ليلى علوي: علاقتي بابني مبنية على الثقة ولن أتدخل في زواجه
القاهرة – نيرمين زكي
هي واحدة من فنانات الجيل الذهبي في السينما المصرية، عملت مع عمالقة الفن، وتألقت في السينما والمسرح والتلفزيون، لتصبح من أهم نجمات الشبّاك على مدار ثلاثة أجيال، فهي “قطة السينما” التي تأسرك بجمالها، و”البرنسيسة” التي تسحرك بحضورها. “لها” التقت الفنانة الجميلة ليلى علوي في حوار تحدثت فيه عن كواليس فيلمها الأخير “200 جنيه” بعد فترة قصيرة من عرض فيلمها “ماما حامل” والذي عادت من خلاله بقوة إلى السينما، بعد غياب دام خمس سنوات، وكشفت أنها تعيش حالة من النشاط الفني، منذ أن قدّمت آخر أعمالها السينمائية “الماء والخضرة والوجه الحسن”، لتعود إلى الدراما من خلال مسلسل “منوّرة بأهلها”، الذي تقوم بتصويره حالياً مع المخرج الكبير يسري نصر الله.
– في البداية، حدّثينا عن ردود الفعل التي تلقيتها على فيلمك الأخير “200 جنيه”.
سعيدة للغاية بردود الفعل التي تلقيتها حتى الآن على فيلم “200 جنيه”، فهو من الأعمال المهمة في مسيرتي الفنية بحيث يكشف الكثير من التناقضات في المجتمع، وأجسد فيه شخصية “سلوى”، والتي ما إن بدأت بقراءة النص حتى توحّدت معها، لأنها امرأة تمتلك عزّة نفس وتنتابها أحاسيس مختلفة، وهذه كانت من أهم الأسباب التي حمّستني للمشاركة في هذا العمل.
– الفيلم يعتمد على البطولة الجماعية، وهذه ليست المرة الأولى التي تشاركين فيها بهذه النوعية من الأعمال… فهل اختلف الأمر في فيلم “200 جنيه”؟
أحبّ كثيراً هذه النوعية من الأعمال، وأحبّذ المشاركة فيها، خاصة أن العمل الجماعي يتناول قضايا عدة، والفيلم ككل يناقش عدداً من القضايا الاجتماعية من خلال ثماني قصص مختلفة، رغم أن البطل في هذا العمل هو ورقة الـ”200 جنيه”. كما أن مشاركة مجموعة كبيرة من النجوم في الفيلم دفعتني للمشاركة فيه، فالعمل يعتمد على البطولة الجماعية، وسبق أن خضت تجربة البطولة الجماعية في فيلم “ليلة البيبي دول”، مع فارق أن أبطاله كانوا نجوماً كباراً مثل الفنانَين الراحلَين نور الشريف ومحمود عبد العزيز وغيرهما، وفي هذا الفيلم تعاملت مع أجيال عدة من الفنانين، إلا أنهم أيضاً نجوم مميزون، وأرى أن أعمال البطولة الجماعية فيها الكثير من الإيجابيات، خاصة إذا كان العمل يستحق أن يضم كوكبة من النجوم، مثل فيلم “200 جنيه”، ولا يكون ظهورهم نوعاً من الدعاية، فكل ممثل في الفيلم، ورغم مساحة دوره الصغيرة، أبدع في تأديته. بصراحة، وافقت على المشاركة في هذا العمل بهدف دعم السينما المصرية، ويجب على جميع الفنانين تشجيع السينما والمشاركة في التجارب الجريئة والجديدة.
– ابتعدتِ عن السينما منذ فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن”، فما سرّ هذا الغياب؟
لم أكن أتقصّد الغياب عن السينما، وهناك ظروف خاصة أبعدتني عنها، لكن عندما عُرض عليَّ فيلم “ماما حامل”، الذي طُرح في دور السينما منذ فترة قصيرة، وجدت فيه جانباً مختلفاً لم أقدّمه كثيراً في السينما، وهو الكوميديا التي تعتمد على الموقف، بالإضافة الى تناوله قضية اجتماعية في غاية الأهمية، ومعالجتها بأسلوب كوميدي حتى يتفاعل الجمهور معها، وهو ما نجح العمل في تحقيقه، ثم عُرض عليَّ فيلم “200 جنيه”، والذي بمجرد قراءتي للسيناريو لم أستطع رفضه، لأنه يطرح قضية اجتماعية تمس كل فئات المجتمع.
– حدّثينا عن كواليس التصوير؟
كواليس العمل كان يسودها الود والتفاهم والمحبّة، وهناك تنسيق بين كل فريق العمل، وما جعل الأمر ممتعاً أننا انتهينا من التصوير في وقت قصير، بحيث لم نواجه أي عراقيل، فالأجواء كانت إيجابية، وكل هذا ساهم في نجاح العمل.
– هذا التعاون، هل هو الأول لك مع المخرج محمد أمين والمؤلف أحمد عبدالله؟
المؤلف أحمد عبدالله كتب سيناريو العمل بأسلوب مُحكم، فهو معروف بتسليطه الضوء على موضوعات من صميم المجتمع، وتتناول أحداث الفيلم فكرة بسيطة هي ورقة الـ200 جنيه، فكتب ثماني حكايات مختلفة منها الإنساني والكوميدي والتراجيدي، وكلها موجودة في الواقع ونلمسها بأنفسنا، وأرى أنه تعاون مثمر للغاية، ونتج منه فيلم جيد الصنع، أشاد به الجمهور والنقّاد، وهو ما أسعدني كثيراً، خصوصاً أنه التعاون الأول بيني وبين أحمد عبدالله، لكنه الثاني مع المخرج محمد أمين، حيث عملنا معاً في فيلم “التاريخ السري لكوثر” والذي لم يُعرض حتى الآن، فهو من المخرجين المتمكّنين من أدواتهم، ويعرف كيف يدير الممثل ويُخرج كل طاقته الكامنة أثناء تصوير العمل للخروج به إلى بر الأمان، وأنا أحرص على مشاهدة أفلامه ومُعجبة به كسيناريست وكمخرج.
– لماذا اخترت العودة إلى السينما من خلال فيلم “ماما حامل” الذي يحمل الطابع الكوميدي؟
لأنني وجدت في هذا الفيلم ما يحمّسني لتقديمه، أي الفكرة التي تدور حولها الأحداث، ورغم مناقشته القضية بأسلوب كوميدي إلا أنها في غاية الأهمية، وقد عايشت هذه الأزمة من خلال مقرّبين لي، وأتصوّر أن الفكرة قُدّمت بشكل جيد، وردود الفعل التي تلقيتها على العمل كانت إيجابية، وأكدتْ حُسن اختياري، وأدركت أن الجمهور مشتاق إليّ بالفعل، وهذا يعني لي الكثير، فضلاً عن أن الجمهور يبحث دائماً عن الأعمال الفنية التي تحمل في طيّاتها الضحك والمرح، خصوصاً بعد انتشار جائحة كورونا.
– هل كنت تخطّطين للعودة إلى السينما بفيلم كوميدي وآخر اجتماعي؟
لم يخطر في بالي هذا، فأثناء اختيار العمل أحرص على أن يكون الدور جيداً ويناسب شخصيتي ويضيف الى رصيدي الفني، وكل هذا وجدته في “ماما حامل” و”200 جنيه”، واللذين تعاونت فيهما مع مجموعة كبيرة من النجوم الذين سعُدت بالعمل معهم.
– كيف ترين علاقة “سمية” و”كمال” في فيلم “ماما حامل” بعد الجدل الذي أُثير عند عرضه على إحدى المنصّات الرقمية؟
علاقة “سمية” و”كمال” نادرة ويتمنى أي شخص أن يعيشها ويتفاعل معها، وهذه العلاقة تؤكد أهمية الحفاظ على الحب بين الطرفين، وقد لفتتني كثيراً في هذا العمل، والتعاون مع بيومي فؤاد صنع حالة جيدة انعكست نجاحاً على الشاشة ولمسها المشاهد.
– تحضّرين لمسلسل “منوّرة بأهلها” مع باسم سمرة، ما الذي حمّسك له؟
ربما يكون تعاوني مجدداً مع المخرج يسري نصر الله بعد تجربتنا في فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن”، هو ما حمّسني للمشاركة في مسلسل “منوّرة بأهلها”، وهو من نوعية الأعمال المكوّنة من 10 حلقات، وهذا ليس جديداً عليّ.
– هل تتعاملين مع ابنك خالد كما كنت تتعاملين مع أبنائك في فيلم “ماما حامل”؟
لا أتعامل مع خالد بصفته ابني بل أعتبره صديقي، فنحن نتحاور ونستشير بعضنا في الكثير من الأمور، لكن هذا لا يمنع الشدّة والحزم في بعض المواقف. المهم أن يكون هناك تواصل مستمر بيننا.
– هل ستتدخّلين في اختيار عروس خالد مثلما فعلت “سمية” في الفيلم؟
العلاقة بيننا قائمة على الاحترام والثقة المتبادلة، وهذا يجعلني أترك لخالد حرية الاختيار وبالتالي تحمّل نتيجة اختياره، فأنا لست من الأمهات اللواتي يتدخلن في اختيارات أولادهن، ودوري يتوقف عند النصيحة، فإما أن يعمل بها أو يقرر بكامل إرادته ما يناسبه، وأؤكد أنني لن أكون من الحموات اللواتي يصعب التعامل معهن.