1

المجالس اساس المدارس ؟

عمر الناصر

لكي نقف على اسباب انخفاض منسوب الفكر المتجدد والبناء وانعدام الضمير الحي ، وارتفاع مستوى الافكار الهدامة والدخيلة على مجتمع يرفض الانصياع والرضوخ للحرية المنفلتة ، فعلينا الالتفات اولاً الى الهدف من ترويج تلك المفاهيم والتفاهات والسلوكيات الخاطئة ، ابتداءاً من تدني الذوق والثقافة العامة، مروراً بالمواويل الهابطة والخادشة للحياء ، او مقاطع التعري والاسفاف والاغاني الماجنة والمبتذلة ، وانتهاءا بزمن التحول الخطير من عرض الازياء الى عرض الاجساد، وهز الخصر المنحوت لحصد الالاف من الاعجابات، ليكونن قدوة سيئة تحذوا حذوهن قطعان تائهة من النساء الممتلئات بثقافة الفراغ الفكري ،

في ظل اختفاء الحياء وتزايد وهم انتشار البرستيج المؤمن بمقاطع الرقص الفاضح على مواقع التواصل الاجتماعي، او الترويج لثقافة مرافقة الحيوانات او الخادمات عند التجول في المولات وحضور الحفلات ، وكانه اصبح جزء لا يتجزء من قوة الشخصية المبتذلة الفاقدة لابجديات التحضر والانفتاح والحرية المنضبطة وهنا اشير الى البعض وليس الكل ، بوجود اشباه من الرجال يتصدرون المواقع والمنصات بلا هدف او عنوان، لا نستطيع قطعاً التمييز بين طبيعتهم البايولوجية وشخصيتهم الحقيقية الا عند النظر والتدقيق بهوية الاحوال المدنية.

ارجعوني الى زمن الكلاسك وتلفزيونات الابيض والاسود ولا اريد حداثة افكاركم البالية ،ارجعوني لطور ياحريمة وابعدوا عني صمون عشرة بألف ، لوقت كانت فيه معالجة الافكار والامراض النفسية والاجتماعية لايصلح الا بالنصح والارشاد والموعظة الحسنة، بل ارجعوني لعصر تجمعات واحاديث دواوين القصب والبردي الخالية من الترهات والاحاديث السخيفة والممجوجة لان “المجالس كالمدارس”. وسأقبل بأتهام افكاري بالرجعية و التخلف كونها متوازنة ومليئة بالحكم ورجاحة ورصانة المنطق، ارجعوني لزمن كان يتغير فيه العقل وينمي قدراته بافكار متجددة ومتمردة ولا تجرفه سيول الامراض الاجتماعية والنفسية ، متسلح بمناعة الافكار والثوابت النقية.

لن اتحدث عن ترهات السياسة ولن اخوض بتفاصيل سوء الادارة ، لان وجههما ماهو موجود في داخل هذين المفهومين اكثر قبحاً وسوءاً عما كتبته انفاً ، فلا تزينوا خلافاتكم بفن سياسة الالهاء والكارزما المجتمعية التافهة ، بغية تحقيق نوايا واهداف شيطانية ، لاننا بحاجة بأن لا يكون مستقبل اجيالنا لقمة سائغة في افواه من هم مؤمنين بالانحطاط الفكري والسلوكيات الخاطئة التي بدأت تحول من ظاهرة الى منهجية وعقيدة ، مثل عملية تحوّل اليرقة الى شرنقة بمساعدة الجراثيم والطفيليات.

التعليقات معطلة.