صالح يحذر من نفاد صبر العراقيين ويدعو إلى حوار لتشكيل الحكومة
قال إن البلاد تعيش لحظة مفصليةالسبت – 13 شهر ربيع الأول 1444 هـ – 08 أكتوبر 2022 مـ رقم العدد [ 16020]
الرئيس صالح يلقي كلمته لدى مشاركته في احتفالية بمناسبة المولد النبوي الشريف في الأعظمية أمس (الرئاسة العراقية)بغداد: «الشرق الأوسط»
حذر الرئيس العراقي برهم صالح القوى السياسية من نفاد صبر العراقيين، مؤكداً أن العراق يعيش لحظة مفصلية تضعه أمام مفترق طرق.
وقال صالح في كلمة ألقاها لدى مشاركته الاحتفالية التي أقامها الوقف السني لمناسبة المولد النبوي الشريف في مدينة الأعظمية، أمس الجمعة: «بلدنا يعيش لحظة مفصّلية تضعهُ أمام مفترقِ طرق، إمّا العودة إلى الوراء بنزاعات داخلية واصطفافات، أو الانطلاق بإرادة موحّدة تَستَوعِب التحديات الجسيمة وتُلَبّي احتياجات المواطنين».
وأضاف صالح أن «علينا أن نستحضر الدروس البليغة في التسامح والتعايش من سيرة نبينا محمد، الذي بنى دولة على أسس إنسانية منادياً بالحق والعدل والرحمة والجنوح إلى السلم». وشدد على أنه «يجب وقف إهدار الفرص، وآن الأوان لمصارحة صادقة تضع البلد على المسار الصحيح»، مؤكداً أن «الحاجة إلى عقد سياسي واجتماعي جديد ضامن للسلم الأهلي ويعالج أخطاء الماضي وتجاربه، باتت ضرورة حتمية».
وأضاف صالح: «لم يَعُد مقبولاً استمرارُ الوضع القائم، وتشكيل الحكومات بات يطولُ أكثر، وبنودٌ دستوريةٌ تُعطَّل أكثر، وسوءٌ في أحوال المعيشة والخدمات أكثر، ولا يمكنُ المراهنةُ على صبر العراقيين أكثر»
ولفت إلى أن «غياب الاستقرارِ الدائم يُنهك بلدَنا وشعبَنا، ويفتَحُ الباب مُشرعاً أمام تدخلاتٍ خارجيةٍ جعلت البلد ميداناً ووقوداً لصراعات الآخرين على أرضه، بأموالِ العراقيين وأرواحهم». ومضى الرئيس العراقي قائلاً: «يمرُ عام كامل على إجراءِ الانتخابات من دون إكمال استحقاقاتها الدستورية، وهو أمر غير مقبول بالمرة»، مضيفاً: «أدعو مُخلصاً جميع القوى السياسية إلى حوار جاد يكون أساسه وغايته مصلحة الوطن والمواطن، والانطلاق نحو تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، لإقرار الموازنة المعُطّلة وتمشيةِ أمور الناس».
واعتبر صالح أن «الأعظمية والكاظمية، تَوأَم بغداد، لا يفترقانِ ولا ينفصلان»، مشيراً إلى أنه «كان لهما دور بارز في وأد الفتنة، وهما بحقٍ رمزٌ للوحدة والتماسك بين العراقيين». وأكد الرئيس العراقي أن «محاولات الجماعات الإرهابية باءت بالفشل في أن تُبرِّر أعمالها بالدين الإسلامي الحنيف، وخابَ فألُ من أراد إلصاق تهمة الإرهاب والتطرف بالمسلمين»، مشدداً على أن «أول الإصلاح هو مكافحةُ الفساد، هذه الآفة الخطيرة التي تنخر جسدَ الدولةِ وتهدّدُ كيانَها، وتمنعُ شبابنا من فرصةٍ عادلةٍ ليُسهِموا في بناءِ وطنهم».
وأوضح أن «تداعياتُ الفسادِ لا تقتصرُ على هَدرِ ثرواتِ البلدِ فحسب، بل تعملُ على تغذيةِ الانقساماتِ وتهديدِ السلم المُجتمعي».
ونوه صالح إلى أن «موقع العراق الجغرافيّ في قلب المِنطَقة يجب أن يجعله جسراً للتواصل ومركزاً اقتصاديّاً وتجاريّاً وثقافيّاً، لا أن يكونَ محوراً وساحة صراعاتِ الآخرين»، مضيفاً أن «العراقيين يصرّون على وطن له سيادة كاملة، يعيشُ في أمنٍ مع شعبهِ ومع جيرانهِ، ويأخذُ مكانتهُ الحضاريةَ في المِنطَقة والعالم». ويتزامن خطاب صالح مع استمرار الأزمة السياسية التي يمر بها العراق بعد سنة كاملة على إجراء الانتخابات البرلمانية. ففي الوقت الذي لا تزال خلافات البيت الشيعي تحول دون حسم المرشح لتشكيل الحكومة، فإن خلافات البيت الكردي لا تزال تحول دون الاتفاق على مرشح توافقي بين الحزبين الكرديين الرئيسيين (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني). ففيما يصر الحزب الديمقراطي، بزعامة مسعود بارزاني، على مرشحه ريبر أحمد أو التوصل إلى مرشح تسوية، فإن الاتحاد الوطني الكردستاني يصر على أن مرشحه للمنصب هو الرئيس الحالي برهم صالح نفسه، الذي يحق له بموجب الدستور العراقي التجديد لدورة ثانية.