أفغانستان الجديدة… والوجود الأميركي في العراق وسوريا
الأربعاء – 23 محرم 1443 هـ – 01 سبتمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15618]لندن: «الشرق الأوسط»
مع خروج آخر جندي أميركي من أفغانستان بعد عقدين من التدخل العسكري، طُرحت أسئلة كثيرة تخص الوجود الأميركي في العالم، خصوصاً في العراق وسوريا، ومستقبل أفغانستان، والدور المحتمل لروسيا والصين والدول المجاورة.
تنشر «الشرق الأوسط»، اليوم، مقالتين في محاولة للإجابة عن هذه الأسئلة، إذ يحث السفير الأميركي السابق روبرت فورد على عدم الاستعجال في المقارنة بين الدور الأميركي في أفغانستان وكل من سوريا والعراق. ويقول: «إن السياسة في واشنطن، على النقيض من أفغانستان، تقف بقوة ضد الانسحاب من العراق وسوريا. أولاً، وافق الحزب الجمهوري مع (الرئيس السابق دونالد) ترمب على اتفاق عام 2020 بشأن الانسحاب من أفغانستان، وبالتالي امتلك (الرئيس جو) بايدن الغطاء السياسي المطلوب».
في المقابل، يعتقد معظم المراقبين في واشنطن أن الانسحاب الأميركي من العراق؛ وسوريا خصوصاً، «سيكون مكسباً استراتيجياً لإيران وروسيا، وسيرفع من حدة الانتقادات ضد بايدن للغاية؛ خصوصاً بعد أزمة أفغانستان. والقلق الإسرائيلي من الوجود الإيراني في سوريا له ثقله السياسي أيضاً في واشنطن»، حسب فورد. ويشير أيضاً إلى «وجود لوبي في واشنطن يدعم الأكراد، ويؤيد مطالبهم بحقوق الإنسان والحريات الأساسية»، ما يرجح رفض الخروج من سوريا.
أما بالنسبة إلى مستقبل أفغانستان ودور الدول المجاورة، فإن رئيس «معهد الاستشراق» التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيتالي نعومكين يرى مصالح متقاطعة لروسيا والصين في هذا البلد بعد الانسحاب الأميركي. ويقول: «هناك ما يكفي من الأسباب للاعتقاد بأن بكين التي اتبعت في السنوات الأخيرة مساراً للتقارب مع روسيا؛ حيث لاقت تفاهماً متبادلاً كاملاً معها حول جميع المشكلات الإقليمية تقريباً، بما في ذلك الشرق الأوسط وآسيا الوسطى» ستنسق مع موسكو «في سياستها تجاه أفغانستان. فمثل هذا المسار لا يحمل أي مخاطر لبكين، بل على العكس يجعلها أقوى».
وإذ يشير إلى أن بكين ستكون مستعدة لـ«العمل جنباً إلى جنب» مع موسكو لاستخدام منصة «منظمة شنغهاي للتعاون» لاتباع سياسة موحدة تجاه الأزمة الأفغانية، يقول: «إذا نجحت (طالبان) فعلاً في ضمان الأداء المستقر لحكومة تمثيلية في البلاد، تأخذ في الاعتبار مصالح جميع أطياف المجتمع العرقية والطائفية، وتضمن الأمن على المدى الطويل، فسيترتب على كل من الصين وروسيا المنافسة على مشروعات أفغانية مربحة».