(عودة ألحرب ألباردة بشكلها ألجديد)

1

حسن فليح / محلل سياسي

قوة وسرعة ألتطور ألعسكري والأقتصادي ألكبير والخطير للصين ، جعل من قوىٰ ألتحالف ألدولي ، بقيادة ألولايات ألمتحدة أن تغير من أولويات ستراتيجيتها وطريقة ألدفاع عن مصالحها في ألعالم ، ألمقدمات لهذا ألتوجه كانت سحب ألقوات ألعسكرية ألأميركية وقوات ألتحالف من أفغانستان ، وكذلك سحب قواتها ألمقاتلة من ألعراق مطلع ألعام ألقادم ، ذلك على ألصعيد ألعسكري ، أما على ألصعيد ألسياسي ألعمل على أطفاء ألمشاكل بالمناطق ألمتوترة وخاصةً في ألخليج ومايحيط بالعراق ، حيث دفعت ألولايات ألمتحدة وحلفائها الىٰ دعم وتشجيع أنعقاد ألمؤتمر ألأقليمي لدول ألجوار ألعراقي في بغداد ، ألولايات ألمتحدة عازمة علىٰ مساعدة ألعراق وتحصينة وأعادتة لمكانتة ألطبيعية في ألمنطقة لكي لايكون ألمكان ألهش والضعيف في جدار نفوذها ألمستهدف والمخترق من أيران وصاحبة ألنفوذ ألقوي فيه ، والساعية لتحقيق تحالف مع ألصين وروسيا لتحقيق ألتوازن أمام سياسة أمريكا في ألشرق ألأوسط ، أمريكا ألأن تدفع ثمن سياستها الرعناء ألتي أنتهجتها في ألعراق ، فهل تستطيع بعد كل تلك ألأخطاء ألجسيمة ألتي أرتكبتها بحق ألعراق وشعبه أن تعيد ألعراق حقاً لمكانتة ألطبيعية واْستعادة هيبتة وحضورهُ ألفاعل في ألساحة الدولية ومحيطهُ ألأقليمي ، بعد أن تعقد ألمشهد وواقع ألمنطقة ، بسب خطئها الكبير والستراتيجي بتسليمها ألعراق لأيران وتسليم السلطةوالبرلمان لأحزابها وفصائلها ألمسلحة ؟ ألصين ألساعية والباحثة لمناطق نفوذ شرق أوسطية لكي تدخل علىٰ خط أللعبة مباشرةً في ألشرق ألأوسط والذي يشير بوضوح ان محور ألصين روسيا أيران لايسمحان لمشروع ألشرق ألأوسط ألجديد ألذي تسعىٰ أليه ألولايات ألمتحدة وحلفائها منذ عقود خلت أن يرىٰ فرصة تحقيقهُ ، على ألرغم من ألتقدم اْلذي أحرزته أمريكا على هذا ألطريق بدءاً من نهاية ألحرب ألباردة مع السوفيت ونتصارها المذهل حين ذاك ، ونتهاءاً بأحتلال ألعراق ودخولها ألمنطقة ألذي جعلها ألقطب ألواحد بالعالم ، أليوم تشعر أميركا أنها مهددة بشكل جدي شرق أوسطيا وأسيوياً وكذلك مهددة لجعلها غير قادرة للحفاظ علىٰ هيمنتها بالعالم خاصةً بعد ضهور محور ألصين روسيا أيران صاحبة ألأذرع ألمسلحة ألموالية لنظامها والمتنفذة في ألسلطة والبرلمان ألعراقي . وفي دول عربية أخرى معروفة ألأمر ألذي يجعل من أيران ألبوابة ألأمينة لدخول ألصين وروسيا علىٰ خط ألصراع ألجديد وألحرب ألباردة من طراز مختلف هذه المرة ، وغير ألذي أعتدنا علية في ألسابق ، ألصين ألقوة ألعسكرية والتنكلوجية والأقتصادية ألهائلة وسياستها ألناعمة والحكيمة بالوصول لأهدافها بصمت ودون ضجيج، زائداً ألترسانة ألنووية والردع ألصاروخي ألمخيف والطموح ألروسي بالعودة كقوة عضمىٰ موازية للأمريكان بالاضافة لأيران ألصديقة لهما ولتي تمتلك نفوذاً مهماً في دول عربية مهمة كالعراق ولبنان وسورية واليمن وبدرجة أقل في ألبحرين ، وموقعاً مهماً ومؤثراً يطل على العراق ودول الخليج وسوريا ومن خلالها لبنان ، وأفغانستان ، ألتي أصبحت بعد ألأنسحاب ألأمريكي منها ، ساحة نفوذ متاحه وبين يديَ كماشة روسيا والصين وأيران ، ثلاثي يشكل خطراً حقيقياً علىٰ ألمصالح والنفوذ ومشروع ألشرق ألأوسط ألجديد للولايات ألمتحدة وحلفائها وربما علىٰ ألأمن ألأسرائلي بالمستقبل ، ياترىٰ هل بدء
ألعد ألتنازلي للولايات ألمتحدة وستفقد مصالحها ونفوذها في ألمنطقة وتترك حلفائها مثلما تركت أفغانستان ضحية لمنظمة أرهابية وهية ألتي تدعي وتتزعم مكافحتها للارهاب؟ أم نحن ذاهبون ضحية خيار ألحرب ألطاحنة ألتي ستجعل منطقتنا حطبها ورهينة تداعياتها ألخطيرة ؟ أم هناك تسوية دولية بين ألكبار لتقاسم ألنفوذ في مشروع ألشرق ألأوسطي ألجديد وعدم ألسماح لأمريكا وحلفائها للتفرد به ؟ وفي جميع ألظروف والأحوال ألعرب هم ألخاسرين ألأول والأخير من كل ألذي يجري ألأن من حولنا ؟

التعليقات معطلة.