1

“ليلة السّقوط”… أول مُسلسل عربي يتناول المسألتين الكُرديّة والأيزيديّة

21-10-2021 | 07:47 المصدر: النهار العربيرستم محمود

مشهد من “ليلة السقوط”

A+A-بعد سنوات من التحضير والعمل، أصبح المسلسل الدرامي “ليلة السقوط” شبه جاهز للعرض. وهو أول عمل درامي عربي يعرض تفاصيل المسألة الكُردية ومأساة أبناء الديانة الأيزيدية، عبر حكاية درامية تدور حوادثها في مرحلة احتلال تنظيم “داعش” الإرهابي مدينة الموصل، وتحريرها في ما بعد، بمشاركة استثنائية بين قوات الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكُردية.  المُسلسل الذي ألفه الكاتب المصري مجدي صابر، وأخرجه السوري ناجي طعمة، يشارك فيه عدد كبير من نجوم الدراما العرب: باسم ياخور وميلاد يوسف وكندة حنا من سوريا، رياض شهد ورهام البياتي وذو الفقار خضر من العراق، طارق لطفي وأحمد صيام من مصر، والأردنية صبا مبارك، وغيرهم.  بدأ العمل في المسلسل منذ قُرابة عامين، وانطلقت عمليات التصوير في شهر تموز (يوليو) الفائت، ومن المتوقع أن يُعرض على عدد من القنوات العربية والأجنبية قبل بدء موسم شهر رمضان، لعدم رغبة القائمين عليه في أن يكون جزءاً من المسلسلات المتنافسة خلال الموسم الرمضاني. 

 المُسلسل الذي تُقدر تكلفته بقرابة ستة ملايين دولار، وتُنتجه شركة “بلا حدود” للإنتاج الفني والثقافي العراقية، يسرد تفاصيل إنسانية واجتماعية وسياسية عن حياة المُجتمعات المتعايشة في العراق، والفظائع التي ارتكبها تنظيم “داعش” بحق السكان المحليين، كما يشرح رئيس مجلس إدارة الشركة قيس الرضواني لـ”النهار العربي” أن “المأساة التي تعرض لها الناس خلال مرحلة الغزو الداعشي، وبالذات النساء الأيزيديات، لا يُمكن أن تكون مجرد مادة خبرية إعلامية فحسب، بل تحتاج لاهتمام ومعالجة ثقافية وفنية أوسع وأكثر عمقاً، ليكون المشاهد العربي أكثر اطلاعاً على الأحوال الإنسانية والحياة لجماعة متعايشة مع العرب ومندمجة معهم منذ آلاف السنين”.  يُضيف الرضواني أن “المسألة الكُردية كانت على الدوام مُبهمة للملايين من المشاهدين العرب، وهذا المسلسل سيكون بمثابة محاولة لعرض تفاصيل المُشتركات العديدة بين العرب والأكراد، سواء في العراق أم في أي منطقة أخرى، من القتال والنضال المُشترك بين أبنائهم للخلاص من تنظيم إرهابي مثل “داعش”، إلى المصالح المُشتركة بين العراق وإقليم كردستان، مروراً بالحقوق المشروعة للشعب الكردي، غير المتناقضة مع حقوق الشعب العربي، إذ أن كل هذه التفاصيل تمر بالإعلام، لكنها لا تأخذ حقها بالتوضيح والتحليل والعمق الذي تستحق”. 

  العمل الدرامي يُعتبر الأكبر لجهة التكلفة ونوعية الإنتاج وعدد النجوم بين الأعمال التي تناولت مسألة التنظيمات الإرهابية والمآسي التي خلقتها بين الجماعات الأهلية المتجاورة في المنطقة. الباحث والكاتب الكردي العراقي روبار آزداري شرح لـ”النهار العربي” أهمية مثل هذه الأعمال الدرامية في خلق وعي ومعرفة ثقافية ومجتمعية عربية كردية مشتركة، وقال: “طغت السياسة على كل تفاصيل العلاقة العربية الكردية مع الأسف، وذلك بسبب الصراع المسلح وأفعال الحكومات العراقية السابقة، وبعد هذه السنوات الطويلة، من المهم تناول قضايا وتفاصيل حياتية، إلى جانب الإشارة الى المصالح المشتركة بين الطرفين”.  وأضاف: “في دول أخرى، وحينما تكون الحكومات والسلطات الحاكمة ذات رؤية وتطلع مستقبلي يسعى الى تحقيق السلام الاجتماعي بين الكتل المجتمعية، يجب أن تُقدم كل أشكال الدعم والرعاية والتسهيلات لمثل هذه الأعمال، وأن لا تكون الموازنات الثقافية للمهرجانات والعلاقات الثقافية فقط، بل للإنتاج الفعلي للأعمال”.  وكان العشرات من الناشطين الأيزيدين في العراق قد وجهوا انتقادات واسعة إلى بعض المسلسلات الدرامية التي خلقت بيئة مناسبة لأن يتقبل المراهقون والشبان أفكار التكفير التي كانت تنشرها التنظيمات المُتطرفة. 

التعليقات معطلة.