1

إلغاء شرطة الأخلاق في إيران على وقع استمرار الاحتجاجات

“ميترا حجار الممثلة السينمائية والتلفزيونية أوقفت بعدما تم تفتيش شقتها”

(وكالات)  

أعلن المدعي العام الإيراني حجة الإسلام محمد جعفر منتظري إلغاء شرطة الأخلاق من قبل السلطات المختصة، كما أفادت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية “إيسنا” الأحد الرابع من ديسمبر (كانون الأول).

وقال منتظري، مساء السبت، في مدينة قم إن “شرطة الأخلاق ليست لها علاقة بالقضاء وألغاها من أنشأها”. وكان المدعي العام يرد خلال مؤتمر ديني على سؤال طرحه عن سبب “إغلاق شرطة الأخلاق”.

وتمّ إنشاء شرطة الأخلاق التي تعرف محلياً باسم “كشت ارشاد” (أي دوريات الإرشاد) في عهد الرئيس الإيراني الأسبق محمد أحمدي نجاد من أجل “نشر ثقافة اللباس اللائق والحجاب”. وهي تضم رجالاً يرتدون بزات خضراء ونساء يرتدين التشادور. وبدأت هذه الوحدة دورياتها الأولى في 2006.

ميترا حجار

وأوقفت الممثلة الإيرانية ميترا حجار، السبت الثالث من ديسمبر، في منزلها وفق ما أفادت صحيفة “شرق” الإصلاحية. وأوردت الصحيفة نقلا عن مهدي كوهيان العضو في مجموعة لرصد التوقيفات في صفوف الفنانين أن “ميترا حجار الممثلة السينمائية والتلفزيونية أوقفت  بعدما تم تفتيش شقتها”.

وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) تظاهرات احتجاجا على وفاة الإيرانية الكردية مهسا أميني البالغة 22 عاما بعدما أوقفتها “شرطة الأخلاق” لمخالفتها قواعد اللباس الصارمة في إيران، ودخلت في غيبوبة بعد وقت قصير، ثم توفيت بعد ثلاثة أيام.

وأوقف آلاف الأشخاص على خلفية الاحتجاجات بينهم فنانون كبار وسياسيون ورياضيون.

والشهر الماضي أفرجت السلطات الإيرانية بكفالة عن الممثلة الإيرانية الشهيرة هنغامه قاضياني بعد أكثر من أسبوع على توقيفها على خلفية دعمها حركة الاحتجاج في البلاد، وفق وكالة “تسنيم”.

وأوقفت قاضياني في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) بعدما حضت على “أعمال شغب” ودعمتها وتواصلت مع وسائل إعلام تابعة للمعارضة، على ما ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا”.

وكانت قاضياني نشرت في حسابها على إنستغرام تسجيل فيديو صور في أحد شوارع طهران تظهر فيه من دون حجاب أمام الكاميرا من دون أن تتكلم، ومن ثم تستدير وتعصب شعرها على غرار النساء المشاركات في التظاهرات.

مراجعة قانون الحجاب 

في السياق، يجري البرلمان والسلطة القضائية في إيران مراجعة للقانون الذي يفرض على النساء وضع غطاء للرأس والذي أطلق شرارة احتجاجات دامية تشهدها البلاد منذ أكثر من شهرين، وفق ما أعلن المدعي العام.

وتخلل الاحتجاجات إحراق متظاهرات حجابهن كما تم إطلاق هتافات مناهضة للحكومة، ومنذ وفاة أميني يتزايد عدد النساء اللواتي يرفضن وضع الحجاب، خصوصاً في شمال إيران.

وأصبح الحجاب إلزامياً في البلاد اعتباراً من أبريل (نيسان) 1983، أي بعد أربعة أعوام على الثورة الإسلامية التي أطاحت نظام الشاه.

عدد ضحايا التظاهرات

هذا الأسبوع وللمرة الأولى أعلن قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده مقتل أكثر من 300 شخص في إيران منذ اندلعت الاحتجاجات على وفاة أميني، وكان قائد في الحرس الثوري الإيراني قدر في وقت سابق عدد القتلى بـ300.

وأصدر مجلس الأمن القومي الإيراني بياناً  أعلن فيه مقتل “أكثر من 200 شخص” في الاضطرابات. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن المجلس أن الحصيلة تشمل عناصر أمن ومدنيين ومسلحين انفصاليين و”مشاغبين”.

وذكر مجلس الأمن القومي الإيراني أنه إضافة إلى حصيلة القتلى تقدر الأضرار التي نجمت عن أعمال العنف بملايين الدولارات.

وتفيد منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها أوسلو بأن قوات الأمن قتلت حتى الآن 448 متظاهراً في الأقل معظمهم في سيستان بلوشستان الواقعة جنوب شرقي البلاد عند الحدود مع باكستان وأفغانستان.

والأسبوع الماضي قال المفوض السامي الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن 14 ألف شخص بينهم أطفال أوقفوا في حملة قمع الاحتجاجات.

تظاهرة نسائية

وشهدت محافظة سيستان بلوشستان الإيرانية، الجمعة الثاني من ديسمبر، انضمام النساء إلى الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، في خطوة أكدت مجموعات حقوقية أن حدوثها “نادر” في المنطقة المحافظة إلى حد كبير.

وأظهرت تسجيلات مصورة انتشرت على الإنترنت عشرات النساء في عاصمة المحافظة زاهدان يرفعن لافتات كتب عليها “امرأة، حياة، حرية”، وهو أحد أبرز شعارات الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في منتصف سبتمبر. وهتفت نساء ارتدين “الشادور” بالحجاب أو من دونه “هيا إلى الثورة”، وذلك بحسب تسجيلات مصورة انتشرت على “تويتر” وتحققت وكالة الصحافة الفرنسية من صحتها.

وتفيد منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها أوسلو، بأن قوات الأمن قتلت حتى الآن 448 متظاهراً على الأقل معظمهم في سيستان بلوشستان الواقعة في جنوب شرقي إيران عند الحدود مع باكستان.

وعلق مدير المنظمة محمود أميري مقدم على التظاهرة النسائية الأخيرة في زاهدان بالقول، “إنها بالفعل نادرة من نوعها”، إذ إن المدينة شهدت على مدى الشهرين الماضيين خروج الرجال إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة.

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن “الاحتجاجات الحالية في إيران ليست إلا انطلاقة لثورة كرامة”. وأضاف، “أسهمت هذه الاحتجاجات بتمكين النساء والأقليات الذين تم التعامل معهم على مدى أربعة عقود كمواطنين من الدرجة الثانية، ليخرجوا إلى الشوارع ويطالبوا بحقوقهم الأساسية”. وتعد سيستان بلوشستان ذات الأغلبية السنية أفقر منطقة في إيران بينما يعاني سكانها البلوش التمييز.

وقتل 128 شخصاً على الأقل في سيستان بلوشستان في الحملة الأمنية التي تشنها السلطات الإيرانية، بحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران، وهي أكبر حصيلة للقتلى الذين سجل سقوطهم في 26 من محافظات إيران الـ31.

وتأتي كردستان في المرتبة الثانية لجهة عدد قتلى الاحتجاجات (53 شخصاً)، إذ إنها مسقط رأس أميني، وتقع في غرب إيران عند الحدود مع العراق، وتعد مركزاً آخر للاحتجاجات فيما يشكل السنة غالبية سكانها.

تتهم إيران الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل بتأجيج ما تصفه على نحو كبير بأنه “أعمال شغب”.

وصرح عميد إيراني هذا الأسبوع بأن أكثر من 300 شخص قتلوا في الاضطرابات.

وأوقف آلاف الإيرانيين ونحو 40 أجنبياً على خلفية الأحداث، بينما وجهت اتهامات لأكثر من ألفي شخص، بحسب السلطات القضائية.

طلب معدات ومستشارين من روسيا

وأفادت معلومات أن النظام الإيراني قدم في الأيام الأخيرة طلباً رسمياً إلى روسيا للحصول على معدات وسيارات أمنية خاصة لمواجهة الاحتجاجات، كما طلب إرسال مستشارين وخبراء روس لمساعدة النظام الإيراني على قمع الاحتجاجات، وفقاً لموقع “إيران إنترناشيونال”.

ونقل الموقع أن هذا الطلب يأتي بعد تقارير تشير إلى أن طهران تتوقع استمرار التظاهرات الاحتجاجية الواسعة المطالبة بإسقاط النظام لفترة زمنية طويلة.

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، قد تطرقت سابقاً إلى مساعدة روسيا للنظام الإيراني في مجال قمع الاحتجاجات، وقالت، “من المحتمل أن تقدم موسكو استشارات لطهران بشأن قمع الاحتجاجات لأن روسيا لديها خبرة كبيرة في قمع تظاهرات الشوارع”.

كما أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن قلقه من زيارة سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشيف، لإيران، واحتمال مساعدة روسيا لطهران في الاحتجاجات.

ويمكن ملاحظة الاعتماد الإيراني على الاستشارات الروسية بوضوح في تسريب وكالة “فارس” لقائد الحرس الثوري، حسين سلامي.

وقد جاء في هذا التسريب أن جهاز المخابرات الروسي نقل نتائج التنصت على أجهزة المخابرات الغربية، إلى المسؤولين الإيرانيين التي تظهر أن الشعب الإيراني في حالة ثورة.

التعليقات معطلة.