بيغاسوس أبرزهم.. ماذا تعرف عن أبرز برامج التجسس؟
تنامي سوق شركات الجوسسة في العالم
استحوذ برنامج التجسس بيغاسوس على الاهتمام الاعلامي موخرًا لارتباطه بفضيحة التجسس على رؤساء دول ومسؤولين سياسيين ونشطاء وصحافيين في كل أنحاء العالم، لكن هل يعني ذلك أن سوق التجسس لا يوجد فيه إلا بيغاسوس؟ في هذا التقرير لـ”نون بوست” سنتعرف على برامج تجسس أخرى.
تنامي سوق التجسس
يشهد سوق التجسس تطورًا كبيرًا، إذ تنامى هذا السوق وفق المعلومات التي كشفتها كونسورتيوم “فوربيدن ستوريز”، وتؤكد هذه المعلومات وجود طلب كبير على هذا النوع من البرامج، فبحوزة شركة “إن إس أو” الإسرائيلية 30 زبونًا حكوميًا مستعدًا لإنفاق ملايين الدولارات للحصول على هذه البرامج.
وتلجأ العديد من الدول خاصة الاستبدادية لشراء هذه البرامج بأثمان باهظة للتجسس على مواطنيها وقادة الرأي وأيضًا التجسس على مسؤولين في دول أخرى، لذلك نجد عشرات الشركات التي تعمل في هذا المجال لكن أبرزها تابع لكيان الاحتلال الصهيوني.
يُتهم جهاز أمني مغربي باستهداف أرقام الرئيس الفرنسي ماكرون بالتجسس
في هذا القطاع، توجد شركات عملاقة قادرة على الحصول على معطيات شخصية من أي هاتف في كنف السرية المطلقة ودون أي عناء، وتوجد أيضًا شركات نجاح عملية التجسس فيها مرتبط بتفاعل بسيط من المستهدف وفي حال لم تتفاعل الضحية تفشل عملية التجسس.
ويدر قطاع التجسس أموالًا كثيرةً على الشركات والدول المنتجة في شكل مبيعات مباشرة من صادرات تلك الأنظمة للخارج، وتعد شركة “إن إس أو” الإسرائيلية التي باعت تقنيتها إلى دول مثل السعودية والمكسيك استخدمتها في التجسس على معارضيها، أكبر اللاعبين في تلك السوق وأكثرهم نفوذًا وتأثيرًا.
بيغاسوس في القمة
كشفت وسائل إعلامية عالمية مؤخرًا، فضيحة جديدة في عالم التجسس على صحافيين وناشطين حول العالم، إلى جانب رؤساء دول ودبلوماسيين وأفراد عائلات ملكية في دول عربية، استخدم فيها برنامج بيغاسوس.
وضمت قائمة الأهداف المحتملة لبرنامج التجسس الذي طورته مجموعة “إن إس أو” الإسرائيلية، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وملك المغرب محمد السادس والرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان وأكثر من 180 صحافيًا يشتغلون في مؤسسات إعلامية عالمية بينها وكالة الأنباء الفرنسية ووول ستريت جورنال وسي إن إن ونيويورك تايمز والجزيرة وفرانس 24.
من بين تلك الأرقام أيضًا، رقم خطيبة الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل في قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018، الذي تم اختراقه بعد أربعة أيام فقط من مقتل خاشقجي، ويعتقد أن مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصديق خاشقجي السياسي التركي ياسين أكتاي قد تمت مراقبته أيضًا.
نجد أيضًا رقمي الشيخة لطيفة ابنة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي سبق أن حاولت الفرار، غير أن محاولتها باءت بالفشل، وأيضًا زوجة أبيها، الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين، التي نجحت في الفرار عام 2019، وأوضحت تقارير صحفية أن كثيرًا من الأرقام التي تضمنتها القائمة يوجد أصحابها في عشرة بلدان هي السعودية والإمارات والبحرين وأذربيجان والمجر والهند وكازاخستان والمكسيك والمغرب ورواندا.
تُتهم دول عربية عدة باستخدام هذا البرنامج خاصة المغرب، إذ يُتهم جهاز أمني مغربي باستهداف أرقام الرئيس الفرنسي ماكرون بالتجسس، كما أن أعضاء في حكومته (رئيس الوزراء إدوار فيليب و14 عضوًا في الحكومة) كانت على قائمة الأهداف المحتملة لبرنامج بيغاسوس.
لكن حتى ملك المغرب محمد السادس ومقربين منه على قائمة الأهداف المحتملة لبرنامج بيغاسوس، كما تعرضت أرقام عدد كبير من أفراد العائلة المالكة للتجسس أيضًا على غرار رقم سلمى بناني، زوجة الملك، ووالدة وليي العهد، والأمير مولاي هشام، أحد أبناء عمومة الملك.
كما تُتهم الإمارات بالتجسس على أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وقائد الحرس الوطني السعودي السابق الأمير متعب بن عبد الله ورئيس تحرير جريدة العرب اللندنية سابقًا الصحافي السعودي عبد العزيز الخميس.
ويسمح البرنامج الإسرائيلي، إذا اخترق الهاتف الذكي، بالوصول إلى الرسائل والصور وجهات الاتصال وحتى الاستماع إلى اتصالات حامله، ويمكن للبرنامج فتح الكاميرا وأخذ صور ومقاطع فيديو أيضًا وتتبع موقعهم، ويستخدم البرنامج رسائل نصية مفخخة لتثبيت نفسه على هواتف المستهدفين.
لكن الجدير بالذكر أن هذا البرنامج يمكن تفعيله عن بعد دون أي تدخل من المستهدف، فالأمر لا يحتاج لنقر الضحية على رابط ما أو الدخول إلى موقع مضلل أو الرد على رسالة لكي يخترق برنامج التجسس جهازه، فكل ما يتطلبه الأمر إدخال رقم هاتف الشخص المستهدف بالتعقب على منصة للمراقبة عن بعد ومن ثم يتكفل بيغاسوس بالباقي.
كانديرو الإسرائيلية
إلى جانب بيغاسوس نجد أيضًا شركة كانديرو الإسرائيلية (نسبة إلى سمكة تعيش في نهر الأمازون وتحمل الاسم نفسه) المتخصصة في الهجمات الإلكترونية وابتكار التقنيات التي تستخدم في اختراق أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية للتجسس على المستخدمين.
تتخصص كانديرو في تقنيات اختراق الحواسيب وأجهزة الخوادم (السيرفر)، كما لها أيضًا تقنيات لاختراق الهواتف المحمولة، ومعظم زبائنها من أوروبا الغربية وليس لديها أي عملاء في قارة إفريقيا بالكامل ولا تبيع منتجاتها داخل الكيان الإسرائيلي، ومعروف عن هذه الشركة أنها لا تبيع مجرد تطبيقات هجومية فقط بل تبيع نظامًا متكاملًا.
تعتبر هذه الشركات سندًا كبيرًا للأنظمة الاستبدادية التي تسعى للتحكم في شعبها ومعارضيها
قبل أسبوع، قالت مايكروسوفت ومجموعة “سيتزن لاب” لحقوق التكنولوجيا إن كانديرو باعت أداة لاختراق مايكروسوفت ويندوز، وذكر تقرير أصدرته مجموعة “سيتزن لاب” أن كانديرو صممت وباعت البرنامج الذي بوسعه التسلل واختراق نظام ويندوز، ويعمل لدى الشركة ضباط سابقون في وحدة الاستخبارات الإسرائيلية (8200) المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، لكن المعلومات قليلة عنهم.
سايبربت الإسرائيلية
هذه الشركة أيضًا إسرائيلية، وسبق أن استخدمت العديد من الدول الإفريقية برامج الشركة، من ذلك إثيوبيا التي استخدمت برامج تجسس طورتها الشركة لقرصنة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بمعارضين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى برسائل بريد إلكتروني.
شملت أهداف البرنامج حينها منفذًا إعلاميًا للمغتربين الإثيوبيين في الولايات المتحدة وشبكة أوروميا الإعلامية، وطالب دكتوراة ومحامي، إذ يتلقى المستهدفون عبر البريد الإلكتروني رابطًا إلى موقع ويب ضار ينتحل شخصية بوابة فيديو عبر الإنترنت، عندما ينقر الهدف على الرابط، تتم دعوتهم لتنزيل تحديث Adobe Flash وتثبيته (يحتوي على برامج تجسس) قبل مشاهدة الفيديو، وفي بعض الحالات، يُطلب من الأهداف بدلًا من ذلك تثبيت تطبيق وهمي يسمى “Adobe PdfWriter” لعرض ملف PDF.
هاكنغ تيم الإيطالية
ضمن شركات التجسس أيضًا، نجد شركة “هاكينج تيم” الإيطالية وهي شركة تقنية معلومات مقرها مدينة ميلانو، شمال إيطاليا، وتبيع برامج مراقبة واختراق للمعلومات على الحواسب والهواتف المحمولة، للحكومات ووكالات إنفاذ القانون والشركات، كما تتيح الشركة إمكانية مراقبة اتصالات الإنترنت، الذي يمكنه تنشيط ميكرفون وكاميرا الحاسوب المستهدف عن بعد.
صنفت منظمة “مراسلون بلا حدود” هذه الشركة على أنها “أشد أعدائنا على الإنترنت”، ووصمتهم بـ”المرتزقة الرقميين”، إذ تُتهم ببيع أدوات تلصص لحكومات لها سجل سيئ في مجال حقوق الإنسان من ذلك مصر.
بداية سنة 2016، كشفت تقارير إعلامية تورط وزارة الدفاع المصرية في شراء برمجيات للتجسس من هذه الشركة الإيطالية، من أجل مراقبة المعارضين واختراق مراسلاتهم، ويعتبر الطالب الإيطالي جوليو ريجيني الذي تعرض للاختطاف والتعذيب، أحد ضحايا هذه الممارسات.
هذه بعض الشركات التي تعمل في مجال التجسس، شركات تعتبر سندًا كبيرًا للأنظمة الاستبدادية التي تسعى للتحكم في شعبها ومعارضيها، رغم أنها تعلم يقينًا أن هذه البرامج تحت تصرف الدول التي تعمل فيها، أي أن أعمالها مكشوفة ويمكن عرضها للجميع في أي وقت.