خيرسون بلا سكان وأوكرانيا أسقطت 300 مسيرة إيرانية
ألمانيا تعتبر أن الحرب تسببت في “قطيعة تاريخية” مع موسكو وحطمت حلم غورباتشوف “بوطن أوروبي مشترك”
اندبندنت عربية ووكالات الجمعة 28 أكتوبر 2022 21:15
أعلن مسؤول في السلطات الموالية لروسيا أن عملية إجلاء المدنيين من منطقة خيرسون التي تحتلها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا، والتي تتعرض لهجوم أوكراني، قد “استكملت”، بينما قال المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إهنات في إفادة صحافية أدلى بها، الجمعة 28 أكتوبر (تشرين الأول)، إن أوكرانيا أسقطت أكثر من 300 طائرة مسيرة إيرانية من طراز “شاهد-136” حتى الآن. وتنفي إيران الاتهامات الأوكرانية والغربية بأنها تزود روسيا بالطائرات المسيرة.
“نحو مناطق آمنة”
وبالعودة إلى خيرسون كانت السلطات التي عينتها موسكو في تلك المدينة أعلنت في 13 أكتوبر الحالي، أنها بصدد إجلاء السكان من الضفة المكشوفة على نهر دنيبر إلى الضفة الأخرى، ومن ثم إلى مناطق في روسيا أمام تقدم القوات الأوكرانية، ومن ثم فإن هذه العملية استكملت.
وكتب رئيس سلطات القرم المعين من موسكو سيرغي أكسيونوف في حسابه على “تيليغرام”، مساء الخميس 27 أكتوبر، أن “عملية تنظيم نقل سكان نحو مناطق آمنة في روسيا استكملت”.
“عمليات ترحيل”
وتصف أوكرانيا التي تشن هجوماً في المنطقة وتحقق تقدماً على جبهات أخرى عمليات نقل السكان هذه بأنها “عمليات ترحيل”.
من جهته، قال أكسيونوف ناشراً صورة له على “تيليغرام” إلى جانب نائب مدير الإدارة الرئاسية الروسية سيرغي كيريينكو، “أنا سعيد لأن أولئك الذين أرادوا مغادرة المنطقة التي قصفتها القوات المسلحة الأوكرانية، قد تمكنوا من القيام بذلك، بسرعة وبكل أمان”.
وكان المسؤول في الاحتلال الروسي لخيرسون فلاديمير سالدو أكد الأربعاء الماضي، أن 70 ألفاً من السكان على الأقل غادروا منازلهم في المنطقة خلال أقل من أسبوع.
الخسائر البشرية
ويأتي ذلك فيما أشارت القيادة العسكرية الأوكرانية في تقريرها اليومي الذي نشر، الجمعة، إلى أن “ما يسمى إخلاء الأراضي المحتلة موقتاً في منطقة خيرسون يتواصل”.
وقالت إن القيادة الروسية في خيرسون تحاول “إخفاء الخسائر الحقيقية للجنود من أجل تجنب إثارة الذعر”. وتحدثت عن “تعزيز تشكيلات العدو على الضفة اليمنى” في منطقة خيرسون.
وفي إشارة إلى تكبد موسكو خسائر فادحة، قال الزعيم الشيشاني رمضان قديروف في ساعة متأخرة من مساء الخميس، إن 23 من مقاتليه قتلوا في معارك حول خيرسون هذا الأسبوع، وأصيب العشرات. وأضاف قديروف، الذي أرسل قواته للقتال إلى جانب قوات الكرملين، على “تيليغرام”، “في بداية هذا الأسبوع، تعرضت إحدى الوحدات الشيشانية للقصف في منطقة خيرسون”، مشيراً إلى أن “23 جندياً قتلوا وجرح 58 آخرون”.
ونادراً ما يكشف حليف الكرملين عن هزائمه، لكنه اعترف بأن الخسائر كانت “كبيرة في ذلك اليوم”.
في هذه الأثناء، قال أسكيونوف إنه زار مع كيريينكو محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها روسيا واستهدفت مراراً بقصف تتبادل موسكو وكييف الاتهامات في شأنه. وقال أكسيونوف إنهما “التقيا الموظفين وقيما الوضع في منطقة المنشأة”.
مساعدات عسكرية أميركية بقيمة 275 مليون دولار
في السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، إن الولايات المتحدة ستقدم 275 مليون دولار مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، بما يشمل أسلحة وذخائر ومعدات من مخزونات وزارة الدفاع الأميركية.
وقال بلينكن “نحن نعمل على تزويد أوكرانيا بقدرات الدفاع الجوي التي تحتاج إليها، إذ إن أول منظومتين من طراز (ناسماس) مقدمتين من الولايات المتحدة جاهزتان للتسليم لأوكرانيا الشهر المقبل، ونعمل مع الحلفاء والشركاء لتمكين تسليم أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بهم إلى أوكرانيا”.
صادرات الحبوب
على صعيد آخر، قالت روسيا، الجمعة، إن الدول الأشد فقراً تحصل على ثلاثة في المئة فقط من صادرات الغذاء التي تتم في إطار اتفاق توسطت فيها الأمم المتحدة لنقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية، وإن نصف الشحنات تذهب إلى الدول الغربية.
وأوضحت موسكو في بيان، “اتضح أن الموقع الجغرافي للدول المتلقية لهذه الشحنات لا يتسق بالمرة مع الأهداف الإنسانية المعلنة من قبل”. وأضافت “تلقت الدول الأكثر حاجة مثل الصومال وإثيوبيا واليمن والسودان وأفغانستان ثلاثة في المئة فقط من الغذاء، وأغلبها من برنامج الأغذية العالمي”.
ومنذ أن وقعت روسيا وأوكرانيا في تركيا في 22 يوليو (تموز) الماضي على مبادرة حبوب البحر الأسود المدعومة من الأمم المتحدة، صدرت أوكرانيا ملايين الأطنان من الذرة والقمح ودوار الشمس والشعير وبذور اللفت والصويا.
وشكا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولون روس من وجود مشكلات تعيب الاتفاق، مما أثار مخاوف من انسحاب موسكو منه ما لم تنفذ مطالبها.
وقال مسؤولون غربيون مطلعون على محادثات الحبوب إن أي إمدادات إلى الأسواق العالمية من أوكرانيا، أحد أكبر مصدري الحبوب في العالم، تخفف من حدة أزمة الغذاء.
“قطيعة تاريخية
في المقابل، قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الجمعة، إن الحرب الروسية على أوكرانيا تسببت في “قطيعة تاريخية” في علاقات بلاده مع موسكو، وإن الحرب حطمت حلم الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف “بوطن أوروبي مشترك”.
وقال شتاينماير الذي ينتمي لجناح من الديمقراطيين الاشتراكيين في ألمانيا ويطالب منذ فترة طويلة بعلاقات اقتصادية أوثق مع موسكو لإشراكها في نظام عالمي ذي توجه غربي، إن “الحرب الروسية التي شنت في 24 فبراير (شباط) أحدثت تغييراً في العالم”.
وقال شتاينماير في نص معد سلفاً لخطاب وطني، “عندما ننظر إلى روسيا اليوم، لا مجال للأحلام القديمة. بلداننا تقف ضد بعضها البعض اليوم”. وأضاف “لقد أدخلتنا تلك الحرب أيضاً في مرحلة مختلفة في حالة من انعدام الأمن اعتقدنا أننا تغلبنا عليها. زمن يسوده الحرب والعنف والهرب بسبب مخاوف من انتشار الحرب في أوروبا كالنار في الهشيم”.
وقام شتاينماير بزيارة مفاجئة إلى كييف، الثلاثاء الماضي، حيث تعهد تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا، بخاصة في مجال الدفاع الجوي. وكانت هذه هي الزيارة الأولى له منذ اندلاع الحرب.
وكان شتاينماير يعتزم في الأصل زيارة أوكرانيا في أبريل (نيسان) الماضي، لكن كييف رفضت استقباله في ذلك الوقت بسبب القلق من دعمه السابق للتقارب الغربي مع روسيا. وحلت كييف وبرلين الخلافات بينهما في وقت لاحق.