ثمة تراكيب صيدلانية متنوعة تُقدِّم مادة المغينيزيوم كمكمِّل غذائي، فيما يروج الاعتقاد بأن المغنيزيوم واحد، ولا يميز إلا قلائل بين أصنافه المتنوعة.
في المقابل، الأرجح أن الجسم يمتص أنواعاً معينة من المغنيزيوم بسهولة كبيرة، مما يستدعي الدقة في اختيار ما يتناسب مع حاجة كل شخص والمشكلة الصحية التي يسعى إلى حلها.
المغنيزيوم ودوره في الصحة
يؤدي المغينيزوم أدوار أساسية في الجسم منها إنتاج الطاقة وضبط مستوى ضغط الدم ودعم عمل العضلات والمساعدة في تنظيم الإشارات العصبية وغيرها. وفي الوقت نفسه، يمكن أن يسهم نقص المغنيزيوم في مشكلات صحية عدّة من بينها السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وترقق العظام والصداع النصفي، بحسب موقع “هيلث لاين” Healthline.
واستكمالاً، ثمة أطعمة عدّة تعتبر من المصادر المهمة للمغنيزيوم تشمل المكسرات والبقوليات والخضروات التي تتمتلك أوراقاً مشبعة باللون الأخضر. لكن، غالباً ما يميل الجمهور إلى التركيز على أطعمة لا تؤمن حاجة الجسم من المغنيزيوم، خصوصاً مع الانتشار الواسع للمأكولات السريعة “فاست فود”، مما يستدعي اللجوء إلى المكملات الغذائية .
كيف تختار نوع المغنيزيوم المناسب لك؟
في الأقل، هنالك ستة أنواع صيدلانية من المغنيزيوم، ومن المفيد التعرف عليها كي نختار ما يتناسب مع حالة أجسادنا والمشكلة الصحية التي نواجهها. وفي ما يلي وصف عن الميزات الرئيسية لتلك الأنواع الستة:
01- مغنيزيوم سيتريت Magnesium Citrate. يحتوي هذا التركيب على على حمض الستريك الموجود طبيعياً في الحمضيات مثلاً. ويعتبر هذا النوع من المغنيزيوم الأكثر شيوعاً وتداولاً، ويتوفر على نطاق واسع. غالباً ما يجري تناوله فموياً لتعويض النقص في مستويات تلك المادة. ونظراً لأنه يحرِّك الأمعاء، يلجأ كثيرون إليه في مواجهة مشكلة الإمساك. وقد يستعمل أيضاً بهدف الحد من أعراض الاكتئاب والقلق، وإن كانت هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتأكّد من امتلاكه هذه الميزة.
02- مغنيزيوم أوكسايد Magnesium Oxide. يندرج ضمن الأملاح التي يمتزج فيها المغنيزيوم مع الأكسيجين. وعادة، هنالك ميل لعدم الاعتماد عليه في مكافحة النقص في هذه المادة لأن بعض الدراسات قد أظهرت أن الجهاز الهضمي لا يمتصه بمعدلات مرتفعة. في المقابل، قد يلجأ إليه البعض للحد من بعض أعراض الجهاز الهضمي كالحرقة وعسر الهضم والإمساك. وعلى الرغم من عدم التأكد علمياً من دوره في تخفيف الصداع النصفي [الشقيقة أو ميغرين] Migraine، إلا أن البعض يلجأ إليه لهذا الغرض .
03- مغننيزيوم كلورايد Magnesium Chloride. يمتصه الجهاز الهضمي جيداً ما قد يؤهله كي يكون مصدراً مناسباً لتعويض نقص تلك المادة، لكن هنالك بعض التحفظات علمياً على ذلك. يوجد على هيئة تراكيب صيدلانية تؤخذ بالفم، بالإضافة إلى توفره على شكل مراهم تستعمل أحياناً في الحدِّ من التشنجات العضلية. يلجأ إليه البعض في مواجهة أعراض الحرقة والإمساك أيضاً.
04- مغنيزيوم لاكتيت Magnesium Lactate. يستخدم ضمن المواد المضافة في الأغذية بغية تدعيمها وضبط معدلات الحموضة فيها. لا يروج استعماله كثيراً كمكمِّل غذائي. يمتص الجسم هذا النوع من المغنيزيوم بشكل جيد. قد يُناسب الأشخاص الذين يحتاجون إلى تناول جرعات إضافية من المغنيزيوم ولا يتقبلون بسهولة التراكيب الاخرى منه. وقد أظهرت بعض الدراسات أن المغنيزيوم لاكتيت قد يساعد على مواجهة التوتر والقلق. لكن، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتثبت من هذا التأثير.
05- مغنيزيوم غلايسنيت Magnesium Glycinate. يستخدم الجسم هذا التركيب في سياق عمليات بناء البروتينات. ويتوفر في الأسماك واللحوم والحليب ومشتقاته. لقد أشارت دراسات عدّة إلى أن وجود الحمض الأميني “غلايسن” فيه قد يجعله قادراً على المساهمة في تحسين النوم ومعالجة السكري وبعض انواع الأمراض الالتهابية التي تصيب القلب. وهنالك حاجة للتوسع في البحوث عن ذلك الدور. يمتص الجسم هذا النوع من المغنيزيوم بسهولة. وقد يسهم في مكافحة التوتر والاكتئاب والقلق والأرق.
06- مغنيزيوم سلفيت Magnesium Sulfate. يلجأ إليه البعض أحياناً لمواجهة الإمساك، على الرغم من مذاقه المزعج. ويجدر الحذر من الإفراط في تناوله لما لذلك من تأثيرات جانبية خطيرة. ويلجأ البعض أحياناً إلى تذويبه في مغطس من الماء للحد من التشنجات العضلية والأوجاع فيها، ومعالجة التوتر النفسي. ويدخل أيضاً في تركيبة بعض الكريمات والزيوت الخاصة بالجلد.