1

الحرب الرياضية الباردة

ياسر أيوب

لم يكن الصحفى الأمريكى الكبير والتر ليبمان هو أول من اخترع مصطلح الحرب الباردة.. لكنه كان أول من أطلق هذا الوصف على الصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى، وله كتاب عن هذا الصراع بعنوان الحرب الباردة.. وأخطأ كثيرون حين تخيلوا أنها حرب انتهت بانهيار وتفكيك الاتحاد السوفيتى.. لأنها لا تزال مستمرة وقائمة سياسيا واقتصاديا وإعلاميا.. ورياضيا أيضا.. وبعد نجاح الولايات المتحدة وإعلامها فى كشف فضيحة المنشطات التى قدمتها الحكومة الروسية بشكل منظم للاعباتها ولاعبيها.

وكانت النتيجة عقابا رياضيا دوليا لروسيا ومنعها من المشاركة الرسمية فى دورة طوكيو الماضية، مع السماح للاعباتها ولاعبيها باللعب فى طوكيو تحت العلم الأوليمبى.. ولم يتم عزف سلامهم الوطنى بعد الفوز عشرين مرة بميدالية ذهبية، إنما كانت موسيقى الموسيقار الروسى الكبير تشايكوفسكى.. ولم يكن استقبال أصحاب ميداليات طوكيو فى الميدان الأحمر فى موسكو مجرد دولة تستقبل رياضييها الفائزين بـ 71 ميدالية وأكبر رصيد أوليمبى منذ أثينا 2004.

إنما كان استعراضا رياضيا ورسالة بأن روسيا الرياضية كانت وستبقى قوة رياضية عظمى.. وقد انتهى أمس الأول المؤتمر الرياضى الذى نظمته روسيا تحت عنوان.. روسيا قوة رياضية.. وشارك فى هذا المؤتمر وزير الرياضة الروسى أوليج ماتيتسين وإيجور يفيتين رئيس الاتحاد الأوروبى لتنس الطاولة ومستشار الرئيس الروسى بوتين مع ثلاثة روساء اتحادات دولية.. الكويتى حسين المسلم رئيس الاتحاد الدولى للسباحة والسويسرى رينيه فاسيل رئيس الاتحاد الدولى لهوكى الانزلاق والمصرى حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد.

وتزامن هذا المؤتمر مع تصريح رسمى لوزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف منذ ثلاثة أيام، قال فيه إن الغرب لا يزال يحارب الرياضة الروسية.. ولم يكن هناك أى تعليق سواء رسمى أو إعلامى فى الغرب، سواء على ما قيل فى المؤتمر أو ما قاله وزير الخارجية الروسى، واتهامات روسية أخرى كثيرة خلال الأيام القليلة الماضية.. وبدأ التساؤل هنا وهناك حول هذا الصمت الغربى، وهل هو عدم اهتمام واحترام لكل ما قيل، أم أن العالم لا بد أن يستعد لقنبلة رياضية جديدة سيفجرها الغرب فى روسيا؟.. خاصة أن الولايات المتحدة اعتبرت أن احتلال روسيا المركز الخامس فى جدول ميداليات طوكيو بمثابة انتصار أمريكى، بعدما كانت روسيا الأولى فى برشلونة 1992 ثم بدأت تتراجع تدريجيا حتى المركز الخامس فى طوكيو.

التعليقات معطلة.