العراق يقرر عودة الدوام الحضوري بالمدارس بشكل كامل العام المقبل
08 اغسطس 2021
أثار قرار اتخذته وزارة التربية العراقية، بجعل الدوام حضورياً في عموم المدارس، خلال العام الدراسي المقبل، مخاوف من تفشي وباء كورونا بشكل أوسع مما هو عليه الآن، سيما مع التحذيرات والمخاوف التي تطلقها وزارة الصحة، والتي تؤكد أن النظام الصحي على وشك الانهيار.
ويعيش العراق وضعاً صحياً صعباً للغاية، بسبب التصاعد الكبير بأعداد الإصابات بفيروس كورونا، والتي تتراوح يوميا بين 10 – 13 ألف إصابة، وهي أرقام قياسية خطيرة، لم يصلها العراق من قبل، وسط عدم التزام بالإجراءات الوقائية ومخاوف من تفشٍ أوسع.
وزير التربية علي حميد الدليمي، قال، إن “العام الدراسي المقبل سيكون حضورياً وبشكل كامل، وإن على الفرق التعليمية والتدريسية أخذ اللقاح“، مؤكداً “أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية والصحية في المدارس، وأن الوزارة تبذل جهودها من أجل ذلك”.
المتحدث باسم الوزارة حيدر فاروق، قال إن “الوزارة لم تحدد حتى الآن موعداً نهائياً لبدء العام الدراسي الجديد”، مبيناً أن “الفترة المقبلة سنشهد أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وستكون هنالك عملية تعليمية تسير بشكل أفضل من السابق”.
وأشار إلى أنه “سيكون هناك تنسيق وتعاون بين وزارتي التربية والصحة، وأن أخذ المسحات من شأن وزارة الصحة، حيث إنها تؤخذ داخل المراكز الصحية، وأن أي طالب يشعر بإصابته يجب أن تكون هناك ورقة فحص من المركز الصحي تؤشر حالته”.
قرار وزارة التربية لا يبدو مقنعاً لمسؤولين في وزارة الصحة، الذين أكدوا أن الوضع الحالي للوباء لا يساعد على البدء بالعام الدراسي الجديد، وهناك مخاطر إذا ما تم ذلك، خاصة مع استحالة التمكن من إعطاء اللقاح لأكثر من 10 مليون طالب وتلميذ خلال الشهر المتبقي من العطلة الصيفية.كوفيد-19
أعداد إصابات كورونا تعاود الارتفاع في العراق
وقال مسؤول في الوزارة، لـ”العربي الجديد”، إن “أعداد الإصابات وسرعة انتشار الفيروس حالياً بلغت أخطر مراحلها، وإن أي عودة للمدارس ستكون خطيرة جداً، إلا في حال تحسن الوضع الصحي، والسيطرة على سرعة انتشار الوباء”، مشيراً إلى أن “المشكلة تكمن أيضاً بعدم إمكانية السيطرة على الطلاب، وإجبارهم على الالتزام بالإجراءات الوقائية، كما أن أعمار المرحلة الابتدائية منهم غير مهيأة لأخذ اللقاح”.
وشدد، أن “قرار عودة المدارس حضورياً يحتاج إلى تريث وإعادة دراسة، وأن يكون مرتبطاً بالوضع الصحي، فإذا ما تحسن الوضع، وتمت السيطرة عليه فإنه من الممكن إعادة الدوام حضورياً”، داعياً وزارة التربية، إلى “دراسة القرار من كل جوانبه”.
ويخشى أولياء أمور الطلاب من عواقب قرار عودة المدارس حضورياً، معتبرين أنه خطير على أبنائهم ومن ثم على العوائل، وقال غالب الخزاعي، وهو أب لطالبين، إن “القرار أثار مخاوفنا. يجب أن تكون الوزارة أكثر حرصاً على الطلاب، وأن تكون قراراتها صادرة بالتنسيق مع وزارة الصحة”، مؤكداً لـ”العربي الجديد”، أنه “متردد بشأن عودة أبنائي للمدارس، سيكون ذلك خطيراً عليهم وعلينا، من خلال إمكانية نقل العدوى”.
وشدد، “على الوزارة أن تراجع قرارها بما يتناسب مع الوضع الصحي للبلاد”.