المخدرات تنتشر في العراق عبر الحدود… ديالى والأنبار في عين العاصفة
05-10-2022 | 05:55 المصدر: النهار العربي
موقوف في قضية تهريب مخدرات.
A+A-في وقت تكافح السلطات العراقية آفة انتشار المخدرات في محافظات تقع جنوب البلاد، أفاد مسؤولون حكوميون أن تلك الآفة باتت تغزو محافظتي ديالى والأنبار اللتين كانتا تحت سيطرة تنظيم “داعش” عام 2014. وتعيش المحافظتان أوضاعاً أمنية غير مستقرة إذ غالباً ما تشن خلايا “داعش” هجمات إرهابية تستهدف المدنيين وأجهزة الأمن، وذلك على رغم إعلان العراق بشكل رسمي انتصاره على التنظيم. وإلى جانب تلك الهجمات التي تحدث بين الحين والآخر، لا يزال الأهالي في المحافظتين يعانون من تدهور معيشي كبير. ووفق ما كشفه الخبير الاقتصادي علي الفريجي لـ”النهار العربي” فإن نسبة الفقر في محافظة ديالى وصلت الى 23 في المئة، أما في محافظة الأنبار فقد وصلت الى 18 في المئة. عوامل الانتشارويضيف الفريجي أن “الإهمال الحكومي وارتفاع نسب الفقر والبطالة في صفوف شباب المحافظتين فضلاً عن الأوضاع الأمنية غير المستقرة، هي عوامل رئيسية وراء انتشار المخدرات لأن تجارها يبحثون عن فرص لترويجها”. محافظة ديالى التي تقع وسط العراق وتعتبر من المناطق المحاذية للحدود الإيرانية، وتسيطر عليها ميليشيات مسلحة مقربة من إيران، تشهد اليوم انتشاراً مخيفاً للمخدرات في المقاهي وفي أزقة المدن، كما يقول النائب العراقي رعد الدهلكي، محذراً من خطورة هذا الوضع.وقال إن “ديالى تشهد اليوم انتشاراً كبيراً للمخدرات إذ إن هناك جهات مسلحة متنفذة تقف وراء هذه الممارسات الخطيرة”. ويؤكد الدهلكي أن “هذه المحافظة تعاني اليوم من أزمات عدة بسبب وجود الجماعات المسلحة، ولا نستبعد وقوف هذه العصابات وراء انتشار المخدرات”.
ولفت الدهلكي إلى أن “أماكن انتشار المخدرات معروفة للجميع وهي في المحافظات الجنوبية وبخاصة القريبة من إيران، لكن خلال الفترة الأخيرة أخذت تنتقل الى المحافظتين في شكل خطير”. ويحمّل السلطات “مسؤولية مكافحة هذه الظاهرة من جنوب العراق الى شرقه وغربه، لأنها تهدد المجتمع وتدفع الشباب إلى مستقبل مظلم ومجهول”. ويتابع أن “عملية دخول المخدرات ونقلها تدار من جهات متنفذة، توفر كل الوسائل بهدف تجارتها داخل المدن لأنها تدر مليارات الدولارات”، مشيراً الى أن “هذا الملف خطير جداً ولا تقل خطورته عن هجمات الإرهابيين التي تشهدها المحافظة”. ممرات تهريبوأوضح النائب العراقي أن “المناطق الشرقية المحاذية لحدود إيران تُعتبر ممراً لتهريب المخدرات حيث يتخذ التجار طرقاً مخفية على الجهات الأمنية لإدخال المواد المخدرة الى البلاد، وعادة ما تكون عبر تجارة الأغنام”. ويُعد قضاء مندلي من أهم المناطق الشرقية في ديالى، وهو يبعد عن الحدود الإيرانية بضع كيلومترات خصوصاً عن منطقة “بشت كو” الايرانية. وكشف مسؤول حكومي عن تفاصيل وأرقام صادمة عن تعاطي المخدرات في ديالى، إذ بلغت النسبة بين شباب المحافظة 9 في المئة و3 في المئة بين الإناث. ويقول المسؤول الذي فضّل عدم ذكر اسمه لـ”النهار العربي” إن “المحافظة خصصت مركزاً لعلاج المدمنين على المخدرات”، لافتاً الى وجود أطباء نفسيين وصيدليات. ويؤكد أن “المركز المتخصص يستقبل شهرياً بين 20 و30 شاباً مدمنين على المخدرات مقارنة بالعام الماضي الذي كان يستقبل فيه المركز 10 أشخاص في الشهر”.
وكانت السلطات الأمنية العراقية قد اعتقلت الشهر الماضي في بعقوبة، مركز محافظة ديالى، ثمانية تجار مخدرات من بينهم نساء وبحوزة بعضهم كميات كبيرة من المواد المخدرة وأدوات تعاطيها. ولم تسلم محافظة الأنبار غرب العراق من تلك الآفة، فعلى رغم الأحداث الأمنية التي تشهدها ونشاط خلايا تنظيم “داعش”، يتخوف مسؤولون هناك من تحول المحافظة الى ممر للمخدرات. ويقول قائد شرطة محافظة الأنبار الفريق هادي رزيج كسار لـ”النهار العربي” إن “السلطات الأمنية في المحافظة مستمرة في عملياتها بهدف مكافحة هذه الآفة والحد من انتشارها”، مؤكداً أن “السلطات ألقت القبض على عشرات الأشخاص الذين يتاجرون بالمخدرات في المحافظة خلال النصف الأول من العام الجاري”.ويلفت الى أن “القوات الأمنية ضبطت نحو 15 مليون حبة من المخدرات خلال الشهر الماضي”، محذراً من تحول المحافظة الى ممر لتهريب المخدرات. ويوضح مسؤول حكومي في المحافظة لـ”النهار العربي” أن “المخدرات التي تصل الى الأنبار تأتي من لبنان وسوريا”، لافتاً الى وجود “شبكات تتاجر بالمواد المخدرة في العراق ولديها ارتباطات بتجار في لبنان وسوريا لكون هذه المحافظة قريبة من سوريا”.
ويوضح أن “ثمة مناطق في البقاع اللبناني مشهورة بصنع المواد المخدرة، لذا تقوم تلك الشبكات بإيصالها الى سوريا ومن ثم يتم إدخالها الى المناطق العراقية الحدودية عبر المواشي وغيرها”. وكانت المديرية العامة لمكافحة المخدرات قد أعلنت، الشهر الجاري، القبض على متهم بحوزته 8000 حبة مخدرة من نوع “كبتاغون” في محافظة الأنبار. وقالت المديرية في بيان: “بعملية نوعية أمنية بعد الحصول على معلومات استخبارية، ألقى عناصر المديرية العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في مديرية مكافحة مخدرات الأنبار القبض على متهم وضبطت بحوزته 8000 حبة مخدرة من نوع كبتاغون. وأحيل إلى القضاء وفق أحكام المادة القانونية 28 مخدرات لينال جزاءه العادل”. وفي وقت سابق، أعلنت قيادة شرطة محافظة الأنبار، القبض على تاجر مخدرات وبحوزته مليونا حبة مخدرة في المحافظة.