المقاهي معقل العراقيين في المونديال… وانقسام حيال مواجهة إيران والولايات المتحدة
29-11-2022 | 05:00 المصدر: النهار العربي
بغداد – محمد جهادي
مقهى شعبي مكتظ في الكرادة داخل، بغداد.
A+A-يتابع الشارع العراقي، فعاليات مونديال قطر 2022، بحماسة خصوصاً في المقاهي التي تشهد اكتظاظاً يومياً من مختلف الأعمار. ويفضل العراقيون حضور المباريات في المقاهي بمتعة وحماسة لأسباب عدة أبرزها استمرار التيار الكهربائي من دون انقطاع وعرض أصحاب المقاهي لكل المباريات من خلال اشتراكهم مع “بي أن سبورت”. وتشكل بطولة كأس العالم التي انطلقت في قطر الأسبوع الماضي، حدثاً مهماً بالنسبة الى العراقيين لا يمكن تجاوزه، فمنهم من يحجز المقاعد الأمامية في المطعم أو المقهى لمشاهدة المباريات والتي تسمى بخدمة VIP، أما الآخرون، فيجلسون في مقاعد بعيدة من شاشات العرض وتكون خدمتها أقل من الأولى.
ويقول الشاب عمر باسم لـ”النهار العربي”: “رغم اشتراكي بجهاز “بي أن سبورت” إلا أنني أفضل الذهاب الى المقهى مع أصدقائي لمتابعة مباريات كأس العالم لأنها تحمل طقوساً وأجواء ممتعة”. ويضيف أن “الأسعار في المقهى تبدو جيدة ومناسبة للزبائن وحتى الخدمة التي يقدمها أصحاب المقاهي تجذب المتابعين”. من جهته، يؤكد بسام مجيد، وهو صاحب محل لبيع الأجهزة الرقمية، أنه “قبل افتتاح كأس العالم بدأ المواطنون بشراء أجهزة كورية تفتح القنوات الرياضية المشفرة، ومن هذه الأجهزة “سيرفر سترونيك” لرخص أسعاره والتي تبلغ 30 دولاراً بينما شهدت أجهزة “بي أن سبورت” تراجعاً في الشراء بسبب ارتفاع قيمتها والتي تصل إلى حدود 100 دولار”.
وقبل بدء المباراة، يقوم أصحاب المقاهي بنصب شاشات كبيرة، ورفع أعلام المنتخبات المشاركة في البطولة، وتحضير النراجيل والمشروبات الساخنة. ويلفت أبو كرم، وهو صاحب مقهى وسط بغداد، الى أن “بطولة كأس العالم هذه المرة مختلفة بالنسبة إلينا لكونها حظيت بمشاركة منتخبات عربية هي السعودية وقطر والمغرب وتونس، لذلك وجدنا إقبالاً واسعاً من الشباب العراقييين لمتابعة مباراة السعودية مع بولندا دعماً للأشقاء العرب”. ويلفت الى أن “التجهيزات والاستعدادات تبدأ من الصباح حتى بعد منتصف الليل، ويتم تأمين شاشات ضخمة ومولد كهربائي في المقهى بهدف توفير كل وسائل الراحة للزبائن”. ويضيف أن “الاشتراكات رخيصة ولا تتجاوز الـ30 دولاراً في الشهر لأن هناك بدائل وأجهزة أرخص من “بي أن سبورت” وهي الكورية”. ومن خلال ما رصدناه من الأعلام التي يرفعها المشجعون وكذلك التي يضعها أصحاب المطاعم والمقاهي، فإن المنتخبات المفضلة لدى العراقيين تتدرج من الأرجنتين إلى غريمتها البرازيل فألمانيا وأسبانيا.
مباراة إيران والولايات المتحدة
ورغم انغماس المشجعين الرياضيين في دعم منتخباتهم المفضلة، لا تبتعد السياسة في العراق عن حسابات كثيرين منهم حينما تكون لبعض المباريات أبعاد ذات علاقة بالانقسامات السياسية. ولعلّ المبارة الحاسمة المنتظرة الليلة الثلثاء بين منتخبي إيران والولايات المتحدة هي الأكثر تعبيراً عن ذلك. ويقول أحمد حامد إنه يتمنى فوز المنتخب الأميركي في المباراة بسبب السياسات الإيرانية في العراق، قائلاً إنه لا يفصل في هذا السياق بين الموقف السياسي والتشجيع الرياضي. لكنّ ضياء ياسين يخالفه الرأي، ولا يمانع بالجهر بأنه يشجع المنتخب الإيراني ضدّ نظيره الأميركي بسبب “التقارب الجغرافي والديني” بين العراق وإيران، ولأنه في المقابل يحمّل السياسات الأميركية مسؤولية الكثير من فشل الحكم في بلاده.
وبينهما يؤكد مروان حسين أنه لا يلتفت إلى مثل هذه الحسابات الدينية أو السياسية حين يتعلق الأمر بالرياضة، وتحديداً إذا كان للأمر علاقة بكأس العالم، ويقول: “في المباريات التي يلعب بها فريقي المفضل، البرازيل، أكتفي بالمشاهدة والاستمتاع بما يحصل في الملعب. وحين أتمنى فوز فريق على آخر فذلك يكون فقط حين أحتسب تأثير النقاط على ترتيب فريقي في المجموعة، وهو ما لا علاقة لمباراة إيران والولايات المتحدة به”.