1

تحذير أممي من خطر كبير على أطفال العراق بحلول 2050

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، من استمرار ارتفاع درجات الحرارة على الأطفال العراقيين، مؤكدة أن المؤشرات تفيد بأنه في العام 2050 ستكون جميع هذه الشريحة تحت تأثير هذه المتغيرات الجوية وبنحو أشد ولمدد أطول.

وذكر تقرير لمنظمة اليونيسف، تابعته (المدى)، أن «زهاء 559 مليون طفل يتعرضون حالياً لموجات حر شديدة على الصعيد العالمي».

وتابع التقرير، أن «624 مليون طفل معرضون فعلاً لواحدة من ثلاثة مقاييس للحر الشديد-مدة موجة الحر الشديد أو شدتها أو درجات الحرارة الحادة».

وأشار، إلى أن «العراق من البلدان التي تشهد حالياً أعلى معدل لتعرض الأطفال لدرجات الحرارة، وأكثر التنبؤات الجوية إثارة للقلق للعام 2050».

ولفت التقرير، إلى أن «كل أطفال العالم البالغ عددهم 2.02 مليار وبحلول العام 2050 سيتعرضون لموجات حر شديدة».

وأوضح، أن «التنبؤات الخاصة بالعراق مقلقة بنحو خاص، فبينما تعرض 6‌% فقط من اطفاله لموجات الحر الشديد عام 2020، فأن التوقعات تشير إلى تعرض كل طفل عراقي إلى هذه الموجات في عام 2050 ولفترات أطول وبدرجات أشد».

وتقول شيما سين غوبتا ممثلة اليونيسف في العراق، ان «الحرارة ترتفع وآثارها تتفاقم على أطفالنا».

وأضافت غوبتا، أن «9 من كل 10 أطفال حالياً في العراق يتعرضون إلى الارتفاع الحاد في درجات الحرارة».

وأشارت غوبتا، إلى أن «الأمر سيزداد سوءاً، حيث سيرتفع عدد الأطفال المعرضين إلى موجات حر أشد وأطول، وذلك خلال العقود الثلاثة المقبلة».

وأكدت المسؤولة الأممية، أن «ذلك يهدد صحة الأطفال وسلامتهم، مع ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة حالياً، حيث تعتمد شدة هذه التغييرات على الإجراءات التي سنتخذها في الوقت الحالي».

وانتهت غوبتا، إلى أن «الإجراءات العاجلة، هي السبيل الوحيد لإنقاذ أرواح ومستقبل الأطفال بل ومستقبل الكوكب بأسره».

وعاد التقرير ليوضح، أن «شباب العراق يقومون باتخاذ الإجراءات للاستجابة لتأثير موجات الحر».

ولفت، إلى أن «مجتبى جعفر الشاوي، وهو شاب يبلغ من العمر 20 عاماً ناشط في مجال التغير المناخي، قال: انخرطت في المجال الخاص بالتغير المناخي بسبب تأثيره الكبير على العراق وبخاصة في مسقط رأسي ميسان».

وأورد التقرير، أن «الشاوي أضاف: أشهر الصيف تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة لتصل إلى 50 درجة مئوية، ولا تتوافر أية وسائل لتكييف الهواء في الأماكن العامة أو مواقف الباص على الطرقات، لذا يتعذر التجوال وقضاء الاحتياجات بسبب الحر».

وأكد التقرير، ان «الشاوي كان صريحا بشأن الحل عندما قال: نحتاج لنقوم بشيء حالياً، وننفذ اتفاقيات المناخ السابقة ونكون جادين بشأنها، كاتفاقية باريس والتوجه نحو الاستدامة ونقلل الاعتماد على المواد المسببة للتلوث».

وشدد التقرير، على «ضرورة الاستمرار بالإجراءات لتخفيف والحيلولة دون وقوع الآثار الأسوأ لمقاييس الحرارة الأخرى، ومنها موجات الحر الأشد والاطول ودرجات الحرارة شديدة الارتفاع».

ويواصل، أن «موجات الحر تصيب الأطفال على وجه الخصوص بأضرار شديدة كونهم أضعف من أن يتحكموا بدرجة حرارة الجسم، كما لدى البالغين».

وأردف التقرير، أن «الأطفال كلما تعرضوا إلى موجات حر تزداد احتمالات اصابتهم بأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والربو وأمراض القلب”.

وأكد، أن “الرضع والأطفال الصغار، هم الأكثر تعرضاً لخطر الوفاة المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة كما تؤثر موجات الحر ايضاً على بيئات الأطفال وسلامتهم وتغذيتهم ووصولهم إلى المياه فضلاً عن تعليمهم ومعيشتهم المستقبلية بشكل عام”.

ونوه التقرير، إلى أن “اليونيسف تدعو الحكومات إلى حماية الأطفال من التدهور المناخي بتكييف الخدمات الاجتماعية وإعداد الأطفال للعيش في عالم ذي مناخ متغير ومنح الأولوية للأطفال والشباب في التمويل والموارد المتعلقة بالمناخ”.

انتهى التقرير، إلى أن “منظمة اليونيسف تحث الحكومة ايضاً على العمل على منع وقوع كارثة مناخية، وذلك عن طريق الحد بشكل كبير من انبعاثات الغازات الدفيئة وإدامة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية”.

وكان تقرير للمنظمة نشرته (المدى) أمس قد أظهر، ان “العراق لا يزال فيه 2.5 مليون شخص، من بينهم 1.1 مليون طفل، بحاجة إلى المساعدة الإنسانية”.

وأضاف التقرير، ان “منظمة اليونيسف بحاجة إلى 52.2 مليون دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات الإنسانية الحرجة والحادة للأطفال المعرضين للخطر والأسر المتضررة من مجموعة من الأوضاع الإنسانية”.

التعليقات معطلة.