هل تؤثر بكتيريا الأمعاء على زيادة الوزن؟
ما هي العوامل المؤثرة على وجود الميكروبيوم في أمعائنا؟
د.هلا حسين القعقور يلعب ميكروبيوم #الأمعاء دورًا مهمًا جدًا في وزنك وصحتك من خلال المساعدة في التحكم في الهضم وجهاز المناعة والعديد من الجوانب الصحية الأخرى. قد يساهم عدم توازن الميكروبات غير الصحية والصحية في الأمعاء في #زيادة الوزن والسمنة، وارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، والحساسية والنفخة وغيرها من الاضطرابات. كما أن البكتيريا المعوية مسؤولة عن إنتاج 95 % من السيروتونين المعروف بهرمون السعادة، حيث إن النسبة الكبيرة منه تنتج في الجهاز الهضمي. تؤكد هذه النتائج أهمية ميكروبيوم الأمعاء في تفكك واستقلاب المغذيات الكبيرة في النظام الغذائي البشري. النظام الغذائي هو مساهم أساسي في تغير بكتيريا الأمعاء؛ ومع ذلك، فإن التدخلات الغذائية الدقيقة التي تزيد من تنوع الكائنات الحية الدقيقة وتؤثر على حالة التمثيل الغذائي تختلف بين الأفراد وفقاً لعدة عوامل سنشرحها بالتفصيل لاحقاً في هذا المقال. النظام الغذائي عالي السعرات الحرارية هو عامل مسبب للسمنة وقد يؤدي إلى تغييرات في وظيفة ميكروبيوم الأمعاء. بالإضافة إلى العوامل التغذوية ونمط الحياة والعوامل الوراثية، فقد تبيّن أن السمنة قد تنجم أيضًا عن اضطراب ميكروبيوم الأمعاء، ما يؤثر على وظيفة التمثيل الغذائي واستتباب الطاقة. كما أشار العلماء إلى وجود تأثير حاسم لنشاط بكتيريا الأمعاء على زيادة الوزن، حيث وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين لديهم وزن مستقر أو الذين يفقدون الوزن لديهم عدد أكبر من أنواع مختلفة من الميكروبات في الأمعاء. ما هي ميكروبيوم الأمعاء؟قبل البدء بشرح العلاقة بين #الميكروبيوم والسمنة، دعونا نعرَف أولاً ما هي بكتيريا الأمعاء. إنّ أمعاءنا مأهولة بثلاثة تريليونات من الكائنات الدقيقة بما في ذلك آلاف الأنواع من البكتيريا تُعرف باسم “ميكروبيوتا الأمعاء”. لقد كان تأثير ميكروبيوم الأمعاء على الصحة محط إهتمام كبير خلال العقدين الماضيين، حيث إن وجود ميكروبيوتا كافية في الأمعاء ومكملات البروبيوتيك لها آثار جانبية على العديد من الحالات الصحية بما في ذلك مرض السكري (النوع 2)، وأمراض القلب والأوعية الدموية والمناعة والأمراض المعدية. تؤثر الميكروبات في الأمعاء البشرية على امتصاص العناصر الغذائية وتفككها وتخزينها، حيث انها تساعد على إنتاج بعض الفيتامينات ومنها فيتامين ب 12 وفيتامين ك وحمض الفوليك والثيامين المطلوبة لاستقلاب الطاقة وإنتاج خلايا الدم الحمراء والحفاظ على صحة الجهاز العصبي. كما أنها تساعد في عملية هضم الدهون والألياف وإنتاج الهرمونات التي تساعد على التحكم في الشهية ومنع تحول النيترات إلى سموم والحفاظ على مستوىمتوازن للحموضة في القنوات الهضمية ليتم الهضم بشكل جيد، وإزالة السموم من الكبد. بالإضافة إلى أن هذه الميكروبات الذكية أيضاَ تساعد أجهزة المناعة لدينا في التعرف إلى البكتيريا الضارّة وإنتاج المركبات المضادة للالتهابات التي تحارب البكتيريا المسببة للأمراض.
ما هي العوامل المؤثرة على وجود الميكروبيوم في أمعائنا؟تتأثر بكتيريا الأمعاء بالعديد من العوامل مثل النظام الغذائي والسعرات الحرارية واستخدام المضادات الحيوية والتمارين الرياضية… 1- النظام الغذائي عالي السعرات الحراريةهو عامل مسبب للسمنة وقد يؤدي إلى تغييرات في وظيفة ميكروبيوم الأمعاء، بالإضافة إلى العوامل التغذوية ونمط الحياة والعوامل الوراثية. لذا، فإن اضطراب في ميكروبيوم الأمعاء يؤدي إلى السمنة. 2- الوجبات منخفضة الكربوهيدراتالأغذية التي تحتوي على نسب عالية من الكربوهيدرات هي مصادر غنية بالألياف التي تساعد على تنظيم حركة الأمعاء. لذلك إن تناول كمية قليلة من الكربوهيدرات يؤدي إلى تأثير سلبي على حركة الأمعاء وعلى البكتيريا لأنها تجوع البكتيريا الغذائية التي تحتاج إلى النمو. بالإضافة إلى أن الأشخاص الذين يتبعون نظاماً قليل النشويات لديهم 40 % أقل من بكتيريا الأمعاء. مقارنة بغيرهم. 3- البروتينالنيتروجين، وهو مصدر رئيسي موجود في البروتين الغذائي، ضروري لنمو ميكروبيوم الأمعاء واستيعاب الكربوهيدرات، وتجميع الأحماض الدهنية. وعليه يجب تناول نظام غذائي متنوع مع المدخول اليومي الكافي من البروتين من مصادر غذائية مختلفة (مثل اللحوم والسمك ومشتقات الحليب والحبوب..). 4- الأطعمة الغنية بالبريبايوتكسهي الأطعمة الغنية بالألياف والسكريات الطبيعية الغذائية التي تحفز البكتيريا النافعة في الأمعاء وتعمل كمصدر وقود لها. في القولون، يتم تخمير الألياف بواسطة بكتيريا الأمعاء لإنتاج مواد مفيدة مثل أحماض دهنية قصيرة السلسلة القادرة على تنظيم الشبع وتقليل الشهية، وبالتالي تلعب دوراً رئيسياً في تناول الطعام واستهلاك الطاقة. لذا، فإنّ مفتاح النظام الغذائي الصديق للأمعاء هو تناول الأطعمة المعروفة باسم البريبايوتكس. إنّ العديد من الأطعمة التي تحتوي على البريبايوتك مناسبة للنباتيين والأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية أخرى. وتشمل هذه الأطعمة اللوز، والهندباء، والثوم، والحمص، والبصل… 5- البروبيوتكالبروبيوتك هي الأطعمة أو المكملات الغذائية التي تحتوي على المِكروبات الحيّة التي تهدف إلى الحفاظ على أو تحسين البكتيريا “الجيدة” في الجسم.البروبيوتك مفيد لتحسين تكوين ميكروبيوتا القولون وتعزيز صحة المضيف. وتشمل هذه الأطعمة، اللبن، المخللات، الكفير (مشروب هندي من حليب مخمر)، الثوم، الموز الأخضر.
6- الأغذية المصنّعةبالنسبة إلى الأغذية المصنعة والوجبات الغذائية عالية السكر، فإن الوجبات الغذائية الحديثة مليئة بالأطعمة المصنعة التي غالباً ما يتم نقلها وتخزينها لفترات طويلة، كما أنها تفتقر إلى الألياف الغذائية. حسب دراسة أُجريت على الأطفال في أفريقيا، الذين لديهم نظام غذائي مرتفع جداً في الألياف، تبيّن أنّ لديهم بكتيريا معوية أكثر تنوعاً من الأطفال الذين يتناولون الأغذية المصنّعة والقليل من الألياف في المناطق المتطورة في أوروبا. 7- المُحلّيات الاصطناعيةالمحليات الاصطناعية هي المضافات الغذائية الأكثر استخداماً في العالم والتي ارتبط اسمها بخسارة الوزن! إنها توفر الطعم الحلو دون السعرات الحرارية، وبالتالي تضاف إلى النظام الغذائي. ولكن، هناك قفزة هائلة في استخدام المحليات الاصطناعية في القرن الماضي، والذي يتزامن مع ارتفاع السمنة والسكري. وقد وجد الباحثون أن استخدام هذه المحليات أدى إلى وجود بكتيريا غير متوازنة في الأمعاء، والتأثير على عدم تحمل الجلوكوز وحصول التغيرات الأخرى المرتبطة بكل من مرض السكري والبدانة. 8- استخدام المضادات الحيويةيرتبط استخدام المضادات الحيوية بزيادة خطر الإصابة باضطرابات التهابية متعددة، وقد ارتبط بالتغيرات في ميكروبيوم الأمعاء. التعرض للمضادات الحيوية في عمر سنتين يزيد من احتمالية الإصابة بالسمنة في وقت لاحق من الحياة، وقد تؤدي التغييرات في ميكروبيوتا الأمعاء بعد استخدام المضادات الحيوية إلى زيادة الوزن. 9- التمارينالتغييرات السلوكية والبيئية يمكن أن تنظم نشاط وهيكل ميكروبيوتا الأمعاء. وكما الأمر بالنسبة للتمارين الرياضية، فإنها تقلل من نسبة الدهون في الجسم، ما يؤدي الى حدوث تغيرات تركيبية ووظيفية في ميكروبيوتا الأمعاء البشرية التي تعتمد على حالة السمنة واستمرارية التمارين الرياضية ونمط الحياة. أظهرت النتائج أن النشاط البدني يغير ميكروبيوم الأمعاء وأن هذه التغيرات تعتمد على حالة السمنة. وينصح بالتمرين المعتدل إلى الشديد من ٣٠-٦٠ دقيقة في اليوم. 10- الأدوية لخسارة الوزن وعمليات تصغير المعدةثبت أن العلاجات غير الغذائية للسمنة تغير تنوع وتكوين البكتيريا المعوية. فإن دواء الميتفورمين يحفز #البكتيريا الجيدة في الأمعاء. كما أن جراحات علاج البدانة تسبب حدوث تغييرات في ميكروبيوم الأمعاء وزيادة كبيرة في أنواع البكتيريا من خلال تقييد السعرات الحرارية وفقدان الوزن. إذاً علاج البدانة من خلال العمليات أو بعض الأدوية يساعد في تعديلات في ميكروبيوم الأمعاء التي تؤدي بدورها إلى تغيير في التركيب البكتيري في الجهازالهضمي.
هل نحتاج حقاً إلى مكملات بروبيوتيك؟مكملات بروبيوتيك تحتوي على عدة سلالات مختلفة من البكتيريا، ومع ذلك، فإن النظام الغذائي وحده لا يمكن أن يوفر مستوى البكتيريا الحيّة التي نحتاج إليها للحفاظ على الأمعاء صحية. لذا ينصح باختيار المكمل الذي يحتوي على ما لا يقل عن 10 ملايين بكتيريا لكل وجبة وتناوله بانتظام والتأكد من أن مكملات البروبيوتيك تحتوي على أنواع مختلفة من البكتيريا وخاصة بكتيريا البيفيدوباكتروم اللاكتيس التي تعرف بأنها تنخفض مع التقدم في العمر. في الخلاصة، أودّ الإشارة إلى أهمية ميكروبيوم الأمعاء ودور البروبيوتيك والبريبايوتكس في الوقاية من السمنة وعلاجها، وقد يؤدي فهم دور الميكروبيوم في إدارة الوزن والصحة إلى تغييرات ثورية مستقبلية في علاج السمنة. علاوة على ذلك، نظراً لأن العلاج الغذائي قد يغير وظيفة وتكوين الميكروبات الموجودة في الأمعاء، فإن له فائدة مؤثرة على المضيف. لذا علينا إتباع نظام صحي غني بالحبوب الكاملة أو النخالة عالية الجودة والأطعمة الغنية بالألياف (مثل الفاكهة والخضار) التي تؤدي بدورها إلى زيادة البكتيريا الجيدة في الجهاز الهضمي، وبالتالي مساعدتها في زيادة التنوع البيولوجي لميكروبات الأمعاء. بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك والبريبايوتكس نظراً إلى دورها في محاربة السمنة من خلال منع الدهون من التراكم وتقليل الإلتهابات ومقاومة الأنسولين وتنظيم الببتيدات العصبية والمعوية. بالإضافة إلى ذلك، علينا إعارة الأهتمام جيداً إلى كيفية استخدام المضادات الحيوية التي تؤثر سلباً على الميكروبيوم وتحدث في التوازن البكتيري في الجهاز الهضمي واستشارة الطبيب دائماً.