وفاة أحد أكبر مراجع شيعة العراق المناهض لولاية الفقيه
مصادر شيعية تعلن أن المرجع الشيعي محمد سعيد الحكيم توفي على اثر أزمة قلبية بعد إجرائه عملية قبل ثلاثة أيام، فيما نعاه الرئيس العراقي برهم صالح بوصفه علما من أعلام من أعلام الأمة الإسلامية.الجمعة 2021/09/03محمد سعيد الحكيم التزم بمبادئ المدرسة الفقهية الشيعية العراقية التي تناهض ولاية الفقيه الحكيم واحد من أربع مرجعيات شيعية بارزة في العراق بعد السيستاني الحكيم كان أحد أبرز المرشحين لخلافة السيستاني كمرجع أعلى
النجف (العراق) – توفي المرجع الشيعي محمد سعيد الحكيم الجمعة في النجف إثر أزمة قلبية عن عمر ناهز 85 عاما، وفق ما أفاد مصدر في مكتبه، وهو واحد من أهم أربع مرجعيات شيعية بارزة في العراق والعالم وهو من المناهضين لولاية الفقيه ممثلة في المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
وثمة خلافات بين مرجعية النجف ومرجعية قم (في إيران) خرجت مؤخرا للعلن وأثارت غضب الميليشيات الشيعية العراقية الموالية لطهران.
وفارق الحكيم الحياة في مستشفى الحياة الأهلية في النجف بعدما أجرى هناك عملية جراحية قبل ثلاثة أيام وفق مصدر قريب من مكتبه، ويشيع السبت في كربلاء ثم في النجف حيث سيوارى الثرى بحسب مكتبه.
والحكيم واحد من أربع مرجعيات شيعية بارزة في العراق بعد المرجع الديني الأعلى علي السيستاني ويليه كل من المرجع الشيخ محمد اسحاق الفياض والمرجع الشيخ بشير النجفي.
وولد في مدينة النجف الأشرف عام 1936 وهو نجل آية الله السيد محمد علي الحكيم وتتلمذ في شبابه على يده وعلى يد جده مرجع الطائفة الأكبر الإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم.
وعزى الرئيس العراقي برهم صالح بالحكيم، معتبرا إياه “علما من أعلام الأمة الإسلامية”.
وكتبت الباحثة العراقية مارسين الشمري في تغريدة أن “الحكيم كان أحد أبرز المرشحين ليكون خلفا للسيستاني” كمرجع أعلى.
وقال مصدر مطلع على الشؤون الدينية الشيعية في العراق فضل عدم الكشف عن هويته، إن الحكيم يتميز “بقربه من المؤمنين” واعتاد “السير خلال فترة أربعين” الإمام الحسين معهم.
وأضاف “في العلن، لم يقدم أي موقف سياسي”، تماشيا مع مبادئ المدرسة الفقهية الشيعية العراقية التي تناهض “ولاية الفقيه” الممثلة بآية الله علي خامنئي في إيران وتقوم على إعطاء أولوية لرجال الدين على السياسيين المدنيين.
وأوضح السيد محمد علي بحر العلوم وهو أستاذ في الحوزة الدينية أن الحكيم “يعتبر من كبار المراجع في النجف الأشرف والعالم الإسلامي والعالم الشيعي”، مضيفا أن “خسارته خسارة كبيرة فهو من كبار العلماء الذين حازوا المراتب العليا ولديه الكثير من المؤلفات في التاريخ والفقه والأصول”.
وخلال حقبة النظام السابق، واصل التدريس والتأليف رغم ظروف الاعتقال القاسية بحسب ما ورد في سيرته الذاتية على موقعه الإلكتروني.
وبحسب مارسين الشمري “عاش خلال أوقات مضطربة وكان نشطا في المشهد الثقافي الذي كان بطور الازدهار حينها في النجف”. وعارض الشيوعية مثل جده و”استهدفه البعث ومنع من السفر بين عامي 1968 و1974″.
وقد دخل السجن مع ما يقارب أكثر من ستين شخصا من عائلته واعتقل من النظام السابق عام 1983 حتى عام 1991 “إثر الثورة في إيران حينما بدأت السلطات في العراق تخشى تكرار السيناريو نفسه في البلاد، وبدأت بزيادة الضغوط على الحوزة ورجال الدين”، وفق الشمري.
وبحسب سيرته الذاتية، فقد كان مهتما بالتدريس والتأليف منذ بدايات شبابه، “حيث كرس وقته لتطوير المستوى العلمي للكثير من الشباب في الحوزة العلمية من خلال مباشرة تدريسهم ومتابعة جهودهم العلمية”.