البدء بعمل مشترك مع إيران لمواجهة آثار العواصف الترابية
بدأ العراق تعاوناً مع الجانب الإيراني لمواجهة آثار العواصف الترابية من خلال إرسال وفود بين البلدين.
وقال رئيس مجموعة العمل الوطنية للتخفيف من آثار العواصف الترابية علي محمد طهماسيبي، إن “إيران أرسلت فريقاً من الخبراء إلى العراق أمس السبت؛ لزيارة النقاط الساخنة للعواصف الرملية والترابية”.
وأضاف طهماسيبي، بحسب تقرير لصحيفة (طهران تايمز)، ترجمته (المدى)، أن “مشكلة العواصف الترابية ابتليت بها إيران منذ عدة سنوات”.
وأشار طهماسيبي، إلى أن “أغلب العواصف التي تدخل إلى إيران يكون مصدرها من العراق وسوريا”.
وأكد التقرير، أن “إيران ولحل هذه المشكلة توصلت إلى اتفاق مع وزير البيئة العراقي جاسم الفلاحي في تموز الماضي، بارسال وفد من الخبراء إلى العراق وزيارة مصادر العواصف الترابية التي تؤثر على المنطقة”.
وأوضح طهماسيبي، أن “الفريق الإيراني مكون من سبعة أعضاء ممثلين عن وزارة البيئة ووزارات الخارجية والزراعة والنفط والطاقة وجميع المسؤولين الآخرين من الجهات ذات الصلة”.
وخلص طهماسيبي، إلى أن “فريقاً عراقياً من المفترض أن يأتي إلى إيران، بعد انتهاء زيارة أمس، للتعرف على المراكز الترابية داخل البلاد واتخاذ الإجراءات والتجارب للتعامل مع الظاهرة، ومن ثم اتخاذ إجراءات عملية في العراق”.
وأكد التقرير، أن “ظاهرة العواصف الترابية ابتليت بها إيران وتسببت بمشاكل في العديد من المحافظات”.
وأشار، إلى أن “العوامل الطبيعية والبشرية تشارك في حدوث هذه الظاهرة وخطورتها التي تنتج بشكل رئيس عن الاستهلاك المفرط للمياه وتجفيف الخزانات”.
وبين التقرير، أن “مصادر الغبار الداخلية تقدر بـ 34.6 مليون هكتار، وتنتج ما متوسطه 4.22 مليون طن من الغبار سنوياً، وحوالي 1.460 مليون هكتار من الأراضي الرطبة الجافة”.
ونوه، إلى “رفع حوالي 4.23 مليون طن من الغبار سنوياً، مما يعني أن فقدان خصوبة التربة سيضر بالقطاع الزراعي”.
وأفاد التقرير، بأن “جميع مصادر العواصف الترابية غير موجودة في إيران، 300 مليون هكتار في البلدان المجاورة تؤدي إلى إنشاء هذه الاتربة، التي تنقل الغبار إلى إيران. تقدر كثافة الغبار الكلية بحوالي 150 مليون طن”.
ونقل، عن “مديرة مركز آسيا والمحيط الهادئ لتطوير إدارة معلومات الكوارث ليتيزيا روسانو: إن إيران في طليعة فهم مشكلة العواصف الرملية والترابية وكذلك التعامل معها”.
وأضافت روسانو، بحسب التقرير، أن “أكثر من 80 في المائة من مجموع سكان تركمانستان وباكستان وأوزبكستان وطاجيكستان وإيران معرضون لمستويات متوسطة وعالية من نوعية الهواء الرديئة بسبب العواصف الرملية والترابية”.
وكشف التقرير الإيراني، عن “إعداد خطة مدتها 10 سنوات للتخفيف من حدة النقاط الساخنة الداخلية التي تؤدي إلى ظهور العواصف الرملية والترابية”.
ومضى التقرير، إلى أن “الخطة الإيرانية تتضمن قيام المؤسسات ذات الصلة بمهامها للحد من آثار العواصف الترابية، مع وجوب أن يكون لمنظمة إدارة الموارد الطبيعية ومستجمعات المياه الدور الأول في الخطة، كما يجب أن تكون منظمة التخطيط والميزانية قائمة، من خلال العمل”.
وقال وزير البيئة جاسم الفلاحي، في تصريحات الأسبوع الماضي “العراق يعد من أكثر البلدان تأثراً بالتغيرات المناخية”.
وأضاف الفلاحي، أن “تقرير الأمم المتحدة صنّف العراق واحداً من أكثر خمسة بلدان تأثراً بموضوع التغير المناخي”.
وأوضح أن “التغير المناخي بات من أهم التحديات التي ستواجه العراق، حيث بدا ذلك واضحاً من خلال ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات التصحر وتدهور الأراضي بتأثير الجفاف وارتفاع معدلات العواصف الغبارية والرملية”.
ووصف الفلاحي، “حجم الخسائر التي يتكبدها العراق جراء التغير المناخي بـالهائل، سواء في شقها الاقتصادي أو الصحي”.
وشدد، على أن “الخسائر تقدر بنحو 10 مليارات دينار يومياً، بسبب الازدحام غير المسبوق في ردهات الطوارئ وتوفير العلاجات لمرضى الجهاز التنفسي والربو والحساسية بسبب العواصف الغبارية (الترابية)”.
ومضى الفلاحي، إلى “خسائر أخرى في النقل البري والجوي وتصدير الموارد النفطية، وازدياد وتيرة الهجمات للعصابات الإرهابية أثناء تلك العواصف”.