الدوحة.. حلم لم يتحقق !
حسين الذكر – العراق
السبت 26 نوفمبر 202212:00 ص
احتفاء بدخولي عش الزوجية دعيت لعشاء بيوم صادف انطلاق مونديال إيطاليا 1990.. المفتتحة بمفاجأة مدوية عبر فوز الكاميرون بقيادة نجمها ميلا على الأرجنتين بقيادة مارادونا.. ميلا حاضر اليوم في الدوحة.. فيما غيب الموت مارادونا الذي توقع أن يكون من أبرز ضيوفها..
مطلع 1991 رزقت بولد أسميته (انصار) بعدما فتحت المصحف الشريف تباركا، فجاء: (قال من أنصاري إلى اللَّه قال الحواريون نحن أنصار الله)..
عام 1994 بلغ انصار الرابعة من العمر وبدأ يشاركني المتابعة وسهرنا حتى الفجر نتابع فوز البرازيل في النهائي على إيطاليا بفارق ضربات الترجيح وقد جاملني بفوز السامبا.. لكنه فاجأني قائلا: (بابا أحزنتني خسارة إيطاليا).. التي ظل يشجعها حتى آخر رمق.
عام 1998 ورغم حزنه لخروج إيطاليا المبكر ظل متابعا حتى النهائي الذي شهد تتويج فرنسا بطلا عالميا جديدا للبطولة. عام 2002 في كوريا واليابان خرجت إيطاليا من الدور (16) على يد الشمشون الكروي لكنه ظل يرافقني يومياتها ويتابع البرازيل ويفرح بفوزها (لخاطري)..
في 2006 أصبح ولدي فتيا وانضم إلى مدرسة التحكيم الكروي العراقية.. وحمل دفترا يسجل ملاحظاته الفنية. وقد شعرنا جميعا بسعادته الغامرة بتتويج الطليان. في عام 2010 أصبح انصار شابا وكلف بتحكيم مباريات الدوري العراقي كأصغر حكم في الدوري العراقي وقد تابع المونديال مهنة وهواية برغم خروج إيطاليا المبكر.
عام 2014 بالبرازيل تحسر على خروج إيطاليا من الدور الأول ظل متابعا حتى تتويج ألمانيا. في موسكو 2018 أحزنه عدم تأهل إيطاليا للنهائيات لكنه تابع البطولة على أمل وحلم حضور الدوحة 2022.. سيما بعد أن زار قطر عام 2017 بمعسكر تدريبي للحكام.
قبل عام ظهرت علامات المرض واستفحلت به.. فهمس لي قائلا: (بابا هل تتوقع أني سأحقق حلمي بوصول بطولة الدوحة وربما التحكيم فيها.. قلت له بخشية ودمعة: الله كريم.. إن شاء الله سنزورها معا.. بصفتي الصحفية وأنت كحكم).. بقينا نترقب المونديال بشغف.. لكنه انتكس صحيا بشكل سريع.. حتى نعيته راحلا بذمة الله في 11 – 5 – 2022 بعد أن اختاره الله لجواره.. فيما ظلت عيناي دامعتين إلى اليوم.