يفضلونها «أقل»!

محمد أمين

إحصائية خطيرة كشف عنها جهاز التعبئة العامة والإحصاء، وهى أن نسبة زواج الحاصلات على درجة جامعية عليا لا تتعدى 0.1%، بينما نسبة الزواج بين الحاصلات على مؤهل متوسط تصل إلى 30.8%، طبقًا لإحصائية 2020، هذه صيغة مما نشرته الصحف.. وهناك صيغة أخرى بمعنى آخر، ويتعلق بزواج الذكور حاملى المؤهلات العليا والماجستير والدكتوراه، بالنسبة نفسها.. والواضح أنه كان هناك استعجال فى نقل الخبر، على حساب الحقيقة.. وأعتقد أن الفيصل فى الموضوع هو الدراسة الجامعية للذكور والإناث!.. السؤال هل الرجل يفضلها جاهلة أو ذات تعليم متوسط؟!.

والإحصائية التى نشرها جهاز الإحصاء لا تفرق بين الرجل والمرأة والذكر والأنثى إلا فى التعليم، واعتبرت أن الرجل الذى يتعلم تعليمًا عاليًا أقل رغبة فى الزواج، والعكس صحيح بنسبة عالية جدًا.. ومعناه أن المتعلم مهموم بقضيته، وبالتالى يتأخر، والمتعلم تعليمًا متوسطًا ليس عنده أولوية أخرى، فتكون مسألة الزواج هى الأصل.. وإن كنت قد لاحظت فى وقت سابق أن البنت كلما زاد تعليمها وثراؤها وجمالها كانت رغبتها فى الانتقاء أكثر أو الإقبال على الزواج منها أقل.. هناك شباب لا يجرون وراء الفتاة الجميلة جدًا أو الثرية جدًا أو المتعلمة بشكل لافت لأن الفروق الفردية ستكون عالية!.

وهو كلام منطقى لأنه لا يُعقل أن يتزوج شاب دبلوم صنايع أو تجارة من فتاة حاصلة على الماجستير إلا فى حالة أنها كانت «الحب القديم» أو أنها تكون بنت خالته أو عمته.. وهو زواج مرشح للطلاق والفشل أيضًا!.

سمعت تعليقًا على الموضوع بأن الرجل لا يريد أن تكون المزايا فى صالح المرأة، وبالتالى يستطيع أن يديرها وأن يتعامل معها.. حتى تحدث عملية التكافؤ.. فالأصل أن الرجل هو مَن يعطى وليس المرأة.. وكل هذا الكلام يُغفل عملية الشراكة.. فالمسألة ليست معركة حربية.. وقد تحدث تنازلات عندما تكبر سن الفتاة، فتتنازل عن مزايا الثروة والجمال والشهادة مقابل الزواج والستر، وهو أمر ضعيف جدًا، فالمرأة التى تحققت لا يمكن أن تفرط فى هذه الأشياء وشرط التعليم والجمال والثراء.. فلابد أن تكون هناك ميزة تفضيلية فى المقابل، كرجولته واحترامه وقدرته على حماية الزوجة!.

المسألة معقدة جدًا، ولا يمكن أن تضع مقياسًا واضحًا ولا مازورة لأى زواج.. هناك علاقات متشابكة بين الرجل والمرأة وقصص زواج لا يمكن أن تعثر على أسباب نجاحها إلا فى عقل المرأة وقدرتها على التوازن، والدخول فى شراكة والعكس صحيح.. الفيصل هو العقل!.

وأخيرًا.. هناك علاقات ناجحة ومستمرة لا ترتبط بالجمال ولا الثراء ولا الشهادة، ولكنها فى الغالب تكون الكفة الراجحة فى صالح الرجل، خاصة إذا كان قد ارتبط بواحدة أقل جمالًا وأقل تعليمًا.. وغالبًا هناك أسباب نفسية لهذا الاختيار، حيث يكون الرجل قد دخل فى علاقات مختلفة، وانتهت بالفشل، فيختار الأقل ليس لأنه يفضلها جاهلة أو دميمة!.