‘السينمائي’ تحتفي بعازف العود العراقي نصير شمة
المجلة تسلط الضوء في عددها الثامن على الموسيقار نصير شمه وتتطرق الى تأليفه موسيقى العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية والدرامية العراقية والعربية.الثلاثاء 2021/11/02
المجلة تتطرق الى مهرجانات محلية ودولية عديدة مجلة ‘السينمائي’ ليست ترفا ثقافيا
تواصل مجلة “السينمائي” تكريس وجودها الفاعل في المشهد الثقافي عامة والمشهد السينمائي خاصة محلقة بحلم القائمين عليها نحو آفاق أوسع تتناغم وتتماهى تحديداً مع عوالم ولغة الفن السابع الجامع لكل الفنون.
وصدر مؤخراً العدد الثامن من هذه المجلة في بغداد، وتعنى بشؤون السينما بأبواب متنوعة وبموضوعات رصينة، واكبت أبرز الأحداث والمنجزات والمعطيات السينمائية المحلية والعربية والدولية، بقلم نخبة من الكتاب والنقاد السينمائيين داخل وخارج العراق، ومزدانة بلمسات فنية وجمالية للمدير الفني محمد عبدالحميد الذي تمكن من صياغة تصميم راق يليق بمجلة سينمائية متخصصة.
استعار رئيس التحرير الزميل عبدالعليم البناء عنوان إفتتاحية العدد، من إجابة الموسيقار العراقي والعالمي نصير شمة، عن نظرته للمجلة التي توشح غلافها الأول بصورة معبرة له في (حوار العدد) حيث رأى فيها “حاجة أساسية لكل ما يحصل سينمائياً بالعراق لربطه بالعالم وبالعكس”.
يقول رئيس التحرير: ” “السينمائي” فعلاً ليست ترفاً ثقافياً، فهي تعنى جدياً بالشؤون السينمائية، وتهدف إلى تفعيل وإشاعة وتكريس الثقافة السينمائية لدى المهتمين، واحتواء وتطوير ودعم ابداعات سينمائيينا وصناعة السينما العراقية والعربية، والإبداعات النقدية السينمائية بمختلف تمظهراتها محلياً وعربياً وعالمياً، لاسيما مع إصرارنا جميعاً، في رئاسة مجلس الإدارة وهيئة التحرير وكتابها من العراقيين والعرب على استمرار صدورها، في وقت تبرز فيه ظاهرة العزوف عن الثقافة الورقية واتجاه كثيرين الى ثقافة مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، مع تصاعد سياسة قضم صفحات – أو توقف – الجرائد والمجلات أو إلغاء صفحات السينما في معظمها، على الرغم من أن السينما تعد المحاكاة الحقيقية للحياة أكثر من أي فن آخر، وأثبتت دائماً أنها فن لا يستطيع أن يعيش إلا مع الحرية التي كانت ومازالت هدفاً لمبدعي السينما خاصة والثقافة عامة، مع السعي لاتساع نطاق تأثيرها، ونجاحها في الوصول إلى القراء، وسد النقص المتمثل بخلو الساحة من مجلة سينمائية ورقية متخصصة “.
الناقد السينمائي اللبناني المعروف محمد رضا كتب في عموده الثابت (سنوات ضوئية) أولاً عن (المبدعون والآخرون) قدم فيه مقاربة عن المختلفين الذين هم المبدعون لا غيرهم .. وثانياً عن (الخدعة الكبيرة) التي يتم الترويج لها في ساحة النقد السينمائي والانبهار بالناقد الأجنبي دون تمحيص، مما يفضي الى إشاعة أكثر من بضاعة مغشوشة..
تم تكريس حوار العدد للموسيقار العربي والعالمي نصير شمة الذي حاوره الزميل عبدالعليم البناء عن منجزه في تأليف الموسيقى لعديد الأعمال السينمائية العراقية والعربية، فضلاً عن الأعمال المسرحية والدرامية التي كانت من ثمار ابداعاته الموسيقية الشاملة، حيث رأى شمة في “الموسيقى التصويرية عنصراً فاعلاً ومؤثراً جداً في بناء صورة متوازنة”.
ملف العدد تم تكريسه لرائدة الاخراج السينمائي النسوي في العراق المخرجة خيرية المنصور، التي أكدت أن “الإبداع ليس حكراً على الرجال فقد تكون المرأة أكثر ابداعاً”، والوقوف عند أبرز تجاربها المتنوعة ومسيرتها السينمائية داخل وخارج العراق.
وساهم فيه مدير التحرير الذي قدم (فيلموغرافيا) شاملة عن أعمال خيرية المنصور، وكتب الدكتور سالم شدهان عن (المختلفة خيرية المنصور)، والناقد السينمائي علاء المفرجي الذي كتب في عموده (كلاكيت) عن (خيرية المنصور التي قالت لا) مستعرضاً علاقته بها والتحديات التي واجهتها.
في باب (قراءة في كتاب) نقرأ لمحمد عبدالمنعم عرضاً لكتاب الناقد والمؤرخ السينمائي مهدي عباس (قاموس المخرجين العراقيين ) بجزئه الأول، كما نقرأ عرضاً آخر لجديد المخرج السينمائي د. ليث عبد الأمير( سينما الأكستريم .. جماليات الحدود والتجاوز)، وهي مصطلح جديد على دفاتر النقد السينمائي يعني (الحالات القصوى) ولكنه ليس بجديد على الفن السينمائي كصناعة.
وفي لمسة مقاربة بين الرواية وعوالم السينما يقدم الناقد رضا المحمداوي رؤيته عن “لعبة الأضواء الملونة في الصالة المظلمة .. درس السينما .. ودرس الحياة”، عبر قراءة لمجموعة القاص الراحل محمد علوان جبر (الرحلة العجيبة للسيد ميم).
تحت عنوان (كلام في السينما) نقرأ للكاتب عبدالكناني عن (أفلام المراكز الثقافية في بغداد) التي كانت تستقطب اجيالاً من المعنيين بالسينما وما كانت توفره من مشاهدات متميزة ومتنوعة فكرياً وجمالياً وابداعياً.
يواصل رئيس مجلس الإدارة المخرج السينمائي سعد نعمة تسليط الضوء على كوكبة جديدة من (سينمائيون عراقيون جدد)، واستعراض عطاءاتهم، حيث اختار في هذا العدد المخرجين العراقيين عباس العبودي وبشتوان عبد الله.
توقفت المجلة عند مهرجانات محلية ودولية عدة، فاستعرض الناقد والمؤرخ السينمائي مهدي عباس (مهرجانت سينمائية محلية) شهدها العراق شملت مهرجانات: مخيم الطفولة السينمائي في الديوانية، والرافدين السينمائي الدولي الذي اقامته جامعة كلكامش، وملتقى كركوك السينمائي لأفلام كوفيد 19، واسط السينمائي الدولي السادس، وأخيراً مهرجان دار السلام السينمائي الذي انعقد تحت عنوان (السينما في مكافحة التطرف).
ومن المهرجانات الدولية المهمة وذات التاريخ العريق التي استعرضتها المجلة ،مهرجان فينيسيا الـ78 متوقفة عند حفل ختامه ونتائج مسابقاته السينمائية وبرامجه وأنشطته المتنوعة.
كما تم الوقوف عند الاستعدادات لعقد الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي ومقابلة موسعة مع مدير المهرجان انتشال التميمي، استعرض فيها مختلف فعاليات وأنشطة وبرامج المهرجان الشاملة ومواصلته في استقطاب الأعمال السينمائية العربية والعالمية المميزة، حيث يقام المهرجان في رحاب مدينة الجونة السياحية المطلة على سواحل البحر الأحمر جنوبي جمهورية مصر العربية.
وفي تطوير جديد لمضامين المجلة كتب الناقد السينمائي صلاح سرميني (رسالة باريس) التي سلط فيها الضوء على جوانب مختلفة من صالات السينما الفرنسية وتذاكرها واسعارها والضرائب المفروضة عليها، وهو مالم تناوله الصحافة السينمائية العربية من قبل.
كما كتب الناقد المقيم في باريس سمير حنا خمورو دراسة عن مخرج فيلم (ماركس يمكنه الانتظار) الايطالي ماركو بيلو كيو، وجائزة السعفة الذهبية الفخرية التي منحها له مهرجان كان مع عرض عن أفلام هذا المخرج المتمرد.
وتناول الناقد العراقي المقيم في لندن عدنان حسين أحمد بالتحليل فيلم (رجل الخشب) للمخرج العراقي المغترب قتيبة الجنابي، الذي يتحدث عن قصة لاجىء عراقي يحلم بالعودة الى النبع الأول.
أما الكاتب حسين صبيح فيتوقف عند ( الصراع المحتدم ما بين صالات السينما والمنصات الرقمية) في ظل جائحة كورونا. ويقدم الناقد السينمائي الدكتور صالح الصحن (أفكار سينمائية) متنوعة أمام من يتصدى لعملية الابداع في الانتاجات السينمائية، في حين يتناول الناقد نزار شهيد الفدعم في عموده (زووووم) سينما الشباب والفرص الضائعة..
ويختتم نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي صفحات وموضوعات العدد في عموده (إضاءة) بالحديث عن (نقابة الفنانين والسينما ومبدعوها)، التي تمثلت باحتضان ودعم المبادرات والأنشطة والإصدارات السينمائية، ومن بينها مجلة (السينمائي) التي لم تكن نقابة الفنانين الجهة الوحيدة التي دعمتها ومن بينها الموسيقار نصير شمة، والبنك المركزي، ورابطة المصارف العراقية الخاصة عبر صندوق تمكين لدعم المبادرات المجتمعية.