مؤسسة “غزة الإنسانية” لن توزع أي مساعدات اليوم والجيش الإسرائيلي يحذر من التوجه إلى مراكز التوزيع
وكالات
نازحون فلسطينيون يفرون من خان يونس بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء (أ ف ب)
ملخص
قُتل 27 شخصاً أمس الثلاثاء في جنوب غزة بعدما أطلق جنود إسرائيليون النار قرب مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية مدعوم من الولايات المتحدة، في واقعة أعلن الجيش الإسرائيلي أنه فتح تحقيقاً بها.
أعلن الدفاع المدني في غزة أن 16 فلسطينياً على الأقل قتلوا في ضربات جوية إسرائيلية استهدف إحداها الأربعاء خيمة للنازحين بجوار مدرسة لإيواء النازحين في غرب خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية إن طواقمهم نقلت 12 ضحية “معظمهم من الأطفال والنساء في قصف إسرائيلي جوي صباح اليوم استهدف خيم للنازحين بجانب مدرسة الحناوي في منطقة أصداء في خان يونس”.
وقال سكان إن الجيش الإسرائيلي كثف الضربات الجوية والقصف بالدبابات على مناطق في خان يونس بعد يوم من إسقاط منشورات تأمر السكان بمغادرة منازلهم والتوجه غرباً، قائلاً إن قواته تقاتل مسلحين من حركة “حماس” وجماعات أخرى في المنطقة.
من جهة أخرى، أوضح بصل “نقل جثمانين وعدد من المصابين جراء قصف من مسيرة إسرائيلية صباح اليوم على خيمة تؤوي نازحين قرب منطقة المواصي” غرب خان يونس.
وأضاف كذلك أن “قتيلين نُقلا وعدد من المصابين باستهداف مسيرة إسرائيلية، خيمة للنازحين في بلدة جباليا” إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
وذكر بصل أن “طائرة إسرائيلية مسيرة مفخخة انفجرت فوق سطح مبنى الطوارئ في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح ما أسفر عن أضرار بالمبنى خاصة بألواح الطاقة الشمسية وخزانات المياه”.
تصويت في مجلس الأمن
في الموازاة قال دبلوماسيون إن الدول الـ10 المنتخبة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طالبت المجلس المؤلف من 15 عضواً بالتصويت، اليوم الأربعاء، على مشروع قرار يطالب “بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، تلتزم به جميع الأطراف”.
ويطالب نص مشروع القرار بالإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة “حماس” وغيرها، والرفع الفوري لجميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتوزيعها بشكل آمن ومن دون عوائق على نطاق واسع، بما في ذلك من قبل الأمم المتحدة في جميع أنحاء القطاع، وفق وكالة “رويترز”.
ويحتاج القرار إلى تسعة أصوات مؤيدة، وعدم استخدام أي من الدول دائمة العضوية، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، لحق النقض (الفيتو).
منع التوجه إلى مراكز المساعدات
من جانبه، حذر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة من التوجه إلى مراكز المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، اليوم الأربعاء.
وأشار على منصة “إكس” “يحظر الانتقال (الأربعاء) عبر الطرقات المؤدية إلى مراكز التوزيع التي تعد مناطق قتال، ويُمنع منعاً باتاً الدخول إلى مناطق مراكز التوزيع”. وأضاف أن السبب في ذلك يرجع إلى “أعمال التحديث والتنظيم وتحسين الكفاءة”.
وقال متحدث باسم مؤسسة “غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة، إن المؤسسة لن توزع أي مساعدات، اليوم الأربعاء، في الوقت الذي تبحث فيه مع الجيش الإسرائيلي تعزيز التدابير الأمنية خارج محيط مواقع المؤسسة.
وقُتل 27 شخصاً، أمس الثلاثاء، في جنوب غزة بعدما أطلق جنود إسرائيليون النار قرب مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية، في واقعة أعلن الجيش الإسرائيلي أنه فتح تحقيقاً بها.
41733043202129727.jpg
فلسطينيون يحملون مساعدات تلقوها من مؤسسة “غزة الإنسانية” في رفح (رويترز)
وسارع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “إدانة” إطلاق النار، معتبراً أنه “من غير المقبول أن يخسر مدنيون حياتهم لمجرد أنهم يسعون إلى الحصول على غذاء”، ومكرراً الدعوة لإجراء تحقيق مستقل في ما جرى.
اقرأ المزيد
نهج ترمب في غزة مختبر للمساعدات الدولية المستقبلية
لحظات فارقة للرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة
“إبادة تكنولوجية” في غزة… وجه مؤلم للحرب
الناشطة السويدية ثونبرغ تعتزم الإبحار لغزة على متن “أسطول الحرية”
من جهته، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن “الهجمات الموجهة ضد مدنيين تشكل خرقاً جسيماً للقانون الدولي وجريمة حرب”.
“أسطول الحرية”
من جانب آخر، أكد الجيش الإسرائيلي أنه جاهز “لحماية” المجال البحري للبلاد، بعدما أبحرت إلى غزة سفينة محملة مساعدات في رحلة نظمها تحالف دولي لنشطاء.
وأبحرت السفينة التابعة لـ”تحالف أسطول الحرية”، الأحد، من صقلية وعلى متنها 12 شخصاً، بينهم الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبرغ.
وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة على خلفية تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني، إذ حذرت الأمم المتحدة في مايو (أيار) الماضي من أن السكان جميعاً يواجهون خطر المجاعة.
فلسطينيون يحملون أمتعتهم أثناء فرارهم من خان يونس (رويترز)
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين، إن القوات الإسرائيلية “جاهزة للدفاع عن مواطني دولة إسرائيل على كل الجبهات، في الشمال، في الجنوب، في الوسط وأيضاً في النطاق البحري”.
وأشار في مؤتمر صحافي متلفز إلى أن “البحرية تعمل ليل نهار من أجل حماية المجال البحري والحدود بحراً”. وقال رداً على سؤال حول سفينة “أسطول الحرية”، “نحن جاهزون لهذه الحالة أيضاً”، رافضاً الخوض في تفاصيل. وتابع، “لقد اكتسبنا خبرة في الأعوام الأخيرة، وسنتصرف وفقاً لذلك”.
و”أسطول الحرية” الذي تشكل سنة 2010 هو حركة دولية غير عنفية للتضامن مع الفلسطينيين تكتسي بعداً إنسانياً وتنشط ضد الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
و”مادلين”، سفينة شراعية صغيرة تفيد تقارير بأنها محملة بالعصائر والحليب والأرز والمعلبات وألواح البروتين. وأمس الثلاثاء، جاء في منشور لتحالف “أسطول الحرية” على منصة “إكس” “معاً يمكننا فتح ممر بحري” إلى غزة.
في مطلع مايو الماضي، تعرضت سفينة “الضمير” التابعة لـ”أسطول الحرية” لأضرار في المياه الدولية قبالة مالطا أثناء توجهها إلى غزة، وقال نشطاء إنهم يشتبهون في تعرضها لهجوم بمسيرة إسرائيلية.
وسمحت إسرائيل، الأسبوع الماضي، باستئناف إدخال المساعدات إلى القطاع في تخفيف جزئي لحصار مطبق استمر أكثر من شهرين، لكن منظمات إغاثية تحضها على السماح بدخول مزيد من الأغذية على نحو أسرع.