إسقاط مسيّرات استهدفت كييف والكرملين يرفض أي هدنة بعيد الميلاد
احتدام المعارك على مشارف مدينة باخموت التي باتت مدمرة إلى حد بعيد
دبابة مدمرة على مشارف إحدى القرى في منطقة خاركيف (أ ف ب)
أعلنت أوكرانيا أنها دمّرت المسيّرات كافة التي أطلقتها روسيا، في الصباح الباكر الأربعاء 14 ديسمبر (كانون الأول)، على كييف، في أحدث هجوم تشنّه موسكو التي تسعى إلى القضاء بشكل منهجيّ على منشآت الطاقة. وقالت الإدارة العسكرية في كييف إن “حطام المسيّرات سقط على مبنى إداري” وتسبب “بأضرار طفيفة بأربع مبانٍ سكنية” في غرب العاصمة الأوكرانية، وأكدت عبر “تيليغرام” أنه “لم يُسجّل سقوط جرحى”.
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” من أن “جميع أطفال أوكرانيا تقريباً، أي قرابة سبعة ملايين طفل” مهددون بهذه الهجمات.
ويأتي هجوم، الأربعاء، على كييف، غداة مؤتمر دوليّ لدعم أوكرانيا استضافته باريس، في حين تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمواصلة حملته العسكرية.
إسقاط كل المسيرات
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بفعالية الدفاعات الجوية الأوكرانية مؤكداً إسقاط كل المسيرات الـ 13 الإيرانية الصنع من طراز “شاهد”.
وفي خطاب بمناسبة تسليم الشعب الأوكراني جائزة “ساخاروف” البرلمانية الأوروبية لحرية الفكر، طالب الرئيس الأوكراني مجدداً بإنشاء “في أسرع وقت ممكن” محكمة للنظر في جرائم الحرب الروسية المحتملة في أوكرانيا.
هدنة؟
من جانبه، رفض الكرملين أي هدنة بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة، متعهّداً مرة جديدة بمواصلة المعارك. وعند سؤاله عن احتمال توقف القتال في أوكرانيا مع اقتراب أعياد نهاية العام، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافة “لم يتمّ تقديم أي اقتراح من قبل أي طرف، هذا الموضوع ليس على جدول الأعمال”.
وفي حين تسجّل درجات حرارة متدنية وتتساقط الثلوج، تسعى موسكو إلى تدمير منشآت الطاقة في أوكرانيا، ما يجعل ملايين الأشخاص يعيشون في البرد والظلام.
من جانبها، قالت شركة الطاقة الوطنية “أوكرينيرغو” إن “وضع نظام الطاقة الأوكراني لا يزال صعباً بسبب حجم الأضرار التي أُلحقت بالبنى التحتية”، وبحسب الشركة، فإن الشرق هو المنطقة الأكثر تضرراً لأن الضربات هناك تشنّ “بشكل يومي تقريباً”، وأكدت الشركة في بيان أن “أعمال التصليح بطيئة بسبب وجود خطر على حياة الموظفين”.
ويعود آخر هجوم روسي كبير استهدف منشآت للطاقة في البلاد إلى الخامس من ديسمبر.
“عندما يحين الوقت”
والأربعاء، أبدت الرئيسة الجديدة للجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش استعدادها لزيارة موسكو “عندما يحين الوقت” للبحث في إمكان زيارة الجنود الأسرى. وقالت سبولياريتش في تصريحات لمجموعة من الصحافيين في مقر الهيئة في فيينا في أعقاب زيارة أجرتها إلى أوكرانيا واستمرت أياماً عدة “أنا على تواصل شخصي مع مسؤولين روس ولدي النية للتوجه إلى موسكو عندما يحين الوقت لذلك”، وتابعت “نجري يومياً محادثات على مستويات عدة (مع الروس) لأن إتاحة زيارة أسرى الحرب هو التزام دائم لا يتوقف ولا ينتهي”.
الجبهة الشرقية
وعلى الجبهة الشرقية، في منطقة دونيتسك، تحتدم المعارك بالمدفعية خصوصاً على مشارف مدينة باخموت التي باتت اليوم مدمّرة إلى حدّ بعيد والتي تحاول روسيا منذ الصيف السيطرة عليها، ومدينة أفدييفكا، بحسب الرئاسة الأوكرانية. وأكدت أنه تمّ صدّ هجمات روسية في منطقة خاركيف (شمال شرقي) التي استعاد الجيش الأوكراني السيطرة عليها كاملة في سبتمبر (أيلول)، ملحقاً هزيمة مدوية بالقوات الروسية. ويقول محللون عسكريون إن جموداً قد يحدث خلال الشتاء، حتى في ظل تواصل أعنف المعارك، لا سيما في منطقة دونيتسك، حيث تضغط القوات الروسية للاستيلاء على مدينة باخموت.
عمليات دهم
وأعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية أنها تنفذ عمليات دهم لكنائس أرثوذوكسية يُشتبه في ارتباطها بموسكو. وتأتي هذه العمليات بعد نحو 10 أيام من إعلان زيلينسكي عزمه على حظر أنشطة المنظمات الدينية المرتبطة بروسيا، في أوكرانيا.