تحتفل دول عدّة في العالم في 21 حزيران (يونيو) بعيد الموسيقى، بعد فكرة نشأت في شتاء العام 1981 في أذهان وزير الثقافة الفرنسي الأسبق جاك لانغ وأعضاء الفريق المحيط به وأبرزهم المهندس المعماري واختصاصي الـ”سينوغرافيا” كريستيان دوبافيون ومدير الموسيقى والرقص موريس فلوريت. تزامناً مع العيد العالمي، تشير دراسات إلى أن لدى الموسيقى 6 فوائد تساعد الإنسان في حياته، متجاوزة بذلك دورها الأساسي وهو الترفيه: 1- تم التعرّف على التأثيرات العلاجية للموسيقى عبر الثقافات والتاريخ، إذ تؤثّر على الصحّة العاطفية والمعرفية والجسدية. عاطفياً، الموسيقى لها تأثير عميق على مزاج ولديها القدرة على إثارة مشاعر قوّية وخلق شعور بالسعادة أو الهدوء أو الحنين. وتم دمج الموسيقى بعلاج اضطرابات الصحّة العقلية مثل الاكتئاب والقلق. 2- تشير الأبحاث إلى أن الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يحفّز الدماغ على إطلاق “الدوبامين” وهو ناقل عصبي مرتبط بالمتعة والمكافأة، وبالتالي تحسين الحالة المزاجية وتقليل مستويات التوتّر. وبهذه الطريقة، تعمل الموسيقى كأداة قويّة للتنظيم العاطفي وإدارة التوتّر. ومن الناحية المعرفية، ثبُت أن الموسيقى تعمل على تحسين التركيز وتعزيز الأداء المعرفي إذ غالباً ما ترتبط الموسيقى الكلاسيكية خاصة بتحسين التركيز والإنتاجية. 3- تشير الدراسات إلى أن الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن ينشّط مناطق مختلفة من الدماغ ما يزيد من الانتباه والذاكرة. يُعد هذا التحفيز المعرفي مفيداً بشكل خاص في المجالات التي تتطلّب التركيز مثل الدراسة أو العمل أو المشاركة في الأنشطة الإبداعية. ومن الناحية الجسدية، فتبيّن أن الاستماع إلى الموسيقى يخفّض معدّل ضربات القلب وضغط الدم، ويعزّز الاسترخاء ويقلّل القلق. 4- يقول خبير الصحّة العقلية والعلاقات أشمين مونغال إن “الموسيقى البطيئة ذات الإيقاع الثابت يمكن أن تحفّز استجابة الاسترخاء في الجسم، ما يؤدي إلى إبطاء التنفّس وخفض هرمونات التوتّر”. وتلعب الموسيقى دوراً حاسماً في الترابط الاجتماعي وتماسك المجتمع، فالحفلات الموسيقية أو الغناء الجماعي تعزّز الشعور بالانتماء والتواصل بين الأفراد. 5- تتمتّع الموسيقى بقدرة فريدة على تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية وجمع الناس معاً وتعزيز التعاطف والتفاهم. يستخدم المعالجون الموسيقى لتسهيل التعبير العاطفي وتحسين التواصل وتعزيز الوعي الذاتي. 6- الفوائد الصحّية للاستماع إلى الموسيقى متنوعة وبعيدة المدى، من تحسين الحالة المزاجية والوظيفة المعرفية إلى تقليل التوتر وتعزيز الاسترخاء الجسدي، للموسيقى تأثير عميق على صحتنا. وبالتالي فإن دمج الموسيقى في الروتين اليومي يمكن أن يكون وسيلة بسيطة ولكنّها فعّالة لتعزيز الصحّة العامة ونوعية الحياة.
التعليقات معطلة.