في الفترة التي سبقت الانتخاباتِ الرئاسية الأميركية، اعتقدت أنَّ كامالا هاريس لديها التفوقُ المطلوبُ للفوز على دونالد ترمب. لكنَّني كنت مخطئاً.
في سعيي لفهم ما فاتني، قرأت العديد من التحليلات حول العوامل التي سمحت لدونالد ترمب بالفوز بهذا الهامش، وكيف بالغنا في تقدير فرص كامالا هاريس. وجدت بعض التحليلات الذكية فيها اعترافات بأننا لم نولِ التغيرات الجارية في المجتمع الأميركي الاهتمام الكافي. لكن ما لم أجده كثيراً هو اعتراف واضح من المحللين بأنهم كانوا مخطئين، وأن تحليلاتهم السابقة للانتخابات كانت بعيدة عن الواقع. كيف يمكننا المضي قدماً دون الاعتراف أولاً بأخطائنا؟
يجعلني هذا أفكر في مدى استفادتنا من هذه التحليلات الذكية قبل أشهر من الانتخابات، بدلاً من بعدها عندما يكون الأوان قد فات. العديد من الصحافيين والمحللين المؤثرين الذين نصغي إليهم يقدمون الآن تفسيرات واسعة لسبب خطئنا، لكنهم لم يعترفوا بعد بأنهم أنفسهم كانوا مخطئين. من الواضح أنهم تجاهلوا الكثير من الأدلة وأضلوا الجمهور وحتى المسؤولين. يبدو أن هؤلاء المحللين يحاولون التغطية على أخطائهم بالاعتذارات والاختباء خلف «نحن» بدلاً من الاعتراف بنقص التمييز. في النهاية، يمكن أن يضر ذلك بمصداقيتهم.
دونالد ترمب وفريقه كانت لديهم فكرة أنهم يمكنهم الفوز بالانتخابات. اتبعوا خطة للقيام بما هو ضروري لوضع الفرص في صالحهم. لم يكن ذلك جذاباً، بل كان عادياً، ولم يكن أحد يولي اهتماماً كافياً لفهم أن هذا يمكن أن يحمل الانتخابات لترمب بناءً على الاستياء الكامن ضد الفريق الحالي. ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، بعد الواقعة، كتاباً صدر 2023 للخبير الاستراتيجي الجمهوري باتريك روفيني بعنوان: «حزب الشعب: داخل التحالف الشعبوي متعدد الأعراق الذي يعيد تشكيل الحزب الجمهوري»، والذي أظهر أن ترمب كان يزيد قاعدته بين الناخبين غير البيض، بما في ذلك في انتخابات 2020 التي خسرها. يبدو أن هذا كان التطور الاجتماعي والسياسي الأساسي الذي مهد الطريق لفوز ترمب في 2024، لو كنا نولي الاهتمام.
من المهم لنا اليوم أن نظهر التواضع، ونعترف شخصياً بأننا كنا مخطئين، كما أفعل أنا الآن، وأن نعيد تقييم الكيفية التي نعالج بها المعلومات وتقديم نتائجنا بصدق أكبر. هذه هي الطريقة للمضي قدماً، تماماً كما نحتاج إلى الاعتراف بأخطائنا في العلاقات الشخصية قبل أن نتمكن من التقدم حقاً. التستر على أخطائنا وتقديم تبريرات عامة ليسا كافيين.
دعونا نطلب من هؤلاء المحللين البارزين والمحترمين أن يأخذوا لحظة للاعتراف لنا بأنهم كانوا مخطئين، وأن يظهروا لنا أنهم مستعدون لإعادة تقييم مناهجهم ونقاط ضعفهم للعثور على إجابات وسبل أكثر صحة للمستقبل.