أين تقف روسيا والصين من الصراع بين إسرائيل وإيران؟
اعترضت إسرائيل العديد من الصواريخ التي أطلقتها إيران في الأول من أكتوبر/تشرين الأولصدر الصورة،Reuters
التعليق على الصورة،اعترضت إسرائيل العديد من الصواريخ التي أطلقتها إيران في الأول من أكتوبر/تشرين الأول
27 أكتوبر/ تشرين الأول 2024
نفذت إسرائيل ما وصفته بـ “ضربات دقيقة” على أهداف عسكرية في إيران، رداً على نحو 200 صاروخ أطلقته طهران في الأول من أكتوبر/تشرين الأول.
وقال الحرس الثوري الإيراني إن تلك الضربات كانت رداً على مقتل قادة حماس في غزة وحزب الله في لبنان. يأتي ذلك في وقت يستمر فيه القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويشكل الصراع المتصاعد ضغطاً على العلاقات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بين القوى الكبرى، إذ أعلنت الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل – بينما يبقى الرهان مفتوحاً بالنسبة لروسيا والصين، وسط تساؤلات حول كيف يمكن أن تردا؟
روسيا: تحالف المصلحة، مع التركيز على أوكرانيا
غريغور أتانيسيان – بي بي سي روسيا
إعلان
روسيا وإيران ليستا حليفتين رسميتين، لكن علاقاتهما تعمقت في السنوات الأخيرة، وهما بصدد وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق “شراكة استراتيجية”.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
نتنياهو وخامنئي
أيهما تمتلك قوة نيرانية أكبر إيران أم إسرائيل؟
ميناء الحديدة
لماذا تتفادى إسرائيل مواجهة مباشرة مع الحوثيين؟- “ذي تايمز أوف إسرائيل”
صورة لحسن نصر الله
أين يتجه حزب الله بعد مرور شهر على اغتيال أبرز قادته؟
علما الولايات المتحدة وإيران
“إسرائيل والولايات المتحدة تحثان إيران من خلف الكواليس على إنهاء الهجمات المتبادلة” – واشنطن بوست
قصص مقترحة نهاية
عندما التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان في 11 أكتوبر/تشرين الأول، تحدثا عن تقارب مواقفهما بشأن الأحداث العالمية.
لقد تحالفت إيران فعلياً مع روسيا فيما يتعلق بأوكرانيا، وتقول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إن طهران زودت موسكو بالصواريخ الباليستية ومئات الطائرات الهجومية دون طيار، وهو ما تنفيه إيران رسمياً على الرغم من أن أحد أعضاء البرلمان الإيراني قال إن الأسلحة تُنقل مقابل واردات غذائية إلى إيران.
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
لقد استنزفت القوات الجوية الإيرانية بعد سنوات من العقوبات، ويبدو أن روسيا أرسلت لطهران مؤخراً طائرة هجومية خفيفة واحدة على الأقل، وفقاً لموقع “جانس ديفينس”.
وفي مقابل شحنات الأسلحة، من المتوقع أن تُعرقل موسكو في أعقاب الضربات الإسرائيلية على إيران، أي قرارات للأمم المتحدة تنتقد إيران، وستعارض أي استخدام للقوة ضدها.
وبالنسبة لروسيا، فإن الصراع في الشرق الأوسط يساعد أيضاً في تحويل انتباه الغرب وموارده بعيداً عن أوكرانيا، حيث حققت القوات الروسية تقدماً متزايداً على خط المواجهة في الأشهر الأخيرة.
ومع ذلك، سيشعر الكرملين بالقلق بشأن التأثير المحتمل للضربات الإسرائيلية على البنية التحتية للنقل داخل إيران، إذ تخضع روسيا لعقوبات دولية شديدة، ولديها طرق محدودة لبيع نفطها، إحداها إلى الهند عبر إيران.
وتدعم طهران عدة جماعات في الشرق الأوسط، بما في ذلك جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة وحركة حماس في غزة. ويبدو أن موسكو تعمل أيضاً على إقامة علاقات أوثق مع حماس، حيث زار وفد من كبار قادة الحركة موسكو في وقت سابق من هذا العام.
لكن على الرغم من أن روسيا تحتاج إلى إيران أكثر من حاجتها إلى إسرائيل، إلا أنها تسعى إلى الحفاظ على العلاقات مع الدولتين. فإسرائيل رفضت حتى الآن تزويد أوكرانيا بالمعدات العسكرية، رغم انتقادها لحرب روسيا في أوكرانيا وتحالفها مع إيران.
وقد ترى روسيا أنه من الممكن أن تبدأ إسرائيل بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا إذا وقفت بشكل أكبر إلى جانب إيران – على الرغم من أن حرباً كبرى في الشرق الأوسط قد تحد من قدرة إسرائيل على القيام بذلك.
التقى بوتين وبيزشكيان في 11 أكتوبر/تشرين الأول، ويستعد البلدان للتوقيع على اتفاقية شراكة استراتيجيةصدر الصورة،Sputnick / Getty
التعليق على الصورة،التقى بوتين وبيزشكيان في 11 أكتوبر/تشرين الأول، ويستعد البلدان للتوقيع على اتفاقية شراكة استراتيجية
وتتصادم المصالح الروسية والإيرانية أيضاً في جنوب القوقاز، الذي برز كمركز رئيسي للتجارة والطاقة بالنسبة لروسيا في ظل العقوبات. وتشترك أذربيجان، وهي أغنى دولة في المنطقة وأكثرها تعداداً للسكان، في الحدود مع كل من روسيا وإيران، وقد وافقت على تطوير ممر نقل بين الشمال والجنوب لتحسين روابط الطرق والسكك الحديدية والشحن بين البلدين.
ومع ذلك، تتمتع أذربيجان أيضاً بعلاقات عسكرية وثيقة مع إسرائيل التي تزود إسرائيل الجيش الأذربيجاني منذ فترة طويلة بطائرات دون طيار وأسلحة متقدمة أخرى. ففي سبتمبر/أيلول 2023، استعادت أذربيجان منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها، منهية بذلك ثلاثة عقود من الحكم الأرمني. وأظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية التي حللتها وكالة أسوشيتد برس للأنباء ارتفاعاً كبيراً في شحنات الأسلحة من إسرائيل قبل استعادة المنطقة.
كما اتهمت إيران أذربيجان في الماضي بالسماح لإسرائيل باستخدام منشآتها العسكرية للتجسس على إيران – وهو ما تنفيه أذربيجان.
بالنسبة لروسيا، قد تعني هذه العلاقة أن عليها أن تتعامل بحذر إذا أدى هجوم إسرائيلي آخر على إيران إلى الضغط على علاقتها مع أذربيجان.
ولكن في هذا الصراع، كما هو الحال في أي مكان آخر، سوف تتابع روسيا أيضاً عن كثب موقف الصين، إذ تعتمد موسكو بشكل كبير على الصين تقنياً وسياسياً واستراتيجياً – خاصة فيما يتعلق بواردات الإلكترونيات ومكونات أسلحتها. وعندما تعرب الصين عن قلقها، فيمكن أن نتوقع من روسيا أن تُصغي.
الصين: دعم إيران دون الانجرار إلى الصراع
شاون يوان – بي بي سي
إنّ العلاقات بين الصين وإيران وثيقة منذ فترة طويلة ــ من الشراكة الدبلوماسية إلى العلاقات الاقتصادية، والآن بعد أن ضربت إسرائيل إيران، فمن غير المتوقع أن يتغير موقف الصين بشكل كبير، ومن المرجح أن تستمر بكين في تقديم الدعم الخطابي لإيران، مع الحفاظ على مسافة آمنة لتجنب الانجرار إلى صراع أوسع.
وعندما طُلب من المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية التعليق على الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل في الأول من أكتوبر/تشرين الأول لم يذكر إيران، لكنه قال إن بكين تعارض “انتهاك سيادة لبنان” – في إشارة إلى الغزو الإسرائيلي للبنان، وأشار إلى غزة باعتبارها “السبب الجذري لهذه الاضطرابات في الشرق الأوسط”.
وكان الموقف واضحاً في رسائل بكين الرسمية، بما في ذلك وسائل الإعلام الرسمية، فمنذ هجمات عناصر من حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول التي لم تدنها الصين، دعت بكين مراراً وتكراراً إلى وقف التصعيد ووقف إطلاق النار، ودعمت الفلسطينيين ولبنان دبلوماسياً ومن خلال مساعدات إنسانية.
ولكن هل ستؤدي هذه المواجهة بين إسرائيل وإيران إلى إطلاق خطاب أقوى من جانب الصين؟
تمتلك الصين استثمارات كبيرة في إسرائيل، خاصة في قطاعي البنية التحتية والتكنولوجيا، وقد حافظت عليها طوال فترة الصراع، وقد ترغب في تجنب خطر خسارة إسرائيل كشريك اقتصادي من خلال التحالف بشكل كامل مع طهران.
التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ بالمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في طهران عام 2016.صدر الصورة،Getty Images
التعليق على الصورة،التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ بالمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في طهران عام 2016
في هذه الضربة الانتقامية، لم تستهدف إسرائيل البنية التحتية النفطية الإيرانية، لكن ذلك لا يستبعد إمكانية شن ضربات مستقبلية على هذه المنشآت. وتعتمد الصين بشكل كبير على واردات النفط الخام، فإن 90 بالمئة من صادرات النفط الخام الإيرانية تذهب مباشرة إلى الصين، وفقاً لشركة “إس أند بي غلوبال” وهي شركة معلومات مالية. وإذا أدت الضربات الانتقامية الإسرائيلية إلى تدمير البنية التحتية النفطية بطريقة يمكن أن تؤثر في تلك الصادرات، فمن المرجح أن ترفع بكين صوتها في إدانة تصرفات إسرائيل.
ولا تزال الصين واحدة من الدول القليلة التي تشتري النفط من إيران على الرغم من العقوبات الأمريكية، كما توسطت في اتفاق أعاد العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمملكة العربية السعودية في عام 2023.
وتشير تقارير إعلامية نقلاً عن مسؤولين أمريكيين إلى أن واشنطن طلبت من الصين استخدام نفوذها على طهران؛ فعلى سبيل المثال، طلبت واشنطن كبح جماح جماعة الحوثيين في اليمن، الذين يهاجمون السفن في البحر الأحمر.
وفي حين أنه قد تكون هناك طلبات أخرى من واشنطن، فإن طهران لا تستجيب لبكين، ومن غير المرجح أن تستجيب الصين لمثل هذا الطلب، خاصة إذا أتى من الولايات المتحدة.
وقد تغتنم الصين تلك المطالب باعتبارها فرصة أخرى لانتقاد الولايات المتحدة، وتعزيز نفوذها العالمي من خلال دعمها الصريح للقضية الفلسطينية على النحو الذي قد يؤثر في بلدان جنوب العالم.
ولا يوجد خطر كبير بالنسبة للصين في الحفاظ على وضعها كمتابع، ففي نهاية المطاف، لا يزال بإمكان بكين اللجوء إلى مصدري النفط الرئيسيين الآخرين، مثل المملكة العربية السعودية أو روسيا إذا لزم الأمر.
ومهما كانت اللغة التي سنسمعها من بكين في الأيام المقبلة، فمن غير المرجح أن تشارك الصين بشكل أكبر في هذا الصراع.