300 يستخدمون مرحاضاً واحداً و60 امرأة ينمن في صف من 60 متراً … الناطق باسم الاونروا يقدم لـ”النهار العربي” لمحة بالأرقام عن الوضع المأسوي في غزة

1

 المصدر: “النهار العربي”

فلسطينيون يعيشون في مخيمات في غزة.

فلسطينيون يعيشون في مخيمات في غزة.

حكاية “الاونروا” مع غزة قديمة قدم النكبة والتهجير. 75 سنة صارت فيها وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم، شريان حياة للقطاع الذي توالت عليه حروب اسرائيل وصراعات الفصائل.  ومع ذلك، تبدو غزة في هذه الحرب “ثقيلة” على الأونروا. خطف الصراع الاخير أكثر من مئة من موظفيها في أقل من خمسين يوماً، وهي حصيلة قياسية لأي من الوكالات الأممية منذ انشاء الأمم المتحدة.  منشآت الوكالة في طول القطاع وعرضه مستهدفة رغم أنها يفترض أن تكون محمية بموجب القانون الدولي. اللاجئون الذين يعيشون في كنفها ويدرسون أولادهم في مدارسها، يحتاجون إلى كل شيء. باختصار “الاونروا” في وضع لا تحسد عليه بحسب تعبير كاظم أبو خلف، المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في الضفة الغربية،. وفي اتصال عبر الهاتف، يقدم أبوخلف لـ”النهار العربي” بالارقام لمحة عن وضع الوكالة واحتياجاتها.+ما هو وضع وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم “الأونروا” في قطاع غزة بعد مرور أكثر من شهر ونصف شهر على الحرب؟ -مؤسسات الأونروا في وضع لا تحسد عليه: 183 مدرسة معطلة، و 300 ألف تلميذ تقريباً بعيدون عن مقاعد الدراسة بسبب الحرب. 156 مرفقاً تابعاً لنا تحولت إلى مراكز إيواء وغالبيتها مدارس، وهي تضم أحياناً تسعة أضعاف طاقتها الاستيعابية. عدد النازحين  في مدارسنا  944 ألفاً  من أصل مليون و 700 ألف نازح داخلي  في قطاع التي تعد مليونين و 200 ألف نسمة.   

 إذا، مراكز الأونروا لها الحصة الكبرى من النازحين، والسبب الأول هو أن الوكالة مؤسسة أممية، ويفترض أنها  محمية بموجب القانون الدولي، والسبب الثاني هو أنها هي أكبر مؤسسة إنسانية إغاثية عاملة على الأرض في قطاع غزة مع ما بين  13 و 14 ألف موظف. +في أي جزء من غزة تنتشر المراكز التابعة لكم؟-مدارسنا موزعة في القطاع كله. في مخيم جبالبا وحده 21 مدرسة. عدد النازحين فيها مرشح للازدياد مع استمرار حركة النزوح من الشمالي الى الجنوب، وهو ما يفاقم الاكتظاظ في المراكز المكتظة أصلاً. مثلاً، يمكن  500 شخص أن يستخدموا حماماً واحداً للاستحمام، و300 يستخدمون مرحاضاً واحداً، أي يتعين على الشخص الواحد الانتظار أكثر من ساعة ونصف ساعة أو ساعتين لقضاء حاجته.وفي ظل هذه الظروف غير الصحية، يمكن أن تنتشر الأمراض. ويتقاسم النازحون المساحات في مراكز الايواء، إذ ينام الشبان والرجال في الباحات الخارجية بلا أغطية لتنام النساء والفتيات مع الأطفال داخل الصفو. وفي صف تبلغ مساحته القصوى  40 إلى  60 متراً مربعاً تنام 70 و80 امرأة. هذا كله سبب بدء تفشي امراض جلدية وتنفسية، كما يعاني بعض الاطفال الاسهال والجفاف.  

 إلى ذلك، تعرضت مراكز للوكالة لاستهدافات مباشرة. ففي الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) استهدفت مدرسة الفاخورة حيث قتل 12 شخصاً وجرح 54 آخرون. عموماً، تعرضت 67 من منشآت “الاونروا” لأضرار وقتل فيها  76 مدنياً، وجرح 780  آخرون. والمفارقة أن نصف المرافق التي تضررت تقع إلى الجنوب من وادي غزة يعني في المنطقة التي يفترض أن تكون آمنة.وخسرت الوكالة 104 من موظفيها، أكثر من ثلثهم  قضوا خصوصاً الى الجنوب من وادي غزة.وهذا يعني أنه لا يوجد أي مكان آمن في القطاع.  + ما الحاجات الأكثر الحاحاً للأونروا في غزة حالياً؟الحاجات كبيرة وعلى مستويات عدة.ثمة حاجة لتوقف الحرب، وإلا هدنة طويلة، لا مجرد ساعات ليس معروفاً متى تبدأ ولا متى تنتهي. ثمة حاجة ملحة للوقود الذي صار عصب حياة شأنه شأن الدواء تماماً، لأننا نكيّف أولوياتنا بحسب معطيات الميدان. أولوياتنا الآن هي منع  انتشار الاوبئة التي تشكل ضغطاً كبيراً ومفاجئاً على الطواقم الطبية. ويتعين تأمين الوقود  لمحطات تحلية المياه لتوفير مياه الشفة والاستحمام، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي. الوقود ضروري للمخابز أيضاً لتأمين الغذاء. ونحتاج إلى أدوات طبية ومضادات حيوية.     

بالحديث عن المساعدات،  قبل الحرب كان يدخل إلى القطاع الغزل 500 شاحنة محملة بالمساعدات كل يوم و بالكاد كانت تكفي لتسد الرمق. أمام بعد خمسين يوماً من الحرب تقريباً، فلم تتجاوز المساعدات الكميات التي كانت تدخل في 5  أيام. لذلك، فإن حجم الفجوة كبير بين حاجة الناس وبين  ما هو متوافر. +خسرت المنظمة 104 من موظفيها في فترة زمنية لا تتجاوز اربعين يوماً، وهي خسارة قياسية للوكالة في هذه الفترة الزمنية. كيف تفسرون هذا الاستهداف؟ -هذا رقم قياسي لا للأونروا فحسب، وإنما لأي وكالة أممية منذ أنشئت الامم المتحدة. +كيف تفسّر هذا الاستهداف لوكالة أممية يفترض أن تكون محمية بموجب القانون الدولي، وخصوصاً أنكم تواجهون اتهامات من الجانبين، إذ إن “حماس” تقول إنكم تساهمون في التهجير، وإسرائيل تتهمكم بمساعدة الحركة وأن بعض موظفيكم أعضاء فيها؟ – مضى على وجود الوكالة في غزة 75 سنة، وفي كل حرب تحصل فوضى وتوجه اتهامات من كل الاتجاهات. ولكن ما يطمئننا أننا نقف في المكان السليم وخصوصاً أن الاتهامات تأتي من أطراف متناقضة. وبصراحة شديدة، لا نلقي بالاً لهذه التهم التي تلغي بعضها. وبالنسبة لقضية الاستهداف، تحصل أخطاء في الحروب، وهو ما يؤدي أحياناً إلى تضرر منشأة مدنية ولكن عندما تتعرض  67 منشأة، بينها 17 منشأة لأضرار مباشرة، لا يمكن إلا أن نفكر بان هناك من يحاول أن يخنق بالفعل عملنا في القطاع، وخصوصاً اننا نشارك احداثيات الطول والعرض لكل مرفق من مرافقنا مع الجانب الاسرائيلي. قانوناً، يفترض أن تكون منشآت الأمم المتحدة بذاتها محمية، فكيف الحال وهي تؤوي مدنيين؟.   +هل يمكن أن تدفع هذه الاستهدافات الوكالة الى وقف عملياتها في غزة؟    -أولى أولويات الوكالات العاملة في المجال الإنساني هو سلامة موظفيها وأمنهم. فخلال جائحة كورونا مثلاً كانت أولويتنا الحفاظ على الكادر الطبي لا علاج المرضى، لان من دونه سيفتك الوباء بالجميع. وهذا أيضاً ينطبق على العاملين في المجال الانساني لئلا يتحولوا جميعهم ضحايا حرب.   أما مسألة خروجنا من غزة أو لا، فنحن مفوضون من الأمم المتحدة التي تصوت كل 3 سنوات على تمديد ولايتنا، ومن يريد تغيير تفويضنا عليه أن يقنع دول العالم  بالتصويت ضد التفويض الممنوح لنا. +سؤال أخير، قبل الحرب سجلت الاونروا بعض الاعتراضات على أعمال التي لا تتعلق العمل الإنساني وقد تصنف أعمالاً حربية. هل تعيدون التأكيد على هذا الأمر؟ قبل سنوات اكتشفنا أن ثمة أشياء لا علاقة لها بالعمل الإنساني  في إحدى منشآتنا التي لم تكن مأهولة، فخرجنا الى العالم وأعلنا عن ذلك وطالبنا كل الأطراف بغض النظر عن هويتها، بإبقاء مرافق الوكالة آمنة وحيادية. ولن نتردد في القيام بذلك مجدداً إذا اكتشفنا أعمالاً مخالفة لمهماتنا في مرافقنا.  

التعليقات معطلة.