في قضية تشكيل الحكومة وتمرير السوداني.
وزادت دعوات التحشيد واقتحام المنطقة الخضراء، مع اعلان رئاسة البرلمان عقد جلسة يوم الاربعاء.
ولوحظ منذ مساء الاثنين انتشار غير مسبوق للقوات الامنية في بغداد، فيما تم تعزيز الجدران الكونكريتية في محيط المنطقة الخضراء، ونصب سيطرات في الطرق الرئيسة.
وعلى خلفية ذلك التصعيد، أصدر الإطار التنسيقي بيانا بدا فيه متراجعا عن حماسه الذي اظهره بعض اطرافه في الاعلان المبكر عن ائتلاف «ادارة الدولة».
وقال «الإطار» تعليقا على طلب عقد جلسة في البرلمان انه يرحب: «بدعوة مجلس النواب الى عقد جلسة تعيد الحياة للمؤسسات الدستورية في البلاد».
وجدد الاطار التنسيقي -وفق البيان- «استعداده للذهاب الى انتخابات مبكرة بعد استكمال مقدماتها من حكومة مكتملة الصلاحيات واقرار موازنة اتحادية وتعديل قانون الانتخابات وتنظيم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات».
ودعا الإطار التنسيقي القوى الكردستانية لحسم مرشحهم لرئاسة الجمهورية، فيما لم يتطرق البيان الى الاعلان عن الائتلاف الجديد.
وكانت معلومات قد وصلت الى (المدى) اشارت الى ان تأجيل الإعلان عن التحالف الجديد سببه الخوف من ردة فعل الشارع.
ويستعد أنصار «تشرين» الى احياء الذكرى الثالثة للاحتجاجات يوم السبت المقبل، فيما تتردد انباء عن احتمال مشاركة الصدريين في تلك التظاهرات.
وحدَّد مجلس النواب، موعد عقد جلسته وجدول أعمالها، بينما تضمن جدول الأعمال التصويت على استقالة رئيس المجلس محمد الحلبوسي من منصبه.
وقالت الدائرة في بيان مساء الاثنين، إن «مجلس النواب سيعقد الأربعاء المقبل (اليوم)، جلسة في الساعة الواحدة ظهراً».
وأضافت، أن «جدول أعمال الجلسة يتضمن التصويت على استقالة رئيس مجلس النواب من منصبه وانتخاب النائب الأول لرئيس المجلس».
وبحسب تصريحات اعضاء الإطار التنسيقي، انه جرى الاتفاق على منح منصب نائب رئيس البرلمان الى المستقل محسن المندلاوي.
ويعتبر «اطاريون» ان المنصب والذي كان يشغله النائب الصدري المستقيل حاكم الزاملي، هو من حقهم لكنهم تنازلوا عنه على وفق مبدأ «التوافق والتوازن»، إذ المندلاوي هو كردي فيلي.
لكن بحسب التسريبات ان المندلاوي هو «اطاري» حيث انتقل الى صف التكتل الشيعي في ايار الماضي، ابان دعوة الصدر حينها الى المستقلين بالانضمام الى فريقه لتشكيل حكومة الاغلبية.
والمندلاوي ومعه اربعة اخرون أبرزهم النائبان حسين عرب ومصطفى سند، اصطفوا حينها الى «الثلث المعطل» الذي كان يتبناه الإطار التنسيقي.
وحتى الان تتزايد الترجيحات بعدم امكانية عقد جلسة البرلمان بسبب تصعيد الصدريين، فيما تتزايد بالمقابل دعوات رفض القوى السياسية لاستقالة الحلبوسي.
واعتبر مراقبون ان توقيت طلب الاستقالة «غريب» خصوصا وانه جاء بعد التوافق المبدئي على تحالف ادارة الدولة.
وذهب اغلب التحليلات الى ان طلب الحلبوسي للاستقالة هو للتخلص من الضغط الذي يتعرض له بسبب التجاذب بين الصدريين و»الاطاريين».
وحتى اللحظة لم يعلق الصدر على التطورات الجديدة، لكن نائب رئيس الهيئة السياسية للتيار نصار الربيعي، أكد ان التدخل بملف تشكيل الحكومة متروك لرئيس التيار مقتدى الصدر.
وقال الربيعي في مداخلة خلال ملتقى حواري يعقد في بغداد، إن «موضوع التدخل بتشكيل الحكومة المقبلة او الموافقة عليها متروك للصدر وسنمضي بما يقرره».
وأشار إلى، أن «الحكومات السابقة كانت عرجاء والآن هي مكرمة (مشلولة)، مبينا أنه: «لا يمكن أن يكون رئيس الحكومة من كتلة تمتلك نائب او نائبين وإلا ستعاد تجربة سقوط الحكومة كما حدث مع رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي».
وفي وقت لاحق كشف الحكيم (زعيم تيار الحكمة) عن اعتراض اغلب أطراف الإطار التنسيقي على اجراء انتخابات جديدة.
وقال الحكيم في تصريحات أمس، ان: «الانتخابات الأخيرة شابها الكثير من الملابسات وقدمت الكثير من الطعون»، مؤكداً أن «أغلب قوى الإطار غير راغبة بإجراء الانتخابات المبكرة ولكن بسبب غياب التيار الصدري تمت مناقشة الانتخابات المبكرة».
وأعلن زعيم تيار الحكمة استعداده لزيارة زعيم التيار الصدري، وقال الحكيم «إذا كانت زيارتي الى الحنانة ستسهم في حلحلة الازمة لن ادخر جهدا في القيام بذلك».
ولفت الى أن «التيار الصدري شريك أساسي في العملية السياسية والإطار التنسيقي كان حريصا على وجوده وخلال تقديم استقالتهم كانت لديه نداءات من أجل عودتهم»، مشيراً إلى «عدم وجود أي حوار واقعي بين الإطار والتيار لمعرفة مواقف التيار الصدري الرسمية».