عشرات الجرحى بمواجهات بين أنصار «القوى الخاسرة» والأمن ببغداد
5 نوفمبر 2021 19:19 مساء
بغداد :«الخليج»، وكالات
اندلعت مواجهات عنيفة، أمس الجمعة، بين أنصار الكتل والأحزاب «الخاسرة» في الانتخابات البرلمانية الأخيرة والقوات الأمنية، عندما حاول المحتجون اقتحام المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، ما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى، فيما وجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بفتح تحقيق حول ملابسات الأحداث التي حصلت في المنطقة، بينما دعت كتل وأحزاب سياسية إلى التهدئة وعدم التصعيد.
وقال مصدر أمني إن المتظاهرين، و«غالبيتهم من مناصري كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق»، وهما من الفصائل الأكثر نفوذاً في قوات «الحشد الشعبي» التي تشكل جزءاً من القوات العراقية الحكومية، «حاولوا اقتحام المنطقة الخضراء من جهة قريبة من وزارة الدفاع، وقاموا برمي الحجارة، لكن تم ردعهم من قوة مكافحة الشغب». وأضاف «أطلقت القوات الأمنية النار في الهواء» لتفريق المتظاهرين. وأشار المصدر إلى أن المتظاهرين أغلقوا «ثلاثة من أصل أربعة مداخل للمنطقة الخضراء». وتحدّثت مواقع إلكترونية مقربة من الفصائل الموالية لإيران عن «إطلاق رصاص حي» ضد المتظاهرين، بينما أفاد قيادي في كتائب حزب الله عن «مقتل متظاهرين»، لكن لم يتم تأكيد هذه المعلومة من مصادر رسمية.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة العراقية، أن مؤسساتها استقبلت 125 جريحاً، بينهم 27 من المدنيين والباقي من القوات الأمنية، أصيبوا خلال الصدامات التي وقعت بين المتظاهرين والقوات الأمنية. وأضافت: «معظم الإصابات بسيطة إلى متوسطة ولم تسجل أي إصابة بطلق ناري، كما لم تسجل أي حالة وفاة». يأتي ذلك فيما نقلت وسائل الإعلام العراقية عن مصدر أمني، أمس الجمعة، أن قوات أمنية انتشرت في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد، وقرب جسر الجمهورية، تحسباً لأي طارئ. ونفت خلية الإعلام الأمني إغلاق جسري السنك والجمهورية اللذين يربطان جانبي بغداد الكرخ والرصافة.
من جهة أخرى، وجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بإجراء تحقيق شامل حول ملابسات الأحداث التي حصلت في مناطق مختلفة في محيط المنطقة الخضراء، وتقديم نتائج التحقيق. وذكرت خلية الإعلام الأمني في بيان، أن «الكاظمي شدد على أن التعليمات الصارمة للقوات الأمنية في التعامل المهني مع التظاهرات سارية وأن احترام حقوق الإنسان، وخصوصاً الحق في التظاهر والتعبير عن الرأي من الأساسيات التي التزمت بها الحكومة». ودعا الكاظمي «الأطراف السياسية المختلفة إلى التهدئة واللجوء إلى الحوار». وناشد، المتظاهرين ب«ممارسة حقوقهم المشروعة باعتماد السلمية وتجنب العنف بأي صيغة ومستوى ووسائل».
ومن جانبه، أكد الرئيس برهم صالح، أن التظاهر السلمي حق مكفول دستورياً مع ضرورة عدم خروجه عن إطاره السلمي القانوني، داعياً الجميع إلى ضبط النفس.
في غضون ذلك، دعا رئيس تحالف «قوى الدولة الوطنية»، عمار الحكيم في بيان المحتجين والقوات الأمنية، إلى «ضبط النفس والحيلولة دون انجرار الأوضاع إلى ما لا يحمد عقباه». وأضاف، «نتابع بقلق بالغ الأحداث المؤسفة التي شهدتها مقتربات المنطقة الخضراء»، مجدداً تأكيده «على ضرورة عدم خروج الاحتجاجات الرافضة لنتائج الانتخابات عن إطارها السلمي». وحث الحكيم، «جميع الأطراف تغليب المصلحة الوطنية العليا في هذا الظرف الحساس»، مجدداً الدعوة للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات والمؤسسة القضائية «للنظر بجدية في الطعون الواردة وإنصاف القوى المعترضة». وكان رئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، قد دعا في تغريدة عبر منصة «تويتر»، المتظاهرين إلى عدم التصعيد، واتباع السياقات القانونية في التظاهر والمطالبة بشفافية الانتخابات والابتعاد عن الاحتكاك بالقوات الأمنية أو إثارتها.