التصعيد الإيراني – الإسرائيلي في البحر: الحاجة إلى ردٍّ من التحالف الدولي
بواسطة فرزين نديمي ٩ أغسطس ٢٠٢١
عن المؤلفين
فرزين نديميفرزين نديمي هو محلل متخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج ومقره في واشنطن.تحليل موجز
يبدو أن عناصر من «الحرس الثوري الإسلامي الإيراني» هي التي صعدت على متن ناقلة البيتومين الإماراتية “أسفلت برينسيس” في المياه الدولية بالقرب من الفجيرة وحاولت تحويل وجهتها إلى المياه الإيرانية. ويشير الاستهداف البحري لناقلة النفط “ميرسر ستريت” التي تشغّلها إسرائيل بالقرب من ميناء الدقم العُماني والذي أسفر عن مقتل القبطان الروماني وحارس أمن بريطاني إلى ضرورة تشكيل قوة أمنية بحرية دولية قوية للتصدي بشكل فعال للجهات الحكومية وغير الحكومية التي تهدد حرية الملاحة في المنطقة.
في 4 آب/أغسطس، صعدت عناصر من «الحرس الثوري الإسلامي الإيراني» على متن ناقلة البيتومين الإماراتية “أسفلت برينسيس” في المياه الدولية بالقرب من الفجيرة وحاولت تحويل وجهتها إلى المياه الإيرانية. وتمكّن طاقم السفينة من إحباط خطة تلك العناصر عبر تعطيل السفينة، بحيث غادرتها عند اقتراب مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية من الناقلة. وجاءت هذه الحادثة بعد خمسة أيام فقط من اصطدام طائرة مسيّرة انتحارية إيرانية بناقلة النفط “ميرسر ستريت” التي تشغّلها إسرائيل بالقرب من ميناء الدقم العُماني. وفي أعقاب الهجوم الفاشل في 29 تموز/يوليو، اقتحمت طائرة مسيرة المنطقة المخصصة للإقامة في السفينة يوم 30 تموز/يوليو، مما أسفر عن مقتل القبطان الروماني وحارس أمن بريطاني. وعلى الرغم من استمرار المواجهات البحرية بين إيران وإسرائيل ودول الخليج منذ سنوات، إلا أن طبيعة الأحداث الأخيرة تؤكد الحاجة الملحة إلى تحرك دولي جماعي.
الهجوم على “ميرسر ستريت” وعواقبه
من خلال إعراب الحكومات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية والرومانية عن ثقتها بمسؤولية إيران عن الاعتداء على سفينة “ميرسر”، أعلنت هذه الحكومات أنه سيتم اتخاذ إجراءات جماعية مناسبة ضد إيران. بالإضافة إلى ذلك، وفي بيان مشترك نادر في 6 آب/أغسطس، أدان الممثل الأعلى لـ “الاتحاد الأوروبي” ووزراء خارجية الدول السبع الهجوم “غير القانوني” و “غير المبرر” و “المتعمد” و “المستهدف” الذي نفذته طهران. وفي اليوم نفسه، نشرت “القيادة المركزية الأمريكية” النتائج التي توصلت إليها بشأن حطام الطائرة بدون طيار، التي تم استخراجها وخلصت إلى أن الطائرة “الانتحارية” قد تم صنعها في إيران – على الرغم من عدم تحديد مصدر الهجوم.
وقد أدى الحادث إلى تفاقم المخاوف العميقة بشأن نشر إيران لطائراتها المسيرة المتفجرة ذات المدى البعيد في جميع أنحاء المنطقة، حيث صرح مؤخراً مسؤولون أمريكيون – لم تتم تسميتهم – لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن واشنطن تخطط لفرض عقوبات تتعلق بإمكانيات إيران المتطورة “لتنفيذ ضربات دقيقة بالطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة”. ووفقاً لـ “القيادة المركزية الأمريكية”، كانت الطائرة المسيرة الانتحارية التي ضربت سفينة “ميرسر” نسخةً أكبر من الطائرة الإيرانية ذات جناح دلتا المستخدمة في هجوم بقيق في أيلول/سبتمبر 2019. وكانت “القوة الجوية” لـ «الحرس الثوري الإيراني» قد استخدمت كلتا النسختين خلال مناورات “الرسول الأعظم 15” في كانون الثاني/يناير الماضي. وفي آذار/مارس، كشفت جماعة المتمردين الحوثيين في اليمن عن الطائرة المسيرة الانتحارية “وعيد” المطابقة لتصميم الطائرة الإيرانية الأكبر التي يُدّعى أن مداها يبلغ 2500 كلم.
وفي حين أن المدى المقدَّر للطائرة المسيرة الأصغر حجماً ذات جناح دلتا (المسماة على ما يبدو “شاهد-131”) يتراوح بين 540 و900 كلم، فقد تكون النسخة الأكبر حجماً (“شاهد-136”) قادرة على بلوغ ما بين 2000 و2200 كلم. ووفقاً لبعض التقارير خلصت الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية إلى أن هجوم “ميرسر” انطلق من [موقع] ما في اليمن، والذي ربما أطلقه الحوثيون بأمرٍ من إيران. ومن الناحية النظرية، يمكن أن تصل هذه الطائرات المسيرة إلى موقع الهجوم من المناطق الساحلية الإيرانية (على سبيل المثال، قاعدة بحرية «الحرس الثوري الإيراني» في جابهار، على بعد حوالي 500 كيلومتر). وعلى أي حال، أفادت بعض التقارير أن إحدى الطائرات بدون طيار أطلقت قنابل مضيئة عند اقترابها من الهدف في محاولة واضحة لإحباط أي صواريخ مضادة للطائرات متتبعة للحرارة تُطلق من عن الكتف.
تصعيد حملة رد الصاع بالصاع
في سياق الحديث عن هجوم “ميرسر”، أعلنت عدة مواقع إيرانية محافظة أن “عناصر من محور المقاومة في المنطقة” قد نفّذت الهجوم رداً على غارة جوية إسرائيلية في سوريا أسفرت عن مقتل عناصر من «حزب الله». ومع ذلك، ربما كان الهجوم رداً على حادثة وقعت في المياه السورية في 24 نيسان/أبريل، حين هزّ انفجارٌ ناقلة “ويزدوم” ذات الملكية اللبنانية بالقرب من مصفاة بانياس الساحلية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وقد عزا بعض المراقبين الانفجار إلى طائرات مسيرة إسرائيلية، على الرغم من أن الحكومة الإيرانية لم تؤكد هذا الاتهام مطلقاً، في حين قلل المسؤولون السوريون في وقت لاحق من أهمية الحادث وقالوا إنه مجرد “حادث تلحيم”.
والجدير بالذكر أنه حتى قبل الهجمات الأخيرة، كانت إيران وإسرائيل تقومان بعمليات اعتراض بحري وعمليات انتقام ضد بعضهما البعض منذ سنوات. وقد ركّزت الجهود الإسرائيلية على منع وصول الأسلحة الإيرانية إلى المقاتلين في غزة ولبنان، ومؤخراً على وقف تدفق النفط الخام الإيراني ومنتجات النفط الإيرانية إلى سوريا و«حزب الله». ورداً على ذلك، استهدفت طهران سفناً تجارية لها علاقات مع إسرائيل أثناء عبورها خليج عُمان وبحر العرب.